10 دنانير لمشاهدة المباريات الرياضية أصحاب المقاهي يطلقون جشعهم على الزبائن لم تعد المقاهي فضاء لاحتساء القهوة والشاي فقط بل باتت مكانا يجتمع فيه ليس الشباب فقط بل كل الأشخاص من جميع الفئات العمرية لمتابعة المباريات الوطنية وحتى الأجنبية. وقد اتخذ أصحاب هذه الأماكن من الظاهرة مصدرا للربح حيث بات معظمهم يملك فن التسويق وبادر هؤلاء إلى تعليق لافتات على جدران المقاهي وعلى واجهاتها مكتوب عليها المباراة منقولة في المقهى واستهلاك المشروبات إجباري فيما نجد في مقاه أخرى قصاصات ورقية مكتوب عليها 10 دنانير لكل شخص يشاهد المباراة. بادر أصحاب المقاهي إلى التزوّد بأجهزة تلفزيون من النوع الرفيع لضمان الصورة والصوت وسارعوا إلى الاشتراك في شبكة الجزيرة الرياضية لتمكين مئات الجزائريين الشغوفين بمتابعة كرة القدم من مشاهدة مباريات فرقنا الوطنية وإلى جانب الفريق الوطني تحظى فرق البرازيل وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا والعديد من الفرق الأخرى بالتشجيع الأكبر وقد تزينت هذه المقاهي لترضي ذوق الوافدين إليها. كما استعدت الكثير من المقاهي وقاعات الشاي لتقديم خدماتها للزبائن عبر نصب شاشات كبيرة. ولم تعد الظاهرة مقتصرة على الأحياء الشعبية بل قفزت إلى الأحياء الراقية بالعاصمة ولجأ أصحاب المقاهي وكذا محلات الإطعام السريع إلى التزوّد بأحدث أنواع استقبال الإرسال التلفزيوني كما جهّزوا فضاءاتهم بأحدث وأفضل أنواع من أجهزة التلفاز واطلعوا على معظم القنوات التي تبث المباريات الرياضية وثبتوا أجهزتهم عليها وأصبح الطلب كبيرا على محترفي تثبيت وإصلاح الأجهزة المختلفة وهذا من أجل جلب أكبر عدد من المشاهدين ومن أجل زيادة تسعيرة المباراة التي تختلف من مقهى إلى آخر فيما تذهب مقاهي أخرى إلى شرط إجبارية استهلاك المشروبات. اختلفت آراء المواطنين بين مؤيد ومعارض لفكرة دفع حقوق المشاهدة حيث ذهب البعض إلى القول عندو الحق لأنوا راح نشدولو الطابلة ساعة ونص أما الرأي الآخر فلم تعجبهم الفكرة من أساسها وذهب معظمهم إلى أنه من غير الضروري أن تتحول مشاهدة المباراة إلى وسيلة يستخدمها أصحاب المقاهي للضغط على الزبون من أجل دفع تسعيرة المشاهدة وحتى إجباره على تناول بغض المقبلات أثناء المباراة من أجل ترويج سلعهم والربح من وراء الزبائن. وما لاحظناه أن أغلب رواد المقاهي من أجل مشاهدة المباراة هم من العمال الوافدين من ولايات بعيدة أجبرتهم الظروف على مشاهدة المبارة في المقاهي والخضوع لما يشترطه صاحب المقهى وهناك من فر من الفكرة بالبقاء خارج المقهى والاصطفاف قبالتها دون ولوج المقهى من أجل عدم دفع ولو دينار واحد أو استغلالهم لأجل الربح.