اختتم قادة مجموعة العشرين اجتماعاتهم بالتأكيد على رفض ربط مصطلح "الإرهاب" بأي دين أو جنيه أو عرق، فيما شدد الرئيس التركي على أهمية الفصل بين ملفي اللاجئين والإرهاب وتنحي رئيس النظام السوري. كما اتفق قادة العشرين في بيانهم على ضرورة العمل على تجفيف منابع تمويل "الإرهاب"، الذي تهدد أعماله السلام والأمن الدوليين، فضلا عن تقويضها جهود تعزيز الاقتصاد العالمي، داعين جميع الدول إلى "المساهمة" في إدارة أزمة اللجوء. وذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مؤتمر صحفي في ختام أعمال القمة مساء الاثنين في ولاية أنطاليا (جنوب غرب) أن قادة مجموعة العشرين يصرون على مكافحة "الإرهاب" بكل أشكاله، مشيرا إلى دور بلاده في هذا المجال.وبيّن أن إحدى أهم نتائج قمة أنطاليا، ربما هي إظهار دول مجموعة العشرين- التي تمثل جزءا كبيرا من سكان واقتصاد العالم-، موقفا قويا فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب. كما شدد الرئيس التركي على أن ربط الإرهاب بأي دين أمر خاطئ جدا، مبينا أن موقفا كهذا يعد إهانة كبيرة لأتباع ذلك الدين، لأن حق الحياة مقدس في جميع الديانات.وجدد أردوغان التأكيد على إدانة هجمات باريس وشجبها، معلنا التضامن مع الفرنسيين ومشاركتهم آلامهم.وعلى صعيد مواز تطرق الرئيس التركي في كلمته إلى ملف اللاجئين، مشيرا إلى ضرورة الفصل بين ملفي اللجوء و"الإرهاب"، وإلى الأعباء التي تتحملها بلاده جراء استضافة 2.5 مليون لاجئ أغلبهم سوريون. ودعا الجميع إلى إيجاد حل للأزمة السورية، مع تأكيده أنه لا دور لبشار الأسد في مستقبل سوريا. وقال مراسل الجزيرة في أنطاليا عمر خشرم إن تركيا أرادت أن تضع بصماتها على البيان الختامي للقمة، وبيّن أن الأحداث "الإرهابية الأخيرة" فرضت نفسها على أعمال القمة، في حين فرض أردوغان رؤيته لطريقة التعامل مع الإرهاب من خلال وجهة النظر التركية.وبيّن أن هذه الطريقة تتمثل في منع الإرهاب بجميع أنواعه دون نسبه إلى دين أو عرق أو ربطه بالدين الإسلامي خاصة. وفي وقت سابق قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن أعضاء مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى وافقوا على أنه يجب مكافحة "الإرهاب" من خلال مجموعة إجراءات بينها وقف تدفق أموال "الإرهابيين". وأضافت في مؤتمر صحفي على هامش قمة المجموعة "اتفقنا على أن التحدي لا يمكن مواجهته عسكريا فقط، لكن من خلال إجراءات متعددة".وأردفت ميركل أن هذه الإجراءات تتضمن تعاون أجهزة المخابرات ومراقبة الاتصالات التي تجري عبر الإنترنت، موضحة أن كثيرا ممن شاركوا في القمة "أكدوا أن للإرهاب روابط بأسواق مالية وأنه يتعين وقف تدفق أموال الإرهابيين".