عرف بأغانيه الحماسية الرياضة، أشهرها؛ ''جيبوها يا لولاد'' التي أصدرها في الثمانينات وأشعلت الحماس في قلوب المشجعين والمشجعات، وأغان هادفة نبذ من خلالها سلوكات غير حضارية؛ كالعنف في الملاعب، و''شكرا أستاذي'' التي تحث على تبجيل المعلّم واحترامه من باب الاعتراف والعرفان، تبعا لقول الشاعر: قم للمعلم وفه التبجيلا، كاد العلّم أن يكون رسولا، وكعادته، ها هو يصدر الجديد الذي يخاطب من خلاله ضمير الإنسانية، وجديدا آخر للتوعية التحسيسية، والثالث للمرأة، واصفا أحاسيسها، حالاتها وتقلباتها، حوارنا سيكون مع المطرب الصادق جمعاوي الذي خصّ ''المساء'' بهذا اللقاء: -نعلم أنّ هناك الجديد الهادف، فمزيدا من التفاصيل؟ *هناك بالفعل الجديد؛ ولنبدأ بالألبوم الأول، وهو ألبوم بالفرنسية عنوانه؛ ''حقوق الطفل المنتهكة''، يضم أغاني تصف معاناة الطفولة في العالم؛ من مجاعة، استغلال، وطأة الحروب، بشاعتها وتأثيرها السلبي على البراءة، وهو ألبوم أخاطب من خلاله ضمير الإنسانية، أما الألبوم الثاني، فبعنوان ''السيمفونية الخضراء''، وهو عبارة عن نداءات للطبيعة الصارخة في وجه التلوث بمختلف أشكاله، فهناك نداء طبقة الأوزون، نداء الصحراء الكبرى، نداء المناطق الرطبة ونداء المدينة التي نراها تحتضر في كل لحظة من شدة التلوث، انتهيت من التسجيل الموسيقي، ومن المرجّح أن تشاركني في هذا العمل المطربة ندى الريحان. وبالمناسبة، أشكر الديوان الوطني لحقوق التأليف على المساعدة المقدمة حتى وإن كان مبلغا رمزيا، ونطمح في وجود ممولين آخرين لمثل هذه الأعمال الهادفة لحماية الطفولة والطبيعة، وهي الأعمال القيمة التي، للأسف، لا تحظى بالتمويل، علما أنّها ليست تجارية وذات أهداف إنسانية تحسيسية بحته. كما يوجد مشروع ثالث بالفرنسية أيضا تحت عنوان؛ ''المرأة في كلّ حالاتها''... -وماذا عن الكلمات والألحان؟ *أنا الكاتب والملحن... -متى يطلق الصادق جمعاوي العنان للإبداع؟ *عندما أهمّش، أزداد إبداعا وأجد نفسي متفرغا للعمل والعطاء، فأنا أعيش للفن الهادف الحامل لرسالة، ويحز في نفسي كثيرا ألا أجد من يشجعني ويدعمني على نشر هذه الرسالة، لكن مع هذا، أواصل دربي ولا أتراجع عن مبدئي أبدا... -وماذا عن تصوير الأغاني، هل هناك مشاريع؟ *بدأت في تصوير ما يخصّ الطفولة، البيئة، العاطفة والوطن... -هل هذا يعني أنّ ثمة هدية للجزائر في الذكرى الخمسين لاستقلالها؟ *وكيف لا؟ فهذه أمّنا الجزائر وأقلّ واجب نهديها ما يسرّها، هو عمل هام سيكون مفاجأة قيّمة وجميلة تفرح الوطن وأهله...
-هناك سؤال ملح وهو: لماذا اخترت هذه المرة الغناء بالفرنسية، هل هذا من باب التغيير والتجديد أم لغرض آخر؟ *سؤال وجيه، سأصارحك بالأمر وأصدقك القول، لقد سبق وأن أعطيت الإذاعة ألبومات راقية، لكن للأسف ولحد الآن، لم أسمع ولا أغنية بثت عبر الأثير؟ في حين تبث الأغاني السوقية التي لا كلمات ولا لحن لها في كلّ حين؟ وأمام هذا التهميش البالغ حدّ الإقصاء، كان لابدّ من وجود منفذ آخر، أصل من خلاله للعالمية، ولم لا؟ فما أصدرته، مؤخرا، فن جد راقٍ، مدروس ومؤهّل للذهاب بعيدا، وهو الهدف، وبما أنني أتقن اللغة العربية والفرنسية معا، فلم لا أغني بالفرنسية؟ وسأغني لاحقا بالإنكليزية... -بم تختم هذا الحوار؟ *أقول أنّ الفن رسالة، وفني رسالة بعيدة كلّ البعد عن التجارة، ولا، أخفي في الختام، مخاوفي من انقراض الفن الجميل الهادف، خاصة في وجود تأييد ودعم مادي ومعنوي لأشباه الفنانين الذين غزوا الساحة، وحضوا بالمساندة والتشجيع، فأطرح سؤالا بدوري قائلا؛ إلى متى هذه الفوضى التي تعمّ الساحة؟ أما حان وقت الغربلة؟ هذا وشكرا للمساء على الإلتفاتة واللقاء...