يكثر إقبال النسوة على قدور الفخار قبل رمضان استعدادا للشهر الفضيل، بحيث تقتني النسوة قدور الفخار لأجل استعمالها في رمضان خاصة وأنها تعد مصدر نكهة الطبق الرئيسي وهو طبق الشربة بدون منازع، بحيث امتلات الأسواق بعرض ذلك الكنز التراثي الجزائري الأصيل قبل رمضان بأيام خاصة وأن استعمال الفخار يقترن كثيرا بالشهر الفضيل، وعن هذا تحكي الحاجة فطيمة من العاصمة عن قدر الفخار إذ بدأت حديثها معنا بالقول (ايه على يامات زمان كان قدر الفخار هو شباح المايدة الدزيرية) ويحضر في كل بيت جزائري فلا معنى لرمضان بدون حضور قدر الفخار وأطباق الفخار وحتى أقداح الفخار المزينة التي تستعمل في شرب اللبن، أما الصحون فهي تستعمل للأكل، بحيث قالت إن أمها (زمان) كانت تطبخ الشربة في قدر الفخار على نار قليلة مما يزيد في نكهتها وثقلها ولا تتأخر على وضع القدر وسط مائدة الإفطار للحفاظ على درجة سخونة الشربة، بعدها تقوم أمها رحمها الله بملء صحون الفخار مباشرة من القدر ويجدون نكهة في الشربة لا تضاهيها نكهة أخرى، كما ناهضت الحاجة فطيمة ظاهرة الاستعمال الواسع لقدور الألومنيوم من طرف النسوة في الوقت الحالي مما غيب نكهة الأطباق، وقالت إنها تحافظ على عادات زمان وتتمسك باستعمال قدر الفخار في الطبخ خلال رمضان بالنظر إلى فوائده الصحية العديدة، وتسعى إلى نقل تلك العادة الحميدة لبناتها لكي لا يتلاشى إرث استعمال الأواني الفخارية في رمضان.