انطلق موسم السياحة الصحراوية بصفة رسمية، أول أمس من غرداية، في تحد واضح للتهديدات الأمنية التي تواجه السياح الأجانب في الجنوب. تأتي عملية انطلاق موسم السياحة الصحراوية في الجنوب الذي يستمر لغاية مارس 2011، متزامنا مع السماح لأفواج سياحية أجنبية من جنسيات أوروبية بتنظيم جولات سياحية بولايتي تمنراست وإليزي وفي مناطق صحراوية أخرى. وخصصت مصالح الأمن تغطية أمنية كبيرة للأفواج السياحية التي تنقلت بواسطة وكالتين سياحيتين، وتتضمن الإجراءات الأمنية الجديدة التي تمت بالتشاور بين وزارتي السياحة والداخلية، عدم السماح لأي سائح بالتنقل بصفة منفردة دون أن تشرف عليه وكالة سياحية، وحددت مناطق لتنقل السياح تكون تحت الرقابة الأمنية المشددة. وأشرف وزير السياحة إسماعيل ميمون، على انطلاق موسم السياحة الصحراوية في غرداية شخصيا من أجل تأكيد عدم إلغاء أي نشاط سياحي في الصحراء الجزائرية بعد أسابيع قليلة من تدهور الأوضاع في دول الساحل المجاورة للولايات السياحية الأهم في الجزائر وهي تمنراست وإليزي. وحسب مصدر عليم، فإن مصالح الأمن ألزمت الوكالات السياحية بتقديم معلومات كاملة حول هوية كل سائح لديها ومعلومات دقيقة حول برامج الرحلات السياحية وتوقيتها من أجل توفير الحد الأقصى للحماية وألزمت الحكومة والوكالات السياحية بالتكتم أثناء التعامل مع السياح والتزام تعليمات مصالح الأمن. وخصصت الحكومة، حسب مصدر على صلة بالملف 2 مليار دينار لتطوير السياحة في ولايات الجنوب ويخصص هذا المبلغ لإعادة الاعتبار للفنادق السياحية العمومية في ولايات أدرار، غرداية تمنراست، إليزي، ورفلة والأغواط وتهيئة مناطق التوسع السياحي بولايتي غرداية وتمنراست، والاعتناء بالحظائر الوطنية في الأهقار الطاسيلي ناجر. وتعتزم وزارة السياحة الموافقة على إنشاء 6 قرى سياحية جديدة وترميم 9 فنادق عمومية. ويتضمن برنامج الحكومة تخفيض 80 بالمائة من سعر الأراضي التي تخصص للإستثمار السياحي في الجنوب. وتعتزم وزارة السياحة إعطاء طابع خاص للمناطق السياحية في الجنوب عبر توفير حماية قانونية إضافية للحظائر الوطنية وحماية المناطق السياحية في الواحات القديمة المهددة بالبناء الفوضوي وتطهير مناطق التوسع السياحي مما يسمى المستثمرين الوهميين.