استعمالها المفرط يؤدي إلى حرائق وإصابات خطيرة الألعاب النارية.. مُوضة الأعراس الجزائرية عرفت الأعراس الجزائرية في السنوات الأخيرة تغييرات كثيرة شملت العديد من مظاهر الاحتفال فهناك بعض العادات التي اندثرت ومنها ما جدّ وأصبح تقليدا معمولا به في العديد من ولايات الوطن ومن هذه المظاهر استعمال الألعاب النارية بشكل مبالغ فيه إلى حد كبير وهو ما أصبح يخلف بعض الحوادث التي تكون خطيرة في الكثير من الأحيان. عتيقة مغوفل تحولت الأعراس الجزائرية خلال السنوات الأخيرة إلى أماكن شبيهة بالملاعب وذلك بالنظر إلى الاستعمال المبالغ فيه للألعاب النارية المختلفة فالفميجان والبوق أضحيا ضرورة لا بد منها حتى يحتفل الأهل والأحباب بالعرس وعادة ما ترافق موكب العروس إلا أن هذه الأخيرة أصبحت تؤدي إلى ما لا يُحمد عقباه. جامع اليهود قبلة أصحاب الأعراس يعتبر سوق جامع اليهود بالجزائر العاصمة والواقع أسفل بلدية القصبة من أهم وأقدم الأسواق الشعبية فقد كان يطلق عليه في يوم من الأيام (سوق الزوالي والفليل) إلا أنه تحول في السنوات الأخيرة إلى أهم مركز لبيع الألعاب النارية المختلفة ويقصده الشبان من بعض الولايات المجاورة للعاصمة من أجل اقتناء تلك المفرقعات والزائر للمكان هذه الأيام يلاحظ الإقبال الكبير للشباب لاقتناء مثل هذه الألعاب التي صارت تروج طيلة أشهر السنة مع أننا لسنا لا في موسم المولد النبوي الشريف ولا في احتفالات نهاية السنة فزبائن جامع ليهود هذه الأيام من السنة يقصدون المكان من أجل اقتناء الألعاب النارية التي تستعمل في الأعراس وهو الأمر الذي جعل أسعار مختلف أنواع المفرقعات تلتهب فسعر البوق يتراوح ما بين 650 و900 دج حسب النوعية والجدير بالذكر أن أغلب الزبائن الذين يقصدون جامع ليهود يشترون منه أكثر من 5 خرطوشات والوحدة تحتوي على أربعة أنابيب أي ما يعادل 20 أنبوبا يستعمل في ليلة العرس أما بخصوص الفيميجان التي تعتبر الرقم واحد في المبيعات وأكثر استعمالا في الأفراح والأعراس فيتراوح سعرها ما بين 1000 و1300 دج حسب ماركتها. طلبٌ كبيرٌ يفوق العرض في ذات السياق أوضح لنا أحد الشبان أن الطلب بات كبيرا على المفرقعات التي تستعمل في الأعراس لدرجة أن تجار جامع ليهود أصبحوا عاجزين عن تلبية جميع الطلبات خاصة في ظل الحصار الأمني الشديد على هذه التجارة حيث يضطرون إلى المخاطرة لجلب الألعاب النارية من المناطق الحدودية للشرق الجزائري بعد استقدامها من الصين. من جهة أخرى أخبرنا ذات الشاب أيضا أن صديقه قدم من ولاية البليدة إلى جامع ليهود خصيصا من أجل شراء أنبوبين من الفيميجان لاستعمالهما في زفاف إبن عمه مشيرا أنه لا يستطيع الاحتفال بمختلف المناسبات دون وجود مفرقعات لخجله من أقاربه الذين يتنافسون ويتباهون بما اشتروه من ألعاب نارية في الأفراح. موضة دخيلة على الأعراس والأمر الملفت للانتباه في السنوات الأخيرة انتشار موضة إطلاق الألعاب النارية عند قدوم العريس إلى قاعة الأفراح حيث يصطحبه أهله وأصدقاؤه في سيارة خاصة وعند الوصول يشرعون في إخراج أنابيب كارتونية يصل طولها إلى نحو نصف متر تنبعث منها ألعاب نارية مدوية تصل طلقاتها إلى 40 طلقة من الألوان والانفجارات المضيئة على مسافة 100 متر في السماء وهذا من باب الإعلان عن قدوم العريس من جهة والإعلان عن الفرح والتباهي أمام الجيران والأقارب إضافة إلى المدعوين من جهة أخرى. بوق يحرق فستان العروسة إلا أن الاستعمال المفرط للألعاب النارية في الأعراس أصبح يخلف الكثير من المشاكل والحوادث في الأعراس للأسف ليتحول الاحتفال إلى ساحة للنيران وللخسائر المادية الفادحة فقد روت لنا السيدة (فاطمة الزهراء) التي تقطن بأحد أحياء ديدوش مراد بالجزائر العاصمة كيف كاد أن يتحول عرس ابنتها إلى كارثة كبرى روت لنا تفاصيل الحادثة فقالت لنا أنه في نهاية العرس وبينما كان ابنها خارجا من قاعة الحفلات رفقة عروسه قام شقيق العروسة باستعمال البوق احتفالا بالزوجين إلا أن هذا الأخير أصبح يصب تلك الألوان التي كانت تخرج منه بشكل عشوائي وفي لحظة غفلة خرجت إحدى تلك الشظايا صوب العروس فاشتعلت النار في مؤخرة فستان زفافها ليقوم زوجها مباشرة بإطفائه خوفا من وصول النار إلى جسد العروسة وحسب السيدة (فاطمة الزهراء) فإن فستان الزفاف قد أحرق كله من الوراء وهو الأمر الذي جعل صاحب المحل الذي استأجرت من عنده العروس ثوب زفافها إلى تغريمها بمبلغ 4 ملايين دينار جزائري بسبب الضرر الذي لحق بالفستان. ... وشاب يحرق سيارة خاله بالفيميجان ومن الحوادث التي خلفها استعمال الألعاب النارية في الأعراس وفي أحد شوارع العاصمة حرق سيارة من آخر طراز ومن ماركة (أيبيزا). تفاصيل الحدث تعود إلى إقدام أحد الشبان بإشعال الفيميجان في عرس أخيه خلال ربط الحناء للعريس وسط أصدقائه وأحبابه وأثناء إشعال الفيميجان صعد فوق سيارة خاله من أجل الرقص إلا أن تلك الفيميجان أحرقته في يده وهو الأمر الذي جعله يترك تلك الفيميجان التي وقعت مباشرة داخل السيارة مما أدى إلى اشتعالها مباشرة فنشب حريق مهول فيها وقد حاول جميع الحضور أن يقوموا بإطفاء تلك النيران إلا أنها أحرقت السيارة بأكملها ولم يتمكن الناس من إطفائها فتحول العرس إلى دخان ونيران بفعل السيارة المحترقة.