الزواج هو حلم كل فتاة وفتى بل هو واحد من أسباب وجود الإنسان (عمارة الأرض) فهو بمثابة نصف الدين عند المسلمين ولكن في أيامنا هذه بات الظفر بعريس يعّد إمتيازا كبيرا فكل فتاة تسعى لهذا بكل الطرق حتى ولو كانت طرقا تملأها الشبهات فعلى قول المثل (الغاية تبرر الوسيلة) واليوم سنحاول نقل قصة فتاة يائسة حاولت الظفر بعريس عن طريق لبس الحجاب الملتزم الذي كان مرضاة لذلك الشاب وليس مرضاة لله تعالى فسقطت في شر أعمالها. إلتقينا مع كوثر وهي فتاة تدرس في الجامعة تخصص علوم سياسية وهي تحضر للماستر في هذا التخصص قصت لنا حكايتها مع رغبتها في الزواج من شاب ملتزم وكيف إنتهى بها الأمر لأنها لم تكن صادقة مع نفسها في هذا الشأن قالت كوثر (أنا من عائلة عادية لي الحرية في كل تصرفاتي فلا أحد يجبرني على شيء بدأت قصتي لما كنت بالثانوية فقد كان في حينا شاب ملتزم حديث كل الفتيات أعجبت به لأنه شخص صادق ولا شأن له في مصاحبة الفتيات عكس كل الشبان الذين إلتقيتهم وكل يوم كنت أحلم بملاقاته في الطريق ولأنني لم أكن محجبة وأرتدي ثياب عصرية حدث ذات يوم أن صادفته في الطريق وما إن لمحني حتى طأطأ رأسه متمتما بكلمات الإستغفار وقد أثرت هذه الحركة في كثيرا فقد أيقنت أني لن أنال إعجابه أبدا وأنا على هذه الحال فقررت الإلتزام باللباس الشرعي علي أظفر بإعجابه عارضت صديقتي الفكرة لما أخبرتها وأخبرتني أنه لكي ألتزم يجب أن يكون هذا الفعل خالص لوجه الله وليس لأجل شخص معين لم أستمع لقولها وقلت لها المهم هو أن أرتدي الحجاب سأرضي خالقي وأنال إعجاب فتى أحلامي ذهبت للبيت وعرضت الفكرة على والدتي فاستغربت كثيرا لأن أخواتي كلهن لا يرتدين الحجاب حتى أني كنت أعارض الفكرة من وقت قريب فشكت في رغبتي هذه ولكني حاولت إقناعها بأني أريد ذالك فعلا لأني مقتنعة به حاليا فشتريت بعض الثياب المحتشمة وخمارات وكان هذا بعد نيلي لشهادة الباكالوريا وعند دخولي للجامعة إلتزمت بلبس الحجاب وتمنيت أن أنال بفعلي هذا إعجاب ذالك الفتى ومرت الأيام وكل يوم يزداد شوقي له وشاء القدر أن إلتقيت به في أحد الأزقة ذاهبا للمسجد لأنه كان وقت صلاة فلمحني بطرف عينه وأكمل طريقه وكأنه لاحظ التغير الذي طرأ علي فسرتني حركته هذه كثيرا وصرت أتعمد المرور من ذالك الشارع في المساء عند رجوعي من الجامعة على أمل مصادفته وحدث ذات يوم أن إلتقيت برفيقة قديمة لي في ذلك الزقاق وأخذنا الحديث لزمن الطفولة ولم نتفطن للوقت وفجأة مر فتى أحلامي فتلبكت صديقتي وهمت بالإنصراف لأن الفتى أخوها الأكبر أثلج صدري لما علمت بالأمر وعرفت أني وجدت السبيل للتقرب منه أكثر فعملت على توطيد علاقتي بتلك الفتاة أكثر وكنت في كل مرة أسألها عن أخوها فأحست بأن هنالك شيء غريب يجمعني به فما لبثت إلا أن أخبرتها بسري وما أكن من إعجاب لأخوها فضحكت وسخرت مني وقالت بأن شقيقها يطمح لأن تكون زوجته المستقبلية فتاة ملتزمة وقد تفوهت بكلماتها هذه لأنها كانت تعلم بحقيقتي نظرا لمعرفتها بي منذ صغري وبكل أفعالي الطائشة ولكن كلماتها هذه لم تثن عزيمتي وقررت المضي قدما لأنال هدفي وصرت أحاول بشتى الطرق لفت إنتباهه ولكن دون فائدة إلى أن حدث وأن إلتقيته في أحد المحلات يداوم هناك وكان يتسلم المحل مساءا وصرت أتردد عليه يوميا لسبب ولغير سبب وفي كل مرة أحاول فتح حديثا معه وشيء فشيء تطورت قصتي معه وصار حديثي معه أطول وأكثر توسعا وذات يوم مرت للمحل ولم أجده وتكرّر هذا الأمر لعدة مرات فسألت من كان في المحل فأخبرني بأن لم يأت بسبب إنشغاله بتدابير زفافه فحل هذا الخبر كالصاعقة على قلبي فحزنت كثيرا وتمالكت نفسي حتى وصلت للبيت بكيت كثيرا وندمت على الذي فعلته فقد أهنت نفسي لما أقدمت على إرتداء الحجاب لكي أرض شخصا معين وليس لكي أرضي ربي لقد كان هذا الأمر بمثابة الدرس لي وتيقنت أن المرء لن ينال إلا ما كتب الله له لقد نزعت مثل هذه الأفكار من ذهني وأنا الأن متفرغة كليا لدراستي ولم أعد أفكر في أي شخص ولا أسعى للقائه لقد تأكد لنا من قصة كوثر أنه مهما كانت الغاية فعلى المرء أن يخلص في عمله حتى ينال التوفيق من الله عز وجل.