من جحيم الحروب والاقتتال فر اللاجئون السوريون والعراقيون، إلا أنهم واجهوا جحيمًا آخر سواء الموت غرقًا في البحار والمحيطات أو الاختناق مؤخرًا عبر شاحنات التهريب، وإن نجوا في الهروب من هذا أو ذاك فإن تضييق السلطات عليهم يحوّل حياتهم إلى سجن كبير تحت سماء مفتوحة... ومع تزايد أعداد القتلى، دعا المتحدث باسم منظمة الهجرة الدولية البلدان الأوروبية لأن تنقذ اللاجئين من سطوة المهربين وتفتح ممرات آمنة لهم، وسط إقرار رئيس البرلمان الأوروبي ب"إخفاق صارخ" لبعض الدول الأوروبية في استيعاب المهاجرين. وقال المتحدث باسم منظمة الهجرة الدولية ليونارد دويل، إن الدول الأوروبية تحتاج لعلاج مشكلة اللاجئين واستشعار حقوق الإنسان في الحياة والعيش الآمن.فيما نقلت وكالة رويترز عن رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولز قوله لصحيفة دي فيلت الألمانية إن "البحر المتوسط أصبح مقبرة جماعية، ثمة مشاهد مروعة عند الحدود"، مشيرا إلى أن المسؤولية مشتركة بين البلدان الأوروبية. وتأتي هذه الدعوات وسط تساؤلات المراقبين حول إمكانية مدى استجابة الدول الأوروبية لهذه الدعوات، مع تزايد أعداد القتلى في صفوف اللاجئين.ففي النمسا، أنقذت السلطات 26 لاجئا بينهم ثلاثة أطفال في حال حرجة، بعد العثور عليهم أمس داخل شاحنة كانت تقلهم في منطقة قرب الحدود مع ألمانيا. وقالت الشرطة إن اللاجئين قادمون من سوريا وأفغانستان وبنغلاديش، ويعاني معظمهم من الجفاف بسبب سوء التهوية وارتفاع درجة الحرارة داخل الشاحنة.ويأتي هذا الحادث بعد اكتشاف رفات 71 لاجئا في شاحنة تركت على جانب طريق سريع بالنمسا يوم الخميس لتتكشف أبعاد مأساة لاجئين يفرون من الصراعات والفقر في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط إلى أوروبا بأعداد غير مسبوقة. وبحسب المنظمة الدولية للهجرة فإن نحو ثلاثمئة ألف شخص عبروا البحر المتوسط هذا العام حتى الآن منطلقين من ليبيا وتركيا ودول أخرى نحو أوروبا.وغرق المئات في قوارب لم تكمل الرحلة، لكن الوفيات على البر خلال الفترة الأخيرة كشفت عن جانب مأساوي آخر من الابتزاز الذي تمارسه عصابات تهريب البشر.