جدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما التزامه بالسعي إلى »بداية جديدة« مع العالم الإسلامي متعهدا بأن تواصل الولاياتالمتحدة جهودها لتعزيز السلام في الشرق الأوسط وكبح عنف المتشددين ودعم التنمية الاقتصادية. ومع سعيه إلى البناء على وعده للانفتاح على العالم الإسلامي. واستخدم أوباما مؤتمرا لرجال أعمال مسلمين تستضيفه الولاياتالمتحدة لإبراز الجهود التي قامت بها إدارته حتى الآن والتعهد بمواصلة العمل للتغلب على انعدام الثقة. وفي حين حقق أوباما تقدما نحو تحسين صورة أمريكا في العالم الإسلامي فإنه ما زال يواجه تحديات قوية في معالجته لعملية السلام المتعثرة بين إسرائيل والفلسطينيين والمواجهة النووية مع إيران والحرب في كل من العراق وأفغانستان. وأبلغ أوباما المؤتمر »أعرف أن هذه الرؤية لن تتحقق في عام واحد أو حتى بضعة أعوام لكنني أعرف أن علينا أن نبدأ وأننا جميعا علينا مسؤوليات يجب النهوض بها«. والتركيز على تنمية قطاع الأعمال هو سمة في استراتيجية أوباما لمحاولة توسيع الحوار مع العالم الإسلامي إلى ما وراء »الحرب على الارهاب« التي هيمنت على نهج إدارة سلفه جورج بوش وأسعدت الكثير من المسلمين. ومتحدثا أمام 250 من ممثلي قطاع الأعمال من أكثر من 50 دولة تطرق أوباما أيضا إلى بعض من القضايا الساخنة بين واشنطن والعالم الإسلامي التي اعترف بأنها »كثيرا ما تكون مصدرا للتوتر«. ويشعر كثير من المسلمين بخيبة أمل لإخفاق أوباما حتى الآن في تحقيق تقدم في إقامة السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين على الرغم من وعوده في الأيام الأولى لتوليه الرئاسة بأن يجعل ذلك ضمن أولوياته الرئيسية. وأكد للحضور أن الولاياتالمتحدة لن تتخلى عن مساعيها الدبلوماسية التي أصابها الفتور بسبب نزاع مع اسرائيل بشأن البناء الاستيطاني اليهودي والانقسامات بين الفلسطينيين. وقال أوباما »على الرغم من الصعوبات التي لا مفر منها فإنني مادمت رئيسا فإن الولاياتالمتحدة لن تتزحزح مطلقا في مسعانا من أجل حل يقوم على دولتين يضمن حقوق وأمن الاسرائيليين الفلسطينيين على السواء«. وأكد أوباما أيضا أن الولاياتالمتحدة »تنهي بطريقة مسؤولة« الحرب في العراق وأنه »في افغانستان وباكستان وما وراءهما فإننا نشكل شراكات جديدة لعزل المتطرفين الذين يستخدمون العنف ومحاربة الفساد وتعزيز التنمية وتحسين حياة الناس والمجتمعات«. ويهدف المؤتمر الذي يستمر يومين إلى تنفيذ وعد أوباما الذي تضمنته كلمته في القاهرة لبذل المزيد من الجهود لتعزيز التنمية الاقتصادية ودعم روابط قطاع الأعمال الأمريكي مع العالم الإسلامي. وقال أوباما »هناك الكثير الذي يمكننا أن نقوم به معا في شراكة لدعم الفرص والازدهار في جميع دولنا«. وأضاف قائلا مستخدما نفس الكلمات التي رددها في القاهرة »البداية الجديدة التي ننشدها ليست فقط ممكنة بل إنها بدأت فعلا«. وحث وزير التجارة الأمريكي جاري لوك رجال الأعمال المشاركين في المؤتمر على نقل »النجاح الهائل الذي حققه كل منكم بشكل فردي وتوسيعه في أنحاء العالم الاسلامي«. وبالإضافة إلى لوك فإن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ووزير التعليم ارين دنكان ومسؤولين أمريكيين بارزين آخرين سيشاركون في جلسات المؤتمر