عنف المعلمين يفاقم الوضع شغب الأطفال يعرقل العملية التربوية يشتكي الكثير من المعلمين من شغب بعض التلاميذ الأمر الذي يعرقلهم عن أداء مهامهم على أكمل وجه بحيث أن الشغب يؤدي دوما إلى حدوث الفوضى في القسم ويؤثر على العملية التربوية في مختلف الأطوار التعليمية خاصة وأن السلوكات العنيفة بتنا نشاهدها في مختلف الأطوار عبر المدارس الجزائرية وتزداد نسبة الخطورة كلما ارتفع السن وتقدم الطور التعليمي للتلميذ فشغب الطور الابتدائي يختلف عن شغب الطور المتوسط والطور االثانوي يختلف عنهما معا ولكن من الضروري أن ينفلت المعلمون من ذلك المشكل بطريقة ذكية ولا يواجهون عنف التلميذ بعنف آخر صادر من المعلم لأن ذلك سوف يؤدي إلى نتائج وخيمة. ويرى المختصون في التربية أن الطفل المشاغب طفل خارج على نظام الصف والمدرسة فهو في حركة دائمة لا تهدأ بل تصرفاته تتميز بنوع من الطيش ولا يدع شيئاً إلا يلمسه ويخربه والطفل المشاغب فاقد للانتباه في الصف ضعيف القدرة على ضبط نفسه وهو يخلق جواً مشحوناً بالفوضى أينما حل سواء في البيت أو في المدرسة ثم أن الطفل المشاغب لا يتيح للعملية التربوية أن تسير في طريقها السليم الذي رسمه لها المربي بل يعرقلها عرقلة تلقائية أو مقصودة وهذا يوقع ضررا بالغا بغيره من التلاميذ أيضاً وهناك علاقة واضحة بين الشغب والسلوك العدواني حتى أنه يمكن أن نعد الشغب شكلاً من أشكال السلوك العدواني وكذلك الحال فإن هناك صلة وثيقة بين الشغب وبين التخريب. أسباب شغب التلاميذ عوامل أو أسباب الشغب هي متعددة نذكر من أهمها الحاجة إلى إثبات الذات إذ يحاول بعض التلاميذ أن يثبتوا ذواتهم في البيئة التي يعيشون فيها ويجدون في الشغب مجالاً لذلك إلى جانب الفعالية الفائضة فقد تكون الفعالية الفائضة عاملا من العوامل الداعية إلى الشغب فالتلميذ الذي لا يجد المجال المنظم لتفريغ الطاقة المتدفقة لديه قد يصرف هذه الطاقة في أعمال منافية للقواعد والأنظمة المراعية في الصف والمدرسة. من دون أن ننسى الحرمان من العطف فقد يلجأ الطفل المحروم من العطف إلى أسلوب الشغب للفت نظر المعلم إليه وكسب تقديره وهذا أسلوب منحرف لا يسوغه عقل الراشد ولكن عقل الطفل قد يسوغه. السلطة الضاغطة من طرف المعلم قد يلجأ المعلم في معاملته لتلاميذه إلى أسلوب الضبط القائم على العنف والزجر والتقريع واللوم والقسر والضرب وأن هذا الضغط الشديد قد يولد انفجارا على شكل شغب وهنا يكون الشغب ثورة على السلطة الضاغطة أما وسائل العلاج لهذه المشكلة فهي كثيرة ومنها تلبية حاجة التلميذ إلى إثبات الذات وتوجيه صرف الطاقة المدخرة لديه وذلك بأن يعهد المعلم إليه بأعمال ذات مسؤوليات قيادية وأن يدفعه للانتساب لجمعيات النشاط المدرسي حيث يسلم أدواراً قيادية فيها إلى جانب منح التلميذ العطف الذي يحتاج إليه وذلك بأن يبتعد المعلم ابتعاداً مطلقاً عن أسلوب القسر والعنف والضرب وأن يسعى جهده إلى جعل جو التفاهم سائداً في الصف وأن يقدر للأطفال أعمالهم التي ينجحون في القيام بها.