والدة الضحية تستغيث بالجزائر * الرّابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان تكشف تفاصيل الفضيحة يواصل (المخزن) ممارسة أساليبه القمعية ضد الشعب الصحراوي بشتى الطرق، وها هو اليوم يعيد نفس الحكاية من حديد من خلال نسج خيوط قصّة مأساوية بحرمان أُمّ من استلام جثمان ابنها بعدما قتله الجيش المغربي غدرا وظلما، والتي تخوض إضرابا مفتوحا لمدّة 35 يوما، وذلك منذ ال 15 ماي الماضي إلى غاية اليوم، أمام القنصلية المغربية بلاس بالماس من أجل المطالبة باستعادة جثمان ابنها الشهيد محمد الأمين هيدالة. عبلة عيساتي رفض المغرب احترام حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ويواصل عداونه المستمرّ ضد الشعب الصحراوي الأبي من خلال (حجز) تعسّفي لجثة الشهيد محمد لمين هيدالة الذي اغتيل بطريقة غامضة على أيدي بعض المغاربة. * الجزائر دائما في الموعد في هذا الإطار، طالب المكتب الوطني للرّابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان الأمم المتّحدة بضرورة إيجاد آلية أممية تتولّى حماية ومراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، داعيا المجتمع الدولي إلى التحرّك الفوري لوقف الوضعية الخطيرة التي تعيشها المناطق المحتلّة من الصحراء الغربية. كما أعرب المكتب الوطني للرّابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان عن تضامنه مع الأُمّ (تكبر هدى) في بيان له تلقّت (أخبار اليوم) نسخة منه، من خلال تنظيم وقفة احتجاجية من قِبل الصحفيين والمجتمع المدني اليوم في منتصف النهار أمام دار الصحافة (طاهر جاووت) من أجل تضامن مع الأُمّ (تكبر هدى). وفي الصدد، وجّه هوّاري قدور، الأمين الوطني المكلّف بالملفات المختصّة للرّابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، نداء إلى الشعب الجزائري ليتضامن مع الأُمّ (تكبر هدى) من أجل استعادة جثمان ابنها، داعيا المملكة المغربية الى احترام حقوق الإنسان في الصحراء الغربية وإطلاق سراح كافة المعتقلين الصحراويين في السجون المغربية. * حاولوا حملها على التوقيع على شهادة الوفاة للتذكير، توجّهت والدة الشهيد السيّدة (تكبر) إلى العيون بحثا عن ابنها يوم 09 فيفري، أين حاولوا حملها على التوقيع على شهادة وفاة المرحوم، لكنها رفضت لأنها (كانت تريد أن يتمّ القيام أوّلا بتشريح طبّي لابنها وإجراء تحقيق مستقلّ لتحديد أسباب الوفاة ومعاقبة الجناة، لقد عرضوا عليها نقودا كثيرة، راتبا وأشياء أخرى، لكنها امتنعت، لهذا رفضوا تسليمها جثمانه)، (لا أعرف أين دفن ولا أحد يعرف، لا أستطيع السكوت، لقد طرقت كلّ الأبواب ولن أستريح حتى أجد ابني). ومن جهة أخرى، ندّدت الوالدة بالحالة التي توجد فيها عائلتها، حيث (تتعرّض للحصار والتهديد والتحرّش اليومي من قِبل عناصر الأمن المغربي ليلا ونهارا منذ ذلك الحادث)، على حدّ تعبيرها، وبالوضعية المزرية للمدنيين الصحراويين في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية. وتؤكّد والدة الشهيد (هيدالة) إصرارها على مواصلة إضرابها عن الطعام حتى تحقيق مطالبها (وإن توفّيت -كما تقول- فلا يهمّ، فليس لدي مانع، فالذنب يقع على كاهل الأطبّاء والمستوطنين وعناصر الشرطة المغربية وعلى الجميع، أمّا أ نا فسأكون أفضل ميّتة، وحبّذا لو يكون ابني آخر ضحايا سلطات الاحتلال من المدنيين الصحراويين الذين يتعرّضون يوميا للتعنيف والضرب والتعذيب والاعتقال). كما وجّه البرلمان الأوروبي دعوة رسمية إلى عائلة الشهيد (محمد لمين هيدالة) من أجل شرح ملابسات القضية ووضعها بين أيدي البرلمانيين الأوربيين. ويعدّ البرلمان الأوروبي محطة ثانية بعد جزر الكناري التي بدأت فيها تكبر هدي اعتصامها من أمام قنصلية الاحتلال في لاس بالماس للمرافعة عن قضية الشهيد وتوسيع دائرة إدانة مدبّري اغتيال محمد لمين هيدالة ومن يقف وراءهم من المسؤولين المغاربة، المتورّطين في جرائم الاغتيالات وعمليات انتهاكات حقوق الإنسان الممارسة على الصحراويين الرّافضين لوجود الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية. وحينها أكّدت والدة الشهيد (تكبر هدي) في تصريح للصحافة المستقلّة آنذاك خلال استقبالها من طرف مسؤول الجالية الصحراوية بأوروبا أحمتو محمد أحمد في مطار باراخاس بمدريد أنها ماضية في إضرابها عن الطعام، وستواصل رفع الدعاوى القضائية ضد الجناة داخل البرلمان الأوروبي ببروكسل. * قتلوا الابن وأعلنوا الحرب على الأب قوّات الاحتلال وعندما اتّضح لها أن وقع الجريمة اكبر ممّا كان يخيّل إليها عمدت إلى انتهاج أسلوب العصا والجزرة بادئة بالإغراء أوّلا محاولة شراء صمت العائلة من أجل إلغاء الجريمة ككلّ وهو ما لم يتسنّ لها، ممّا أفقد تلك الأجهزة اتّزانها وجعلها تظهر وجهها الحقيقي بدخولها في حملة هيستيرية لقمع العائلة، وهو ما عمدت إلى ارتكابه عدّة مرّات. قوى الاحتلال وفي ظلّ حالة الهيستيريا التي تتحكّم فيها مؤخّرا عمدت إلى تصعيد وتيرة استهداف العائلة، ففي تصريح خالة الشهيد محمد لامين هيدالة (رجاء هدي) للمرصد الإعلامي الصحراوي لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان، والتي أفادت من خلاله بأن أب الشهيد يخضع منذ مدّة لحرب نفسية تنتهجها قوى الاحتلال المغربية وذلك بتوظيف بلطجية يعمدون إلى تهديد أب الشهيد من خلال مكالمات هاتفية تدعوه فيها إلى تخلّي عن متابعة الجناة وطي ملف القضية نهائيا أو استهداف حياته شخصيا، ومن جملة التهديدات والعبارات التي تحمل في طيّاتها نبرة التهديد والوعيد عبارة (سنلحقك بابنك إن لم تطوي ملف القضية نهائيا)، وهو ما حمّلت من خلاله خالة الشهيد المسؤولية الكاملة لدولة المخزن عن ضمان سلامة أفراد العائلة ووقف مسلسل التضييق والانتهاكات الممارسة في حقّها.