يعتبر "الشيبس" من المأكولات الخفيفة المحببة والمطلوبة بكثرة خاصة لدى الأطفال الصغار، وهو متوفر عبر كامل المحلات المنتشرة في الأحياء والمدن، وفي كل مكان تقريبا، ويجد الأطفال متعة كبيرة في اقتنائه وتناوله، على عكس بعض المأكولات الصحية الأخرى، وفيما يمنع الكثير من الآباء أبناءهم من الإفراط في تناول هذه المادة، فان آخرين قد لا يبالون بذلك، ويستسلمون بكل سهولة لطلبات أبنائهم الخاصة باقتناء الشيبس مرات كثيرة في اليوم، حيث أن من الأطفال من يعد هذا النوع من المأكولات الخفيفة وجبته الرئيسية يوميا، رغم كل ما قد يشكله ذلك من مخاطر ومتاعب صحية متعددة على صحة الطفل، وهو متوفر بأشكال كثيرة ومذاقات مختلفة ومتنوعة، بأسعار تتراوح ما بين 5 إلى 15 دج، فيما توجد أكياس من الحجم الكبير يصل سعرها إلى حوالي 45 دج، كما إن هنالك الأنواع المحلية الصنع والمستوردة، ولكن ما يجمع بينها جميعا، هو أنها تلقى إقبالا منقطع النظير من طرف شرائح واسعة من أطفالنا. وبحسب بعض الدراسات في هذا الإطار فان هذا النوع من المأكولات بالتحديد يحتوي على نشويات عالية هي أهمّ مضاره، فهذه النشويات تدفع الأطفال لتناول كميات كبيرة منها مما يؤدي بهم للابتعاد عن تناول الأغذية الأخرى الطبيعية والصحية، كما يدخل في تركيبه الزيوت المهدرجة، وهي ذات تأثير سلبي لأنها رديئة الجودة ومعاملة حراريا وتؤدي لعدة مشكلات مثل ارتفاع الدهون في الدم وعسر الهضم والإمساك والإسهال أحيانا حسب طبيعة الجسم وعلى المدى البعيد قد تكون الزيوت المهدرجة سببا في الإصابة بالسرطان. وهناك المواد الحافظة وتأثيرها بالغ الضرر على الكبد والألوان المضافة للشيبس مجموعة كبيرة منها ممنوعة عالميا، ولأنها تحتوي على دهون مشبَّعة، فهي تؤدي إلى اضطرابات معوية وزيادة في الوزن، وكثرة الأملاح فيها قد تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم. أما المواد الحافظة التي تضاف إليها، فهي تحد من كفاءة المعدة على الهضم وتؤدي إلى التلبكات المعوية، وهناك أنواع منها تتضمن البهارات الحارة التي قد تؤدي إلى تقرحات في المعدة خصوصا عند الأطفال، وتشير ذات الدراسات إلى أن "الشيبس" من المأكولات السريعة غير الصحية ولعل تناول عبوة واحدة أسبوعيا يعد كافيا بالنسبة للأطفال حيث لا يمكن إبعادهم عن تناول "الشيبس" نهائيا ولكن يجب تقديمه لهم بعد تناول وجبة غذائية متكاملة وصحية، للتقليل من كثير من المخاطر الصحية التي تتهدد أطفالنا في الجزائر وعلى رأسها مشاكل السمنة لدى الأطفال وغيرها من الأمراض الأخرى التي تصيب هذه الشريحة بصورة كبيرة، حيث تبقى الوقاية أحسن من العلاج في مثل هذه المواقف.