المدن الجزائرية تتريف عشية عيد الأضحى محلات تتحول إلى إسطبلات! كنزة بوشطب يتجه جل المواطنين الجزائريين قبل أسابيع قليلة من عيد الأضحى نحو الأسواق لشراء الأضحية ورغم أن غالبيتهم يشتكون من غلاء أسعارها فإنهم يتسابقون ويتزاحمون على اقتنائها وهو ما شجع كثيرين على شراء أكبر عدد من المواشي قصد إعادة تسويقها وبيعها في السوق السوداء وهو ما أنتج بعض المظاهر السلبية وغير الحضارية في مختلف المدن الجزائرية التي باتت أشبه بالأرياف لاسيما بعد أن أصبح بعض أصحاب محلات المواد الغذائية لا يترددون في تحويلها إلى إسطبلات. وتحوّلت الأضحية إلى تجارة تمارس في كل موسم إذ يتحول معظم التجار والبطالين إلى تجار وموالين يبيعون المواشي الأمر الذي أدى إلى التنافس في عرض الأغنام في كل مكان سواء في الطرقات أو الأسواق الخاصة بها. والمثير للاهتمام أن بعض مالكي المحلات التجارية أصبحوا يحولون محلاتهم التجارية التي كانت عبارة عن محل لبيع المواد الغذائية أو مقاهي وحتى المحلات الفارغة لتصبح بذلك عبارة عن إسطبل يقوم بكرائه لبائعي المواشي والموالين. ونتيجة لهذا التهافت على تجارة الماشية ولو بطرق غير قانونية تبرز للعلن العديد من المظاهر المشينة وغير الحضارية ولا شك أن المواطنين يلاحظون بكل انزعاج كيف تشوهت أوضاع مدنهم وصارت تبدو مثل الأرياف ليس في هدوئها ونقاء هوائها وإنما في رائحة الماشية المنبعثة من كل مكان. ورغم هذه الفوضى العارمة الناجمة عن التنافس الشرس بين تجار الماشية ورغم الانتشار الكبير لنقاط البيع العشوائي إلا أن مصالح التجارة والسلطات المعنية تقف وقفة المتفرج على الوضع القائم ولا تتدخل لفرض تطبيق القانون مثلما حصل العام الماضي مثلا. وفي هذا السياق نتساءل عن سبب غياب أي تعليمة أو قرار يضبط تجارة الماشية بعيدا عن التجارة العشوائية قبيل العيد مثلما حصل العام الماضي مثلا. وجاءت تعليمة وزارة التجارة التي صدرت منذ سنتين والقاضية بعدم تغيير النشاط التجاري الموسمي المرتبط بالأعياد والمناسبات دون ترخيص من الجهات المسؤولة لتحدد نقاط بيع خاصة بالماشية حيث تم منع بيعها في الأماكن غير النظامية كما تقرر اتخاذ إجراءات ردعية في حق كل من يخالف هذه التعليمة بعقوبات قاسية قد تصل إلى المتابعة القضائية بعد حجز الأغنام وقد قامت المصالح الولائية بتنفيذ هذا القرار الذي رخّص لبيع المواشي تناسبا وحلول عيد الأضحى في البلديات فقط التي تتوفر على مساحات ملائمة لمزاولة هذا النشاط فيما منعت السلطات الولائية ممارسة مثل هذا النشاط في البلديات الموجودة بقلب العاصمة. ويجدر بنا التذكير في هذا المقام بأن المغزى من عيد الأضحى المبارك ليس التباهي بالكباش الضخمة وقرونها الطويلة... بل لإحياء سنة سيدنا إبراهيم عليه السلام وتقربا لله عز وجل وتبقى الأسواق الخاصة ببيع المواشي الحل الأنسب لبيع الأضحية تفاديا للفوضى.