حرب شاملة على فلسطين.. من القدس إلى غزة *** فلسطين تنتفض * أصداء إنتفاضة الأقصى تصدح في أوروبا.. وباريس تهتف لفلسطين +3 صور أثبت الإحتلال أن لا نية لديه للتوقف عن مسلسل التصعيد في القدسالمحتلة وفي المسجد الأقصى فيما كانت المواجهات مع جنود الإحتلال عنواناً جامعاً بين الفلسطينيين في أحياء القدسالمحتلة وفي الضفة الغربية التي شهدت على غرار غزة مسيرات إحتجاجية حاشدة في جمعة الغضب نصرة للمسجد الأقصى ورفضاً للتصعيد الإسرائيلي المتواصل الذي بدأت تتضح أهدافه السياسية فيما يصر المقدسيون على إستمرارهم في معركة الدفاع عن الأقصى والتصدي للإحتلال عبر العمل على إحباط مخططاته. ق.د/وكالات إقتحمت مجموعة من المستوطنين صباح أمس الأحد باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة وتجولت فيها تحت حماية وحراسة شرطة وجيش الإحتلال وبهذا الإقتحام يعاود المستوطنون نشاطاتهم الإستفزازية للفلسطينيين في ظل الهّبة الجماهيرية التي تشهدها المدن الفلسطينية مند أكثر من أسبوع نصرة للمسجد الأقصى المبارك ورفضاً لعمليات إقتحامه ومحاولة تقسيمه زمانياً ومكانياً. على صعيد آخر أصيب العشرات من الشبان بحالات إختناق خلال المواجهات العنيفة التي أعقبت تشييع جثمان الشهيد فادي علون (19 عاماً) في بلدة العيساوية شمال شرق مدينة القدسالمحتلة أطلق خلالها جنود الإحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بإتجاه الشبان فيما تولت سيارة المياه العادمة عملية رش المنازل لمعاقبة الأهالي في الوقت الذي تمكن فيه الشبان من مهاجمتها بالزجاجات الحارقة. وفي الضفة الغربية هاجمت مجموعة من المستوطنين منازل في قرية نحالين غربي مدينة بيت لحم بالحجارة وتمكن الأهالي من التصدي لهم وطردهم من قريتهم بينما هاجمت مجموعات أخرى من المستوطنين المتطرفين في ساعة متأخرة من ليل أمس السبت منازل في البلدة القديمة بمدينة الخليل وعدد من أحيائها. حرب شاملة على فلسطين.. من القدس إلى غزة إستشهدت إمرأة وطفلة فلسطينيتان وأصيب ثلاثة آخرون من العائلة ذاتها فجر أمس الأحد جراء إنهيار منزل جنوبي مدينة غزة بفعل قصف إسرائيلي جديد إستهدف أرضا خالية ملاصقة له. وأفادت مصادر من قطاع غزة أن الشهيدتين هما: نور رسمي حسان 30 عاما وإبنتها الطفلة رهف يحيى حسان (عامان). وجاء هذا القصف بعد غارتين سابقتين نفذتهما مقاتلات سلاح الجو فجر أمس الأحد على موقعين تابعين لكتائب عز الدين القسام الذراع المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس). الغارات تقتل وتصيب عائلة كاملة بالقطاع أفاد مراسل وكالة (الأناضول) للأنباء أن طائرات حربية قصفت أرضا خالية في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة ما أسفر عن إنهيار منزل مجاور لهذه الأرض بشكل كامل. وقال المتحدث بإسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة أشرف القدرة إن (انهيار المنزل بفعل القصف أسفر عن مقتل طفلة (3 أعوام) وإمرأة فلسطينية حامل (30 عاما) وإصابة ثلاثة من أفراد عائلتهما بينهم طفلان). وكانت مقاتلات سلاح الجو قد شنت فجر أمس غارتين على موقعين تابعين لكتائب عز الدين القسام الذراع المسلح لحركة (حماس) في جنوبي وغربي مدينة غزة دون أن يتم الإعلان عن وقوع إصابات وفق شهود عيان. وتسبب القصف بأضرار في الأراضي والمباني المحيطة بالموقعين المستهدفين دون أن يسفر ذلك عن وقوع أي إصابات بحسب مصادر طبية فلسطينية. وبإستشهاد الأم حسان وطفلتها وسقوط تسعة شهداء خلال اليومين الماضين على حدود قطاع غزة يكون عدد شهداء القطاع الذين قضوا منذ إنتهاء الحرب على غزة وتوقيع إتفاق التهدئة بين المقاومة الفلسطينية ودولة الإحتلال في ال26 من أوت برعاية مصرية 15 شهيدا. وتشهد الضفة الغربية والأحياء الشرقية من مدينة القدس توترا كبيرا منذ عدة أسابيع حيث تنشب مواجهات بين الفينة والأخرى بين شبان فلسطينيين وقوات الأمن واندلع التوتر بسبب إصرار مستوطنين على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى تحت حراسة الشرطة . نساء الإنتفاضة... فدائيات ومقاومات ترتدي الهبّة الفلسطينية الحالية في الأراضي المحتلة جميعها من الداخل ال48 والضفة والقدس وقطع غزة طابعاً لا يقتصر على الذكور وسط تقاسم في الأدوار هو ضروري لنجاح الإنتفاضة مثلما كان سائداً في أيام العمل الفدائي وزمن الإنتفاضتين الأولى والثانية حين خرجت إلى العلن أسماء مناضلات نافسن الذكور لا بل تفوقن عليهم في الكثير من الحالات حتى في المجالات العسكرية. وخير مثال على نساء الإنتفاضة ما جرى أمس في القدس حيث هذه أصيب أحد جنود الإحتلال في تفجير قنبلة داخل في مدينة القدسالمحتلة والمنفذ إمراة فلسطينية حرة. وقالت الإذاعة العامة (الرسمية) (أصيب شرطي وإمرأة فلسطينية في إنفجار عبوة ناسفة في سيارة تستقلها على أحد مداخل مدينة القدس) لافتة أن (العبوة إنفجرت داخل السيارة حين إقترب شرطي منها ما أدى إلى إصابته والمواطنة الفلسطينية التي كانت تستقل السيارة). وأفاد موقع (والا) العبري بأن شرطة الإحتلال لاحظت (سيارة مشبوهة) في شارع (437) بالقرب من مستوطنة (معاليه أدوميم) بالقدسالمحتلة موضحا أن الشرطة طلبت من السائق وهي فتاة التوقف للتفتيش فصرخت (الله أكبر) ومن ثم تم تفجير السيارة. ووصف الموقع إصابة الجندي البالغ من العمر 40 عاما ب(الطفيفة) بحسب الموقع العبري الذي أكد أن الشرطة قامت بإغلاق المكان وفتح تحقيق في الحادث ولم تذكر بعد مصير الفتاة. وفي السياق ذاته أعلنت بلدية الإحتلال في مدينة القدسالمحتلة عن تعليق الدراسة في المدينة نظرا لتردي الوضع الأمني. نساء الزمن الصعب ومنذ أيام تحولت الطالبة داليا نصّار (25 عاماً) إلى أيقونة للفلسطينيات من رموز الهبّة الحالية. ترقد داليا في العناية المكثفة في مجمع فلسطين الطبي بعدما أصابها جنود الإحتلال برصاصة في الصدر إستقرت على بعد مليمتر واحد عن قلبها وبات إخراج الرصاصة يشكل خطراً على حياتها لا يقل عنه وجودها الذي دمّر جزءاً من رئتيها. أصيبت نصّار في الرابع من الشهر الحالي حين كانت تشارك في المواجهات التي إندلعت قرب مستوطنة (بيت إيل) شمال رام الله مع طلاب وطلبة جامعة بيرزيت. تقول شقيقتها حنين ل(العربي الجديد): (لم نستغرب يوماً مشاركة داليا في المواجهات مع الاحتلال وحتى في هذه الهبّة الكبيرة لم يحاول والدي منعها من المشاركة في المواجهات فقد ربانا والدانا على العمل الوطني ووالدتنا كانت من أبرز كوادر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الضفة الغربيةالمحتلة). تشكل نصّار جزءاً من حالة نضالية باتت النساء يتصدرنها في مشهد يومي للمواجهات مع الإحتلال الإسرائيلي على نقاط التماس منذ بداية الشهر الحالي. وباتت الصور التي يلتقطها المصورون لفتيات ملثّمات ويرشقن الحجارة على جنود الإحتلال قرب (بيت إيل) بقامات ممشوقة وعيون لا تعرف الخوف الأكثر إنتشاراً على الوكالات الصحافية ووسائل التواصل الإجتماعي بشكل يوحي بأن مشاركة المرأة الفلسطينية في المقاومة أمر جديد وغير مألوف رغم أن الحقيقة ليست كذلك إطلاقاً. المرابطات.. بطلات من نوع خاص يرى الكثير من المحللين والمراقبين أن الإعتداء على المرابطات في المسجد الأقصى على يد جنود الإحتلال ومستوطنيه وإصرار هؤلاء النساء على التواجد في المسجد لحمايته كان من أكبر عوامل الهبّة الحالية فضلاً عن أنه كان عاملاً أساسياً في عمليات المقاومة الفردية ضد الإحتلال (فالنساء يدافعن عن المسجد الأقصى ويقوم جنود الإحتلال بضربهن وسحلهن وإعتقالهن أمام الكاميرات ما يستفز كل إنسان حر). وإذا كانت المرابطات المحجبات في المسجد الأقصى عاملاً كبيراً للهبة التي تشهدها الأراضي المحتلة حالياً فإن الآلالف من النساء الفلسطينيات من مختلف الفصائل والمستقلّات يشاركن بتكوين مشهد المقاومة بشكل يومي كما كان الأمر في الإنتفاضة الأولى والإنتفاضة الثانية التي نفذت فيها النساء 27 عملية فدائية وإستشهادية في العمق الإسرائيلي واستشهد وجرح واعتقل منهم الآلاف. وما بين محاولات طعن الجنود والمستوطنين إلى تجهيز الزجاجات الحارقة (المولوتوف) للشباب المتواجدين على نقاط التماس مثل (بيت إيل) و(قلنديا) في رام الله و(حوارة) في نابلس وغيرها إلى جمع الحجارة للشباب ورشقها وكشف الطرق الآمنية لهم للتحرك حتى المشاركة في تشييع الشهداء أثبتت النساء الفلسطينيات أنهن شريكات بشكل جذري في المقاومة كما كن دوما على مدار مراحل الثورة الفلسطينية منذ النكبة. وسجلت مؤسسات الأسرى المختصة 213 حالة إعتقال لنساء فلسطينيات منذ بداية العام الحالي فيما يقبع في المعتقلات الإسرائيلية 26 إمرأة. وبينما تحتدم المواجهات على نقاط التماس مثل (بيت إيل) شمال رام الله أصبح وجود الملثمات جنباً إلى جنب مع الشباب المثلمين أمراً مألوفاً رغم المحاذير الإجتماعية الضاغطة على المرأة في المجتمع الفلسطيني. وبحسب المعطيات فإن جزءاً من الفتيات يقمن بوضع اللثام لسببين: أولا حتى لا تتعرف عائلاتهن إليهن من خلال الكاميرات أو يشي بهن أحد لعائلاتهم التي لا تحبّذ مشاركتهن في رشق الحجارة جنباً إلى جنب الشبان بل بقاءهن في البيت الأمر الذي يرفضنه. أما السبب الثاني فهو أمني حتى لا يعرف جنود الإحتلال هويتهن بينما تفضل أخريات المشاركة من دون لثام حتى. تقول عضو إقليم حركة (فتح) ميسون القدومي التي تحرص على المشاركة في مواجهات (بيت إيل) بشكل دائم إن (ما يحدث اليوم في هذه المواجهات هو أمر لافت حيث تشارك وجوه جديدة من الفتيات لم نعتد على مشاركتهن في السابق). وتابعت القدومي (28 عاماً): (لقد عشت الإنتفاضة الثانية لكنني أجزم بأن ما أراه اليوم غير مسبوق من حيث كمية ونوعية المشاركات والمشاهدات التي أراها كل يوم وعلى سبيل المثال يوم الجمعة في جنازة تشييع الشهيد مهند الحلبي كانت المرأة تهتف والرجال يرددون من ورائها وهذا مشهد لم نعتد عليه في السابق). وكان لافتاً أن تشييع الحلبي الذي شارك فيه الآلاف كانت غالبيتهم من الشبان والفتيات بالعقد الثاني من العمر أي الجيل الذي لم يعش مرحلة الإنتفاضة الأولى ولا الثانية لكنهم وجدوا أنفسهم جنباً إلى جنب من شتى الأراضي الفلسطينية يوحدهم الغضب ذاته في تعال واضح على الأحزاب والإنتماء السياسي. وكان من الملاحظ المشاركة الكبيرة للنساء في تشييع الشهيد الحلبي على إختلاف الدين والخلفية السياسية والإجتماعية والأكاديمية والعمرية في حالة إنسجام نادرة. وترى إبنة الجهاد الإسلامي عطاف عليان أن تشييع الشهيد الحلبي عكس الهبّة الجماهيرية الصادقة التي تعيشها الأراضي المحتلة اليوم. وتعتبر عليان التي قضت 14 عاماً من عمرها في المعتقلات الإسرائيلية أن (الشعب الفلسطيني يعيش اليوم إنتفاضة شعبية ومن البديهي أن تشارك النساء فيها وخصوصا الشابات).