بادر العشرات من أصحاب المقاهي إلى التزوّد بأجهزة تلفزيون وكذا الاشتراك في شبكة الجزيرة الرياضية لتمكين مئات الجزائريين العاملين والموظفين لمشاهدة مباريات فريقنا الوطني، وحتى بعض المنتخبات المحبوبة لدى الجمهور الجزائري. وتزينت هذه المقاهي بالأخضر والأبيض التي يكاد لا يخلو أي شارع في العاصمة وفي المدن الكبرى، وحتى في القرى والأماكن المعزولة من الأعلام الوطنية التي وضعت فوق المباني الحكومية وعلى شرفات المنازل وفوق السيارات· واكتست غالبية عربات النقل العمومي بألوان العلم الجزائري الأخضر والأحمر والأبيض بدل ألوانها العادية، وغزت ألبسة منتخب كرة القدم أزقة أحياء باب الوادي وبلكور والحراش وحتى الأحياء الراقية بدالي ابراهيم وحيدرة وبن عكنون والشراقة، وأصبح لباس فريق كرة القدم المشارك في المونديال صناعة حقيقية· ولا تخلو أي زاوية ولا شارع من سماع أغاني مطربين مشجعين لمنتخبنا الوطني وميلاد مغنيين لم يكن يعرفهم أحد وإنتاج العشرات من الأغاني التي تشجع المنتخب الوطني أمثال الشاب توفيق والشاب طارق وأمين تي تي والشاب عقيل وفرقة ''تورينو ميلانو'' التي تعرف شعبية كبيرة، ومن أكثر أغانيها نجاحا ''لالجيري بلادي ساكنة في قلبي''· وفي الحي الشعبي ببلكور، بادر أصحاب كل من مقاهي خليفة والزعيم والمجاهد إلى تخصيص جهاز تلفزيون مع ربطه بشبكة الجزيرة الرياضية لتمكين رواد هذه المقاهي من مشاهدة المباريات، ويقول عامل بمقهى خليفة المحاذي لمقر وزارة العمل والضمان الاجتماعي، إن صاحب المقهى قام بهذه المبادرة من خلال حرصه على تمكين الشباب والموظفين وكذا الذين يشتغلون خارج ولايتهم وعابري السبيل من مشاهدة مباريات وكذا توفير أجواء مناسبة للذين لم يسعفهم الحظ في الظفر ببطاقات الاشتراك في باقة الجزيرة الرياضية من متابعة المونديال· وقد استعدت الكثير من المقاهي وقاعات الشاي لتقديم خدماتها للزبائن خلال المونديال عبر نصب شاشات كبيرة، وازدانت مقاهي الحي الشعبي ببلكور بالأعلام الوطنية وصور لاعبينا. وإلى جانب فريقينا الوطني تحظى فرق البرازيل وإيطاليا وإسبانيا والأرجنتين بالتشجيع الأكبر، وقال بلال من هذا الحي هذه ''الفرق لها مشجعون كثر''. وفي الأحياء الراقية بالعاصمة، لجأ أصحاب المقاهي والفضاءات التجارية إلى التزوّد بأحدث أنواع استقبال الإرسال التلفزيوني، كما جهّزوا فضاءاتهم بأحدث وأفضل أنواع التلفاز واطلعوا على معظم القنوات التي ستبث المباريات الرياضية، وثبتوا أجهزتهم عليها، وأصبح الطلب على فنيي إصلاح الأجهزة المختلفة، وأصبح من العادي أن ترى مجموعة من الجزائريين فوق أسطح المنازل يتربصون بالأقمار الاصطناعية يحاولون التقاطها بكل السبل، البعض منهم يبحث عن تعليق بالعربية وآخر يبحث ويفضل التعليق باللغة الفرنسية، والقليل فقط لا يهمه لغة التعليق بقدر ما يود الاستمتاع بالمقابلات الرياضية الكبرى· وقال محمد، صاحب مقهى بالقرب من المركز التجاري الكبير القدس بالشراقة: ''إن الاستعدادات لهذا الحفل الإفريقي انطلقت منذ فترة طويلة''، وأضاف أنه عود حرفييه منذ أن أصبحت المقابلات الرياضية تبث بصفة حصرية على بث تلك المقابلات سواء كانت على القنوات المشفرة أو عن طريق اقتناء بطاقات الاشتراك الضرورية للبث وفك مسائل التشفير، وقد خلق ذلك لحمة بين المقهى والحرفيين''·