وسط صمت عالمي مسلمو بورما يُقتلون ويُشرّدون مجدّدا من جديد، وبكلّ وحشيةٍ طائفيةٍ قامت الجماعات البوذية في الأيّام الأخيرة باعتداءاتٍ وعنفٍ وتدميرٍ وقتل مسلمي بورما (ميانمار) بحجّة عدم تسليم الشرطة البورمية مسلما بورميا ارتكب مخالفة أمنية لرهبان بوذيين كانوا يريدون الانتقام منه وتطبيق القانون بأنفسهم، ما أثار غضبهم ضد كلّ شيء مسلم، فبدأوا بتخريب منازل ومتاجر المسلمين والاعتداء عليهم. تشير التقارير الدولية إلى أن الأحداث الأخيرة شرّدت مئات المسلمين بأطفالهم ونسائهم بعدما أقدم نحو 1000 من مثيري الشغب البوذيين على طردهم وحرق بيوتهم، ويعتبر هذا الاعتداء ضمن سلسلة أعمال العنف التي يشهدها هذا البلد ضد المسلمين منذ سنوات طويلة في ظلّ صمت العالم غير المبرّر. وكان مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتّحدة السفير عبد اللّه المعلمي قد دعا في وقتٍ سابق الأمين العام للأمم المتّحدة بان كي مون إلى مساعدة مسلمي ميانمار الذين يتعرّضون للقتل ويهاجمون في جميع أنحاء البلاد، وقال: (إن العالم لا يمكن أن يحكم عليه بالتقدّم مع القيم الديمقراطية إذا كانت تلك القيم الديمقراطية لا تشمل إعطاء الحقوق الكاملة للسكان المسلمين في ميانمار)، وأضاف: (نحن دعونا الأمين العام إلى التدخُّل لجعل صوته يسمع أكثر بصوت عال، ونحن نشعر بالقلق إزاء الاهتمام الذي يولى للعمليات الديمقراطية، في حين أن أبسط حقوق الإنسان والقيم الإنسانية يُداس عليها من قِبل الحكومة الحالية)، وأكّد أن ما يحدث في ميانمار للسكان المسلمين لا يمكن إلاّ أن يسمّى بالتطهير العرقي، مفيدا بأن دفن الضحايا غير ممكن في الظروف الحالية، ورأى أن الأمين العام والأمم المتّحدة أقرّوا بأنفسهم وقالوا إنهم بحاجة إلى أن يسمع أكثر بصوت عال ويجب بذل الجهود شخصيا مع رئيس ميانمار، لافتا إلى أنه لم يعد الروهينغا المسلمين مستهدفين فحسب، لكن كلّ المسلمين في البلاد، ولا يتمّ التعرّف على الروهينغا بين المجموعات العرقية في ميانمار البالغة 135 الذين يتمّ التعامل معهم كمهاجرين غير شرعيين وكان مركز الروهينغا العالمي التابع لاتحاد منظّمات (أراكان روهينغا) والمعروف اختصارا ب (ARU) قد ذكّر فيه العالم بمأساة مسلمي الروهينغا الذين تعرّضوا للظلم والاضطهاد، وقال المركز في بيان إن مسلمي بورما في حاجةٍ ماسّة إلى الوقوف معهم ودعمهم وإغاثتهم، وناشد البيان المسلمين في جميع أنحاء العالم رفع الظلم الذي وقع عليهم من قِبل البوذيين وإعادة حقوقهم المسلوبة، وطالب المركز بحقوقهم كاملة وعلى رأسها حقّ المواطنة، مناشدين دول العالم كافّة والمجتمع الدولي إعادة النّظر في السياسة التي تتعامل بها حكومة ميانمار مع أقلّية الروهينغا المسلمة والسعي الجادّ لوضع حدّ لعمليات الاضطهاد والانتهاكات التعسّفية التي تمارس ضد أبناء شعب الروهينغا، وفي الوقت ذاته طالبوا وسائل الإعلام بتكثيف جهودها الإعلامية ومحاولة كسر الحصار الإعلامي المفروض على إقليم أراكان وعلى القضية بأكملها.