إضافة إلى بلدان عربية وغربية *** لا تبدو الجزائر في منأى من مخطّطات ما يسمّى بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) فهذا التنظيم الدموي يضع بلادنا على لائحة الدول التي يسعى إلى ضرب أمنها واستقرارها وهو ما تتصدّى له مختلف أجهزة الأمن بكثير من الحيطة والحذر وتدلّ العديد من المؤشّرات على إمكانية أن يضرب (داعش) بقوّة من جديد طال الزمن أو قصر على الرغم من التشديدات الأمنية الكبيرة التي شهدتها عدّة مناطق أوروبية وغربية في أعقاب الهجمات القوية التي ضربت العاصمة الفرنسية باريس الأسبوع الماضي. يبدو أنه لا يوجد مكان في العالم لا يمكن أن تصل إليه (داعش) لكن هناك مناطق يبدو أنها الأكثر احتمالا من غيرها وفقا لرؤية موقع (ساسة بوست) الذي رصد 8 دول على الأقل على مستوى العالم يمكن أن يستهدفها (داعش) في ضرباته القادمة. ووضع الموقع المعروف بلادنا الجزائر ضمن القائمة المعنية بتهديدات مخطّطات (داعش) وجاءت القائمة كالآتي: 1 - الولايات المتّحدة الأمريكية: يبدو أنها أحد الاحتمالات الكبيرة حاليا خصوصا بعدما قام تنظيم الدولة الإسلامية بتحذير الولايات المتّحدة الأمريكية وتهديدها بشكل مباشر. أحد مقاطع الفيديو التي أصدرها التنظيم في أعقاب هجمات باريس الدامية ظهر فيها أحد أفراد التنظيم ويدعى الغريب الجزائري حيث وجّه كلامه للولايات المتّحدة قائلا: (نقسم أننا سنضرب الولايات المتّحدة في قلب عاصمتها واشنطن). أمّا يوم 19 نوفمبر 2015 فكان موعد ظهور أحدث فيديو دعائي للتنظيم والذي ظهرت فيه قنابل وانتحاريون يستعدّون لشنّ هجمات وظهر في الفيديو أيضا ميداني تايم وهيرالد وذلك في إشارة من التنظيم ربما إلى استهدافه مدينة نيويورك كهدف قادم. هذا التهديد سببه قيادة الولايات المتّحدة للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية وشنّها غارات جوّية على معاقل التنظيم منذ 22 سبتمبر 2014. وكان مجلس النوّاب الأمريكي قد أقرّ بأغلبية 289 صوت مقابل 137 تعليق استقبال اللاّجئين السوريين والعراقيين في الوقت الذي أكّد فيه البيت الأبيض أنه سيستخدم (الفيتو) لرفض القرار. هذا الأمر يوضّح مدى خشية الأمريكيين من تسلّل عناصر لتنظيم الدولة الإسلامية والقيام بأعمال مسلّحة ضد أهداف داخل الولايات المتّحدة. 2 - فرنسا: ما تزال فرنسا تمثّل هدفا رئيسيا لتنظيم الدولة الإسلامية بسبب مشاركتها الواسعة فيما تصفه باريس (الحرب على الإرهاب). ويبدو أن الهجمات التي شهدتها باريس لم تثن الحكومة الفرنسية على استمرار استهدافها لمواقع تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا بل إن الحكومة الفرنسية شدّدت من غاراتها على مدينة الرقّة التي تعتبر عاصمة تنظيم الدولة الإسلامية حاليا. ورغم الحملات الأمنية الموسّعة وإعلان الرئيس الفرنسي حالة الطوارئ في عموم البلاد وعمليات المداهمة والاعتقال التي لا تتوقّف فإن فرنسا تمثل تربة خصبة لعناصر تنظيم الدولة الذي يملك القدرات لتجنيد العديد من الأفراد داخل فرنسا نفسها لتنفيذ عملياته. ما يرجّح هذا الأمر هو حادثة الهجوم على صحيفة (شارلي إيبدو) الفرنسية يوم 7 جانفي 2015 والذي تسبّب في مقتل 12 شخصا. فعلى الرغم من عمليات المداهمة والاعتقال التي تلت الحادثة لم يمرّ عام واحد حتى فوجئت فرنسا والعالم أجمع بأحد أقوى العمليات (الإرهابية) التي تشهدها القارة الأوروبية ممّا يعني أن النواحي الأمنية في فرنسا ليست على ما يرام. 3 - إيطاليا: تنظيم الدولة كان قد أعلن في أحد التسجيلات المصوّرة بعد أحداث باريس أن العاصمة الإيطالية روما هي من بين الأهداف القادمة للتنظيم برفقة العاصمة الأمريكيةواشنطن. وكانت أجهزة الأمن الإيطالية قد وضعت في حالة من التأهّب التام يوم الأربعاء في أعقاب تحذيرات من قبل وزارة الخارجية الأمريكية عن احتمال وقوع عمليات إرهابية في إيطاليا شبيهة بالهجمات التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس مؤخّرا. وتسعى المخابرات الإيطالية حاليا إلى تحديد جنسية خمسة إرهابيين محتملين يمكن أن يخططوا لتنفيذ هجمات في إيطاليا طبقا للمعلومات التي تسلمها جهاز المخابرات من مكتب التحقيقات الفديرالي الأمريكي. وقدّمت الولايات المتّحدة قائمة بالأماكن المحتمل وقوع هجمات بها وتمثّلت في كنيسة القدّيس بطرس في روما وكاتدرائية ميلانو ودار أوبرا لا سكالا ومعالم تاريخية وثقافية أخرى إضافة لأماكن عامة أخرى مثل الكنائس والمعابد اليهودية والمطاعم والمسارح والفنادق في روماوميلانو. 4 - بريطانيا: المملكة المتّحدة هي إحدى الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية ممّا يجعلها في مرمى هجمات محتملة من قِبل التنظيم. هذا الأمر حدث بالفعل عندما أشار أحد أفراد (داعش) إلى بريطانيا باعتبارها ضمن أهداف التنظيم القادمة في الفيديو الذي تناقلته الصحف والمواقع الإخبارية بعد هجمات باريس. 5 - كندا: هي إحدى الدول التي ذكرها الغريب الجزائري في الفيديو الدعائي للتنظيم. كندا كانت من بين الدول التي شاركت في شنّ غارات على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا ولا يمكن أن نعرف على وجه التحديد هل سيكون لإعلان رئيس الوزراء الكندي الجديد جاستن ترودو الانسحاب من التحالف الدولي أي أثر حول نوايا التنظيم استهداف بلاده بمثل هذه العمليات. 6 - مصر: كانت وما تزال إحدى أبرز محطات تنظيم الدولة الإسلامية والمعروف هناك باسم ولاية سيناء. التنظيم أعلن مسؤوليته بالفعل عن عدد من العمليات المسلّحة والتفجيرات مثل حادثة اغتيال النائب العام وتفجير القنصلية الإيطالية لكن الحادثة الأبرز كانت عملية إسقاط الطائرة الرّوسية في شبه جزيرة سيناء والتي كان لها صدى دولي واسع خصوصا وأن حديثا بدأ يلوح في الأفق عن تدخّل روسي محتمل في سيناء للقضاء على التنظيم بتنسيق مع الجانب المصري. 7 - الأردن: طبقا لتقرير نشره موقع (بي بي سي) في شهر ماي الماضي فإن المملكة الأردنية الهاشمية يمكن أن تمثل هدفا قادما محتملا. فالأردن كانت إحدى الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية وقامت بالفعل بشنّ غارات على مواقع للتنظيم في سوريا كما أن الأردن يوجد بها بعض السكّان المتعاطفين مع داعش مما يجعلهم فريسة سهلة للتجنيد من قِبل (داعش). 8 - الجزائر وجيرانها: الجزائر وتونس والمغرب تبدو أهدافا محتملة للتنظيم خصوصا بعدما كان التنظيم قد تبنى عملية سوسة والتي استهدف فيها فندقين بمدينة سوسة وخلفت 39 قتيلا في شهر جوان الماضي. للإشارة فإن تشديدات أمنية عديدة تشهدها الدول الثلاثة منذ عملية سوسة الأخيرة الجزائر على سبيل المثال صادقت فيها الحكومة على قرار بإنشاء وحدة مختصة بمراقبة شبكة الأنترنت وتحديدا المواقع الجهادية ولها سلطات الضبط القضائي.