وسط أجواء مأساوية وظروف غامضة، قتل أمس، مدير العرائض والعلاقات العامة برئاسة الجمهورية المرحوم صالح براهيمي، على يد ابنه بحي ''لا كناب'' بالدار البيضاء إثر تعرضه لأزمة نفسية حادة، وجه إثرها قرابة 30 طعنة خنجر لوالده وحاول التخلص من باقي أفراد العائلة، لولا تمكنهم من الهرب وإخطار مصالح الأمن، ليعود أدراجه بعد ملاحقتهم إلى غاية دخولهم الطريق السريع. وتم نقل جثة المرحوم الذي لفظ أنفاسه الأخيرة بمكان الجريمة إلى مستشفى الرويبة، قبل أن يتم نقله إلى مصلحة الطب الشرعي بمستشفى مصطفى باشا بأمر من وكيل الجمهورية للمحكمة المختصة إقليميا، حيث تمت مباشرة التحريات للكشف عن ملابسات الجريمة والأسباب الحقيقية التي أدت إلى الجريمة.وحاول الجاني ابن المرحوم براهيمي صالح حسب شهود عيان التخلص من صهره، زوجته وامرأة أخرى كانت مرافقة لهما، رجح محدثو ''النهار'' أنها أخت القاتل، ذلك عقب إزهاق روح والده الذي فارق الحياة بمسرح الجريمة متأثرا بالجروح التي تعرض لها، حيث أصر هذا الأخير على ملاحقتهم إلى غاية تواريهم عن الأنظار بالطريق السريع.كما صرح أحد سكان العمارة التي شهدت الحادثة أن القاتل كان في حالة عصبية شديدة، وهو يلاحق زوجته وصهره عقب التخلص من والده عند مخرج العمارة إذ نشب بينهم شجار حاد تعالت صرخاته إلى خارج البناية، كان يظنه الجميع مجرد مناوشات كلامية على غرار العادة، قبل أن يتبين العكس بخروج الوالد وهو يتمايل مثقلا بالجراح ثم سقط عند البوابة الرئيسية للعمارة. وكانت زيارة المرحوم الذي لم يكن يقيم مع ابنه بغرض الإصلاح بين ابنه وزوجته حسب ما ذهب إليه شهود عيان، حيث سبقه إلى ذلك صهره وابنته بمدة زمنية تعالت إثرها بعض الصرخات إلى خارج البيت، قبل أن يصل الوالد المرحوم الذي قال بعض سكان العمارة أنه تم الإتصال به بغرض فك ذلك الشجار والتوصل إلى الحل الذي عجز عنه صهره.وصول المرحوم إلى بيت ابنه وبداية الشجار لم تفصلهما مدة زمنية كبيرة حسب ما أشار إليه أحد جيران الجاني، إذ قال أن الحادثة فصلتها لحظات فقط من وصوله المرحوم، أين خرج الجميع إلى سلالم العمارة، نظرا لتعالي الصراخ أكثر قبل أن يخرج صهر المرحوم وزوجة ابنه مذعورين تعلوا وجوههم سمات الرعب ولحقت بهم المرأة التي يرجح -حسبهم- أنها أخت القاتل، ليلحق بهم فيما بعد الجاني وبيده سكينا من الحجم الصغير. خروج الوالد المرحوم بعد لحظات من خروج ابنه وهو مثقل بالطعنات أحدث الفاجعة التي لم يكن ينتظرها أي أحد حسب تصريحات السكان، مشيرين إلى أنهم اعتادوا الوقوف على مثل هذه المناوشات نظرا للحالة العصبية التي يعرف بها، ولم يكونوا يتوقعوا مثل هذه المأساة على اعتبار أنهم من عائلة واحدة ولم يتوقعوا أن تصل الأمور إلى هذا الحد.وفي مشهد جد مأساوي يقول شهود على الواقعة حاول الابن تقديم الإسعافات الأولية لوالده بعد استعادة وعيه، دون إدراكه أن هذا الأخير قد فارق الحياة ليجلس بعدها أمام الجثة واضعا السكين أمامه، وأخذ يتأمل مسرح الجريمة منتظرا حضور رجال الشرطة الذين وصلوا عقب مدة زمنية قصيرة من الحادثة، أين تم إلقاء القبض عليه وتكبيل يديه.