حذّر رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، أمس، من إمكانية حدوث اعتداءات إرهابية جديدة بفرنسا، خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة، مؤكّدا ”سنعيش هذا الهاجس لفترة طويلة”. وقال فالس في حوار صباح أمس مع إذاعة ”أر تي إل 2” أنّ ”الاعتداءات التي ضربت باريس وخلّفت ما لا يقل عن 129 قتيلا و300 جريحا، قد نظّمت ودبّرت وخطّط لها من سوريا”، متوعدا ”بردود فرنسية جديدة بعدما نفّذت المقاتلات الفرنسية أوّل أمس قصفا مكثفا على مواقع لتنظيم داعش في معقله في الرّقة”. كما دعا ”المجموعة الدولية لمحاربة هذا الجيش الإرهابي”. وتابع وزير الخارجية الفرنسي قائلا: ”لقد انضمّت فرنسا منذ عام 2014 إلى التحالف ضد ”داعش”. ولكن مركز التنظيم ليس بسوريا وإنما في العراق”، مشيرا إلى أن المعركة ستكون هناك مستقبلا، ومضيفا: ”سنقاتل داعش في العراق بمعية الآخرين: النظام العراقي، إيران، والأمريكان، مع كافة بلدان الائتلاف (الأوروبية والخليجية)، كما قرّرنا إقحام طائرات ”ميراج” و”رافال” الحربية في سوريا”. ويشار إلى أنّ طائرات حربية فرنسية اغارت الليلة أمس على أهداف لتنظيم داعش في محيط مدينة الرقة السورية. وأفيد أن الغارات استهدفت مقرات لقيادات هذا التنظيم ومعسكر تدريب ومستودعات للذخيرة. وشنت الشرطة البلجيكية، يوم أمس، مداهمات جديدة واسعة النطاق، في حي مولنبيك بمنطقة بروكسل بحثا عن المشتبه بهم في اعتداءات باريس الأخيرة، وبحسب مراسل فرانس برس فإنّ مولنبيك كانت منطلقا للهجمات. وقال ذات المصدر أنّ الشرطة وجهت نداءات عبر مكبرات الصوت إلى السكان لإخلاء المكان. كما فرض طوق أمني واسع ومنع الصحافيين من الاقتراب. ونشط عناصر من الأطفاء وفرق إزالة الألغام. ورفضت النيابة العامة الإدلاء بأي تعليق. وأوضحت أن السلطات قامت بمداهمات وعمليات توقيف منذ السبت في هذا الحي الشعبي الذي يقيم فيه عدد كبير من المهاجرين. ومدد القضاء حتى مساء الاثنين فترة التوقيف الاحترازي لسبعة مشتبه بهم اعتقلوا يوم السبت. لماذا استهدفت فرنسا ؟ وفي السياق، حرصت بعض المواقع الإخبارية على إيجاد تفسيرات لاستهداف تنظيم الدولة الإرهابي (داعش) فرنسا تحديدا دون غيرها، فلجأت إلى استضافة محللين وخصصت منابر لأقلامهم علّها تفك اللغز وتقف عند الأسباب الحقيقية التي دفعت التنظيم الإرهابي إلى اقتراف جرائمه التي تعيد إلى الأذهان الحادث الذي وقع في العاصمة نفسها في يناير الماضي، حين استهدف مقر صحيفة ”شارلي إيبدو”، مستغلا في ذلك أزمة اللاجئين لتمرير عناصره إلى الغرب وتنفيذ عملياته في عمق أوروبا. وقال موقع ”روسيا اليوم” ”إن التنظيم الإرهابي استغل أزمة اللاجئين لشن هجوم بارد على أوروبا التي يشارك بعض دولها في التحالف الدولي ضد ”داعش” بسورياوالعراق، الأمر الذي دفع قادة الغرب إلى انتهاج كل المسالك التي قد تسهم في القضاء على هذا التنظيم الذي اعتبره البعض خطرا وجوديا”. وأوعز الموقع السبب الأساسي الذي يكمن خلفه استهداف هذه الجماعات لفرنسا تحديدا، كونها ”تضم أكبر جالية مسلمة في أوروبا، فمن وجهة نظرهم المحدودة يعيش المسلمون في فرنسا حالة من الاضطهاد التي وجب الثأر لها، مما يجعلها هدفا مباشرا للعمليات قد تطال مستقبلا دولا أوروبية أخرى”. وقال الموقع إن ”دعم فرنسا المعلن للحرب ضد الإرهاب يعد أبرز الأسباب التي قد تدفع ”داعش” لاستهدافها تحديدا دون غيرها من الدول الأوروبية، خاصة بعد صفقات الأسلحة التي وقعت مؤخرا بين مصر وفرنسا، وإعلان الاليزيه إرسال حاملة الطائرات ”شارل ديغول” للمشاركة في العمليات ضد تنظيم ”داعش”، في ختام اجتماع دفاعي مصغر خصص للوضع في سورياوالعراق. وبهذا الانتشار ضاعفت باريس قدرتها العسكرية في المنطقة بانضمام حاملة الطائرات إلى ست طائرات ”رافال” في الإمارات وست طائرات ”ميراج” في الأردن. وبحسب الموقع ”يكون الرعب قد تسلل لنفوس عناصر داعش المرضى وأثار مخاوفه باعتباره لا يرى لنفسه بديلا ويسعى لجر العالم نحو حرب ثالثة”. تصفية حسابات دولية على أرض سوريا على حساب شعبها وفي ذات الشأن، أكّد الباحث في الاقتصاد السياسي الدكتور محمد الألفي، في حوار مع موقع ”سبوتنيك”، أنّ أجندة الدول الغربية في التعاطي مع الأزمة السورية خاطئة، وأشار إلى تصفية حسابات دولية على أرض سوريا، وذلك على حساب شعبها. ويرى الألفي أنه تم استهداف فرنسا، لتقاطع مصالح مؤسسات وأجهزة دولية مع التنظيمات الإرهابية، إضافة إلى خروج فرنسا من العباءة الأمريكية بشكل أو بآخر وتجلى ذلك في إبرامها صفقات اقتصادية وعسكرية مع دول الشرق الأوسط، وأشار إلى الضغوطات الأوروبية على باريس للعدول عن بيع مصر حاملة الطائرات ”ميسترال”، ودخول مصر على خط المفاوضات، وإنهاء الصفقة بهدوء، وبدأت فرنسا تلعب سياسة خارجية بشكل جيد، ويتم الآن معاقبة فرنسا بشكل أو بآخر لخروجها خارج العباءة الأمريكية. وبالنسبة للعراق، قال الألفي ”هناك قوى دولية تريد إبقاء الوضع في العراق على ما هو عليه”، مضيفا أننا أمام معضلة ستنتهي بشكل أو بآخر بمواجهات لن يحمد عقباها. وبالنسبة للموقف الروسي في التعاطي مع الأزمة السورية، قال الألفي إنه ”واضح” وأنه ”يدعو لضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، في حين أن الغرب يتعامل مع الجماعات المتطرفة، ويعترف بوجودها على الأرض” ويرفض التعامل مع مؤسسات الدولة السورية. وعن إمكانية تأثير الحادث الإرهابي الأخير في فرنسا على العرب والمسلمين، أشار الألفي إلى حالة الغضب وعدم الترحيب باللاجئين السوريين الذين وفدوا مؤخراً إلى فرنسا ولاسيما عقب الحادثة، لأنه ربما تكون اندست عناصر من تنظيمات متطرفة بين هؤلاء، في ظل تزوير الهويات السورية، الذي انتشر في الآونة الأخيرة. وأضاف أن ”تنفيذ العمليات الست في وقت واحد، يؤكد أن حجم العملية والتوقيت يقف خلفه دعم معلوماتي خارجي يتجاوز حجم تنظيم ”داعش”. البيت الأبيض يتمسك بخطة استيعاب اللاجئين وحاكم ”ألاباما” يتجه ضد التيار وقال نائب مستشارة الأمن القومي الأمريكي بن رودس، لشبكة فوكس نيوز من تركيا حيث يشارك الرئيس الأمريكي في اجتماعات قمة العشرين بأنطاليا، إنه لا يوجد تغيير في الإستراتيجية الأمريكية تجاه محاربة تنظيم داعش بعد هجمات باريس بما في ذلك إرسال أعداد كبيرة من القوات البرية الأمريكية إلى العراقوسوريا لمواجهة التنظيم الإرهابي. وأضاف رودس أن الولاياتالمتحدة لا تؤمن بأن هناك حلا للتحديات الحالية في سورياوالعراق من خلال ذهاب أعداد كبيرة من القوات المقاتلة الأمريكية إلى هناك، غير أنه أشار إلى أن الولاياتالمتحدة ستواصل تعزيز الغارات الجوية ضد التنظيم في سورياوالعراق، موضحًا أن الإداراة الأمريكية ترى أن هجمات باريس هي عمل حرب من لدن عناصر داعش. وأكد أنه في كل مرة يقع فيها مثل هذا النوع من الاستهداف العشوائي للمدنيين الأبرياء، تعتبره واشنطن عمل حرب من جانب التنظيم الإرهابي، وأوضح في الوقت نفسه أن الإدارة الأمريكية لا تعتزم إلغاء الخطة الرامية لاستيعاب 10 آلاف لاجئ سوري على مدى العام القادم، مؤكدا أن الولاياتالمتحدة لديها إجراءات صارمة للتحقق من هؤلاء اللاجئين الذين سيتم استقبالهم. وفي ذات الشأن أعلن حاكم ولاية ”ألاباما” الأمريكية، روبرت بنتلي، رفضه استقبال أي لاجئين سوريين في الولاية. وقال بنتلي، حسبما نقلت شبكة ”إيه بي سي نيوز” الأمريكية أمس الاثنين، إنه يعارض أي محاولة لانتقال اللاجئين السوريين إلى ولاية ”ألاباما” عبر برنامج قبول اللاجئين في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وذلك بعد تداعيات هجمات باريس الإرهابية التي استهدفت مواطنين أبرياء. وأضاف بنتلي أنه بصفته حاكمًا لألاباما، فإنه لن يقف متواطئًا مع سياسة تعرض المواطنين في الولاية لأي أذى أو خطر. ”أنونيموس” تتوعد داعش أعلن هاكرز ”أنونيموس” (المجهولون) حربا على عناصر تنظيم ”الدولة الإسلامية” (داعش) وجاء التهديد في رسالة فيديو بثها ”أنونيمزس” عبر قناة يوتيوب. ويظهر الفيديو شخصا يرتدي قناع ”أنونيموس” يتكلم الفرنسية، وهو يحذر الدواعش من العواقب الحتمية التي تنتظرهم قريبا بعد عملياتهم الدموية الإرهابية في باريس. ويقول إن الدواعش يجب أن يعرفوا جيدا أن المجموعة ستجدهم في أي مكان دون أن تسمح لهم بالاختفاء. كما توعد الناطق المقنع بأن يشن الهاكرز أكبر عملية لم يعرفها التاريخ حتى الآن ضد تنظيم ”الدولة الإسلامية” الإجرامي. وتابع قائلا: ”انتظروا لحظة إطلاق هجمات سايبر مكثفة ضدكم، والحرب معلنة ضدكم بلا هوادة منذ الآن”. وأكد عضو المجموعة متوجها إلى عناصر التنظيم أن ”الشعب الفرنسي أقوى منكم وهو سيخرج من هذه المحنة بطاقاته الأعظم من الماضي!”.