بعدما طلب الضحية من كنّته مغادرة المنزل شابّ يزهق روح والده بطعنات خنجر في باب الزوّار أرجأت محكمة الجنايات النظر في واحدة من أبشع جرائم القتل العمدي بطلها شابّ في الأربعينات من العمر أقدم دون تردّد على إزهاق روح والده بطعنات خنجر بعد نشوب شجار بينهما لإصرار الضحية على مغادرة كنّته المنزل بسبب الحالة العصبية للمتّهم. جريمة القتل التي تقشعرّ لها الأبدان احتضنتها بلدية باب الزوّار في الجزائر العاصمة في ال 29 ماي 2010 انطلقت عندما تلقّت مصالح الأمن بلاغا بخصوص وجود شخص عند مدخل عمارة بباب الزوّار مصاب بعدّة طعنات في أنحاء مختلفة من جسده وبعد تنقّل مصالح الأمن إلى عين المكان تبيّن أن الأمر يتعلّق بالضحية (أ. صالح) 70 سنة وبعد نقله إلى المستشفى فارق الحياة. وبعد تحرّيات مصالح الأمن توصّلت إلى أن الفاعل لم يكن سوى ابنه (أ. رشيد) صاحب ال 45 سنة والذي عثر بحوزته على سلاح أبيض ملطّخ بدماء والده حيث اعترف الجاني منذ الوهلة الأولى بأنه أقدم فعلا على إزهاق روح والده مؤكّدا أنه كان يتعرّض للسبّ والشتم والإهانة من طرفه وأنه كان شديد الكره له مضيفا أن والده أجبر زوجته على البقاء في البيت والتخلّي عن عملها كونها كانت تتعرّض لمضايقات في العمل وهذا ما جعله دائم الشجار مع والده الذي كان يتدخّل في خصوصياته وحرّيته الشخصية. وأضاف المتّهم في معرض تصريحاته أنه يعاني من اضطرابات نفسية منذ سنة 1989 مصرّحا بأن والده كان يقسو عليه بدرجة كبيرة ويوم ارتكاب الجريمة كان في البيت رفقة زوجته التي لم تكن سوى ابنة عمّه حيث جاء صهره إلى البيت من أجل الاطمئنان على أخته التي لم تصله أخبارها منذ ثلاثة أيّام لكن عندما شاهده في تلك الحالة من الهيجان غادر البيت مسرعا ليأتي بعده والده طالبا من زوجته أن تغادر البيت إلى بيت أهلها وبعد نشوب شجار بينهما حول الأمر أخذ الأب مفتاح البيت من ابنه وما هي إلاّ لحظات حتى اتّجه إلى المطبخ وأحضر سكّينا ووجّه به طعنات للأب على المستوى العلوي من جسمه ثمّ أمسكه من رقبته ورمى به في مدخل العمارة. وأفاد الجاني بأن والده كثيرا ما كان يحاول التقرّب من زوجته وكان يدخل عليها وهي في غرفة النّوم لوحدها ممّا اضطرّه إلى مغادرة البيت ليسكن مع شقيقة زوجته إلاّ أن والده كان يتّصل به مرارا وعندما يقصده كان يقوم بضربه وأضاف أن والده كان لا يعجبه أيّ شيء يقوم به ما جعله محلّ عدم ثقة عند زوجته التي كانت تصفه بعديم الشخصية. وتبيّن من الملف أن المتّهم فعلا كان يعاني من اضطرابات نفسية وسبق وأن دخل مصحّة استشفائية أين مكث فيها مدّة 05 أشهر كما صرّح شقيقه بأنه دوما كانت تتهيّأ له أشياء ليس لها صلة بالواقع وأنه كان عدوانيا مع الجميع.