يعيش مرحلة حرجة جدا الفن في الجزائر يُحتضر! الفن في الجزائر يعيش مرحلة حرجة جدا بعد أن رفع مشعله بعض أشباه الفنانين الذين طغوا على الساحة الفنية ناشرين بذلك كل طفيلياتهم التي لا تعكس أي مفهوم للفن فالانتقاد والاشمئزاز من أعمالهم طال جميع الميادين بحيث هدموا المعاني الهادفة للفن بشتى مجالاته المختلفة من رسم وسينما وموسيقى وأدب وغيرها وهي تعكس كلها في الواقع مدى الرقي الفكري لأفراد المجتمع لأن هذا الأمر في الحقيقة يخرج عن متطلبات الفرد الحسية ليغوص به لذلك العالم الروحي العميق فهو ببساطة يعكس تجربة شعورية إبداعية يعبر عنها الفنان في لحن أو لوحة أو حتى في رواية تطير بالشخص لعوالم أخرى وهذا المفهوم مقترن بطبيعة الأمر بالمجتمع الذي يعيش فيه هذا الفرد المبدع. ولأننا في الجزائر نعاني في الأونة الأخيرة من انحطاط فكري رهيب مس جميع المجالات فلا يلبث أولئك الباحثون عن الشهرة الزائفة بأن ينشروا فطرياتهم أينما يحلوا لذلك يمكن القول أن الفن لاسيما في مجال الغناء صار يحتضر في الجزائر ولكن السؤال الذي يتبادر للأذهان هو ما السبب الذي أدى بنا لهذا الوضع. يمكن القول أن الجزائر ليست بها ظروف مواتية تساعد على الإبداع الفني إن لم نقل أنه لا يوجد مكان للفن أصلا فلا قيمة له مع الأسف في بلادنا هذا من جهة أما من جهة أخرى فيمكن اعتبار الفنانين في بلادنا من أكثر الأشخاص المضطهدين وهذا أكبر دليل على الانحطاط الفني الذي وصلت إليه الجزائر. أغاني رايوية هابطة فالفن عندنا انحصر في أغاني رايوية ساقطة يؤديها مرضى نفسانيون ويقومون بالترويج لأغانيهم بشتى الطرق لتصل لأغلبية المتتبعين ووسائل التواصل الحديثة تؤدي دورها بالكامل في نقل الفيروسات إلى عقول الشباب فهذه الألحان والكلمات تحمل في مضمونها دعوة صريحة إلى المجون وفساد الأخلاق واستهلاك المخدرات فهي ببساطة لا تعبر لا من قريب ولا من بعيد عن الفن والغريب أيضا أن هؤلاء يطلقون على أنفسهم لقب (الفنانين) وهم بذلك يحاولون نقل رسالة خطيرة جدا لا تتوافق مع الأخلاق ولا الدين. وما يلفت الانتباه أعدادهم المتزايدة كما أنهم يلقون شهرة واسعة بين أوساط الشباب وهذا راجع للضغط النفسي الرهيب الذي بات يميز حياة الشباب فالاستماع إلى هذه الأغاني يدخل في خانة العدوان على الذات على رأي بعض علماء النفس فبهذا الفعل ينتقم المرء من نفسه ويدخل عالم الملاهي والأغاني الرايوية ما يجره إلى الانحراف. وضعية أسوأ للفن السابع أما من ناحية الفن السابع فقد وصل الأمر بالبعض لمحاولة تشويه شخصية الجزائري من خلال تصويره في أنه شخص تافه والأدلة على هذا كثيرة من الأفلام السنيمائية الرديئة ووصل الأمر إلى حد محاولة النيل من أبطال الثورة التحريرية ولعل هذا الجدل لا يزال قائما لحد الساعة بسبب فيلم الوهراني الذي تم فيه تصوير رجال الثورة التحريرية المجيدة على أنهم مخبولون وحتى الإنتاج التلفزيوني هو الآخر لم يسلم من هذا فالأفلام والمسلسلات لا تعبر عن واقع الجزائري ولا تعبر على أي معاناة يتكبدها المواطن البسيط فهي تسيء للمشاهدين في بعض محتوا ها وقد دعا الكثيرون لمقاطعتها لحد تحسين مضامينها أما عن الرواية والرسم فلا مكان لهم وسط هذه الفوضى العارمة التي باتت تميز الساحة الفنية في الجزائر. وفي الأخير وجب التذكير أن الفن هو لون من ألوان الثقافة الإنسانية حيث أنه يكون نتاج بعض الإبداع الذي يكون مصدره الإنسان كما أن الفن يعتبر أداة تعبيرية لدى الإنسان بالأمور الذاتية الخاصة به فالفن الهادف ضروري جدا في الحياة.