10 آلاف عسكري ورجل أمن يشاركون في حماية السيّاح *** غول: (سنحمي السيّاح.. حتى لو تطلّب الأمر توفير حارس شخصي لكلّ منهم)! - أقرّت الحكومة مخطّطا أمنيا جديدا يعدّ (الأكثر تشدّدا في تاريخ حماية السياحة في الجزائر) جنّدت بمقتضاه 10 آلاف عسكري ورجل أمن لتأمين السيّاح الذين يقصدون الصحراء خلال الفترة التي تسبق وتلي عطلة رأس السنة هذه التدابير قد تعيد شيئا من الواجهة السياحية لبلادنا التي اهتزّت بشكل كبير عقب حادثتي (تيفنتورين) و(غوردال). قالت مصادر أمنية إن 3 وِزارات أقرّت ما اعتبره المخطّط الأمني الأكثر تشدّدا لتأمين السيّاح الأجانب الذين يقصدون الجنوب الجزائري خلال الفترة الحالية في إطار سياسة دعم السياحة. ويتضمّن المخطّط -حسب ما نقلته وكالة (الأناضول) التركية للأنباء أمس- وضع قوّات تتكوّن من 10 آلاف عسكري ورجل أمن تحت تصرّف 5 من مسؤولي الولايات الجنوبية. ووفق المصدر ذاته فإن الوزارات الثلاث (الدفاع السياحة والداخلية) تعمل على تنفيذ مخطّط أمني مشدّد لحماية الأفواج السياحية التي يتوقّع أن تزور الجنوب في موسم السياحة الذي يبدأ قريبا ويتزامن مع أعياد رأس السنة الميلادية الجديدة في تلك المناطق وأضاف أن المخطّط الأمني الذي تقرّر تنفيذه (يعدّ الأكثر تشدّدا في تاريخ حماية السياحة في الجزائر). وبيّن المصدر أن وزارة الدفاع خصّصت بالتعاون مع قيادة الدرك الوطني 10 آلاف عسكري ورجل أمن لتأمين السيّاح الأجانب في موسم السياحة الصحراوية الذي يبدأ عادة الشهر الجاري. ووُضعت القوّات تحت تصرّف وُلاّة 5 ولايات وهي (ورفلة تمنراست إيليزي أدرار وبشّار) في إطار المخطّط الأمني الذي صادق عليه الوزير الأوّل عبد المالك سلاّل وفق المصدر الأمني. الوكالات السياحية ترفع التحدّي من جانب آخر تحدّثت الوكالات السياحية الناشطة عن ضمانات أمنية على أعلى مستوى من أجل توفير الحدّ الأقصى من الحماية للسيّاح هذا الموسم. وفي السياق قال عنواد محمد الأمين مدير فرع الجزائر في الوكالة السياحية الدولية (توس ترافل): (أبلغتنا وزارة السياحة بأنها تلقّت ضمانات أمنية على أعلى مستوى من أجل توفير الحدّ الأقصى من الحماية للسيّاح) وأضاف: (لقد قال لنا وزير السياحة عمار غول في اجتماع قبل أيّام إن السلطات ستوفّر الحدّ الأقصى من الحماية للسيّاح حتى لو تطلّب الأمر توفير حارس شخصي لكلّ سائح). من جانبه أوضح مسعدي علي مُسيّر الوكالة السياحية الجزائرية (صحراء بيتش) أن السلطات ترغب في إعادة البلاد إلى المنافسة الدولية السياحية (مع ضمان عدم تعرّض السيّاح لأيّ تهديد). وحسب خطار عبد الباقي مدير الوكالة السياحية (نجمي تور) فإن أكثر من 5 آلاف سائح أجنبي قضوا عطلة رأس السنة في جانفي الماضي في مدينة تمنراست وقال عبد الباقي إن (الوكالات السياحية في الجنوب الجزائري تخطّط لمضاعفة هذا الرقم من أجل الوصول إلى 40 أو 50 ألف سائح في المنتجعات الصحراوية مستقبلا). ضمانات حكومية على أعلى مستوى كان الوزير الأوّل عبد المالك سلاّل قال في تصريحات صحفية له أثناء زيارته لولاية ورفلة في ماي الماضي إن الحكومة مصمّمة على إعادة الصحراء كواجهة سياحية للبلاد. وخلال زيارته لولاية غرداية في سبتمبر الماضي قال وزير السياحة عمار غول إن (الحكومة ستعمل على رفع قيمة الاستثمارات العمومية والخاصّة في القطاع السياحي من أجل تحسين الخدمة في الفنادق الموجودة في الصحراء) وأشار إلى أن (الدولة قرّرت توفير أقصى درجات الحماية للسيّاح الأجانب الراغبين في زيارة الصحراء). ويعدّ الجنوب الجزائري الأكثر استقطابا للسيّاح الأجانب والمحلّيين خلال احتفالات رأس السنة نظرا لطابعه المناخي المناسب وتوفّره على مقومات سياحية هامّة مثل الأهفار والطاسيلي. كما تشهد مناطق صحراوية في الجنوب خلال هذه الفترة وحتى فصل الربيع موسم صيد طائر (الحبّار) باستخدام الصقور الجارحة والتي تستهوي كبار الشخصيات في الخليج العربي. وباستثناء حادثة الهجوم على قاعدة الغاز ب (تيفنتورين) مطلع العام 2013 من قِبل مجموعة محسوبة على القاعدة فإن الجنوب الجزائري عرف استقرارا أمنيا خلال السنوات الأخيرة.