تحولت إلى ساحات للعنف بين التلاميذ والمعلمين فيديوهات عبر الفايسبوك تفضح واقع المدارس الجزائرية المدرسة هي أهم ركيزة تعتمد عليها المجتمعات قصد الوصول إلى أعلى المراتب وكانت هي مهمة المدارس بالأمس القريب أما في زماننا الحاضر فقد أصبحت المدرسة الجزائرية في أسوأ حالها فقطاع التعليم ينهار وهو ما تجسده المظاهر المخزية التي تحولت إلى ديكور يومي عبر المدارس دون أن ننسى أنها تحولت إلى ساحات للعراك والسب والشتم وحتى الضرب المتبادل بين الأساتذة والتلاميذ وهو ما تعكسه الفيديوهات الفاضحة التي تنشرها مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها الفايسبوك لتببين الواقع المر الذي أضحى يهدد المنظومة التربوية في الجزائر ويستدعي دق ناقوس الخطر. ي. آسيا فاطمة الاحترام في المدرسة الجزائرية أضحى عملة نادرة فلا التلاميذ يحترمون أساتذتهم ولا الأساتذة يمنحون اعتبارا لتلاميذهم وهذا الأمر ينطبق على جميع المستويات التعليمية بدون استثناء وهو الوضع السائد في أغلب المؤسسات التربوية.
تلاميذ لا يحترمون أساتذتهم كاد المعلم أن يكون رسولا هذه العبارة لطالما رددناها في صغرنا و لكن هيهات أن تطبق في زماننا الحاضر بسبب الإهانة التي يتعرض إليها الأستاذ وأضحى يستهزء به من طرف تلاميذه بل وصل الأمر بالبعض للعنف الجسدي واللفظي فلا تخلو ذاكرة أي منا من حادثة مناوشة بين طالب وأستاذه فالأمثلة عن هذا كثيرة جدا ولعل الأخطر من هذا كله هو تداول بعض مقاطع الفيديو لتلميذ في الطور الثانوي يتشاجر مع أستاذه بطريقة لا يتقبلها العقل وتفتقد لمعايير الاحترام التي تبنى عليها العلاقة بين الأستاذ والتلميذ وقد تم نشر المقطع عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي الذي يظهر مدى خطورة الوضع الذي وصل إليه الأمر في المدرسة الجزائرية بعدما كانت تعرف بتميزها وتفوقها. كما أن مظاهر العنف مست جميع المستويات التعليمية فحتى الجامعات لم تسلم من هذا الأمر إذ كثيرا ما تحدث مناوشات ومشادات كلامية بين الطلبة والدكاترة المدرسين لهم خصوصا في أيام الامتحانات مما يؤدي إلى مشاحنات بين الطرفين قد تصل إلى ضياع العام للطالب الذي قلل احترامه مع الأستاذ الجامعي. أساتذة يتحملون جزءا من المسؤولية قد يظن القارئ أن التلاميذ وحدهم هم من لا يحترمون أساتذتهم وتقع دوما اللائمة عليهم إلا أن الواقع يثبت أن بعض الأساتذة هم أيضا من تسببوا في بروز مشكل العنف مع التلاميذ بعد السعي إلى تجريحهم بمختلف الشتائم المباحة وغير المباحة ظنا منهم بأن هذه الطريقة تجعل التلميذ أكثر هدوءا في القسم ولكن الأمر قد يصل لحد الترهيب فكما قالت سلوى وهي طالبة جامعية لازلت أتذكر المعلمة التي كانت تدرسنا في الابتدائي فقد كانت جد قاسية معنا كما أن العصا لم تكن تفارقها أبدا . أما أمين فقد قال لنا لقد تركت مقاعد الدراسة من أجل ما وقع لي مع أستاذ كان يدرسني مادة العلوم الطبيعية في الثانوي فلسبب تافه دخلت معه في مشادات كلامية حادة وصلت لحد أن شتمني الأستاذ بطريقة أثارت غضبي بشدة ولم أراقب نفسي وضربته وانتهى بي الأمر مطرودا من المدرسة بسبب السلوك الذي سلكته مع الأستاذ وقلة صبري . كما أن بعض التلاميذ يؤكدون أن بعض الأساتذة يسبونهم ويشتمونهم بعبارات مخجلة وهناك من يسب الله والعياذ بالله أمام التلاميذ دون أدنى احترام للصرح التربوي ولمقامه كأستاذ مما يبرز فساد المدارس الجزائرية من كل الجوانب فحتى بعض الأساتذة هدموا القيمة والوقار الذي يتحلى بهما الأستاذ وساهم في زعزعتها بل وولد نزعة العنف لدى التلميذ. وختام القول إن المنظومة التربوية في الجزائر تحتاج لإعادة النظر والهيكلة حتي تعيد معايير الاتزان بين المعلم والتلميذ وتعيد الاحترام والاعتبار لكلا الطرفين وللمؤسسة التربوية في الجزائر قيمتها ومكانتها التي فقدتها.