البرلمان يخفق بانتخاب رئيس للمرة 29 أخفق البرلمان اللبناني امس الأربعاء وللمرة ال29 على التوالي بانتخاب رئيس جديد للبلاد حيث فشل النواب في انتخاب الرئيس 13 للبنان ما دفع رئيس المجلس نبيه بري الى تحديد يوم 21 أكتوبر المقبل كموعد جديد لانعقاد الجلسة التي ستحمل الرقم 30. وأعلن بري تأجيل الجلسة بعد عدم اكتمال نصاب عدد النواب الذين حضروا لمقر البرلمان حيث يشكل 86 نائبا النصاب القانوني لجلسة الانتخاب. يذكر أن البرلمان اللبناني يسعى لانتخاب رئيس جديد للبلاد منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان في 25 ماي 2014 إلا أن كل هذه المحاولات التي وصل عددها الى 29 امس لم تحقق أهدافها في ظل غياب التوافق السياسي. يشار الى أنه يتوجب حضور ثلثي عدد النواب البالغ عددهم 128 لتأمين نصاب انتخاب الرئيس اللبناني في الدورة الأولى اي 86 نائبا وفي حال عدم حصول المرشّح على ثلثي الأصوات تجري عملية اقتراع جديدة يحتاج فيها المرشّح الى 65 صوتاً على الأقل للفوز بالمنصب. وبالتزامن مع وصول عدد من النواب الى البرلمان لحضور الجلسة التي كانت مقررة امس الاربعاء نظم عدد قليل من نشطاء المجتمع المدني اعتصاما أمام أحد المداخل المؤدية للمجلس مطالبين بانتخاب رئيس للجمهورية في ظل إجراءات أمنية مشددة اتخذتها القوى الأمنية اللبنانية في المكان. ولا يزال سمير جعجع (62 عاماً) رئيس حزب القوات اللبنانية والنائب هنري حلو مرشح الوسط الذي يدعمه النائب والزعيم الدرزي وليد جنبلاط المرشحين الرسميين البارزين في السباق الرئاسي فيما المرشح القوي الآخر غير المعلن رسمياً فهو رئيس _التيار الوطني الحر_ ميشال عون (حليف حزب الله) الذي كان قائدًا للجيش اللبناني من 23 جوان 1984 وحتى 27 نوفمبر 1989 ورئيسا للحكومة العسكرية الانتقالية التي تشكلت عام 1988 إثر الفراغ الرئاسي الذي شهده لبنان بعد انتهاء ولاية الرئيس آنذاك أمين الجميّل. ويتيح الدستور لمجلس النواب انتخاب أي مسيحي ماروني لم يعلن عن ترشحه. وتنقسم القوى الأساسية في البرلمان بين حلفي _14 آذار_ المناصر للثورة السورية و_8 آذار_ الداعم للنظام السوري بالإضافة إلى الوسطيين وعلى رأسهم جنبلاط ورئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي. وتُحمّل قوى _14 آذار_ مسؤولية الفراغ الرئاسي الذي يشهده لبنان منذ 25 ماي 2014 لكل من حزب الله وحليفه عون بسبب تعطيلهما المتكرر لنصاب انتخاب الرئيس داخل مجلس النواب. يذكر أن المسيحي الأرثوذكسي شارل دباس كان أول من تولى رئاسة الجمهورية اللبنانية عام 1926 وذلك بعد إقرار دستور البلاد في عهد الانتداب الفرنسي وفي عام 1943 اتفق مسلمو لبنان ومسيحيوه بموجب الميثاق الوطني وهو اتفاق غير مكتوب على توزيع السلطات على أن يتولى الرئاسة مسيحي ماروني لولاية تمتد 6 سنوات غير قابلة للتجديد مقابل أن يكون رئيس الوزراء مسلماً سنياً ورئيس البرلمان مسلماً شيعياً وما يزال هذا العرف الدستوري سارياً حتى الآن.