يقوم أهل البليدة بشراء التوابل غير المطحونة وغسلها قبل استعمالها ونشرها على سطح المنزل لتيبس ومن ثمة تقوم بطحنها واستعمالها في طهي الأطباق الرمضانية. ولهذه التوابل المدروسة بعد نشرها وتيبيسها نكهة خاصة كما أنها لا تفقد رائحتها وتبقى محافظة على نكهتها القوية. كما يقوم البليديون أيضا بشراء الأواني الفخارية خاصة قدر الشربة وصحون الفخار وهي الأواني التي تحمل نكهة رمضانية خاصة، حيث يحبذ البليديون تناول شربة رمضان وأكلات أخرى مطهوة في هذه الأواني التي نجدها معروضا في الأسواق بكثرة قبل حلول شهر رمضان أياما قلائل. والشيء نفسه بالنسبة للسلاطة خاصة سلاطة الفلفل الحلو التي يحب البليديون تناولها في صحون الفخار. كما تقدم العائلات البليدية "كسكسي السحور" في صحون الفخار لما لها من نكهة ومذاق خاص لا يمكن أن يكون إلا في شهر رمضان. زلابية وشاربات بوفاريك... عروس مائدة سهرة رمضان لدى البليديين تعتبر زلابية بوفاريك الحلوى التي لا يمكن لأي عائلة بليدية الاستغناء عنها في مائدتها خلال شهر رمضان، إذ يعتبرها سكان هذه الولاية الأساس الأول في مائدتهم بعد الإفطار أو في السهرة وهي الحلوى التي يتفنن صانعوها ببلدية بوفاريك بامتياز وتستقطب المواطنين من مختلف ولايات الوطن خاصة المجاورة كولاية المدية وتيبازة وبومرداس والجزائر العاصمة ومناطق أخرى تتقاسم سكان البليدة في شهر رمضان حلوى ينعتها الكل بعروس المائدة التي لا تغيب طيلة الشهر عن منازلهم. الأمر ذاته بالنسبة للشاربات البليدية التي يعرف بها رواد صناعتها بالمدينة خاصة في منطقة "باب خويخة" و"باب السبت" وسط مدينة البليدة وكذا سكان بوفاريك الذين يتفننون في صناعتها بنكهات مختلفة تجلب المواطنين إليها من مختلف المناطق القريبة، تعبأ في أكياس مكتوب عليها شاربات بوفاريك لتصبح بذلك مدينة بوفاريك مشهورة بصناعة الزلابية والشاربات اللذيذة المتميزة بألوانها ومذاقها. لنجد سكان ولاية البليدة عامة يعشقون الجلوس في سهراتهم حول مائدة تحضر فيها هذه الحلوى والقطايف التي لا تستغني العائلات البليدية عنها في سهراتها الرمضانية، وفي السحور. فلهذا المشروب طعم مميز وطبيعي يصنع من الماء وماء الزهر والحليب والليمون فلكل بائع سره الخاص في صناعته. البوقالات... والألعاب الشعبية حاضرة في رمضان تعد "البوقالات" الصورة الثابتة في عادات وتقاليد سكان البليدة الذين يعشقون قضاء سهرات رمضان بإحياء بعض الألعاب الشعبية والألغاز التي نجد النسوة يتبادلنها ويتقن حفظها عن أجدادهن، وهي عادة لا تزال راسخة في عادات وأذهان البليديين في سهراتهم الرمضانية، حيث نجد الجيران من النسوة يتبادلن الزيارات خلال السهرة لتنظيم قعدات زمان وسرد الحكايات القديمة والأمثال الشعبية والنكت والبوقالات التي تزيد سهراتهم نكهة خاصة. ونجد الجدات الأكثر حفظا للألعاب والبوقالات التي تضفي على سهراتهم الرمضانية مذاقا خاصا لا يتكرر إلا في شهر البركة.