أنقرة تهدّد وموسكو تتّهم حرب التصريحات النّارية تؤجّج التوتّر الرّوسي-التركي يستمرّ التصعيد بين أنقرة مدعومة بحلف شمال الأطلسي وموسكو على مختلف الأصعدة سواء الدبلوماسي أو العسكري أو الاقتصادي. بعد أيّام من (البروباغندا) الإعلامية الرّوسية ضد أنقرة والتي اتّهم خلالها الرئيس الرّوسي فلاديمير بوتين أنقرة بدعمها ل (داعش) وشرائها للنفط منه بل واتّهم الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان بأنه يعمل على (أسْلمة) المجتمع التركي طلبت روسيا من رعاياها في تركيا العودة إلى موسكو ومنعت مجموعة رجال أعمال أتراك من الدخول إلى روسيا. وأكّد بوتين أن بلاده ما تزال تنتظر الاعتذار من أنقرة بسبب قيامها بإسقاط الطائرة متّهما القيادة التركية بأنها تعمل على الدفع بالعلاقات بين الجانبين نحو نهاية مميتة لكن لم تتأخّر القيادة التركية في الردّ ليؤكّد أردوغان أن أنقرة لن تعتذر وأنه (لو كان على أحدهم الاعتذار فهو من اعتدى على أجوائنا). وقال أردوغان خلال مقابلة مع محطة (سي أن أن) يوم الخميس: (لقد قام طيّارونا وقوّاتنا المسلّحة بوظيفتهم وبالنّسبة لي ما قاموا به هو من ضمن عملهم). وخلال كلمة ألقاها في اجتماع له بمجموعة من المخاتير في القصر الرئاسي قال أردوغان إنه لو أُعيد خرق الأجواء التركية مرّة أخرى سيكون الردّ ذاته قائلا: (نحن لن نعتذر بل يجب على المعتدي أن يقدّم الاعتذار. لم نكن نستهدف عسكريا روسيا أو أيّ دولة أخرى وعلى الجميع أن يحترم سيادة شعبنا كلّ العالم أقرّ بأننا كنّا محقّين وأنا لا أرى أن توسيع الأمر ليشمل العلاقات الاقتصادية والسياسية أمر صحيح ولو تمّ اليوم نفس الخرق لأجوائنا سنقوم بذات الردّ). وردّا على اتّهامات بوتين لأنقرة بقيامها بشراء النفط من (داعش) أكّد أردوغان أنّ مصادر الطاقة التركية معروفة تماماً قائلاً: (تصدر تصريحات من قِبل بعض المسؤولين تتهم تركيا بشراء النفط من داعش إني أرى هذا الأمر معيبا للغاية بل وأشعر بالشفقة. إن مصادر الغاز والنفط التركية واضحة فنحن نحصل على القسم الأكبر منهما من روسيا وإيران وأذربيجان ومن شمال العراق إضافة إلى ذلك نحصل على شحنات للغاز المسال من كلّ من الجزائر وقطر. نحن لا نأخذ بأيّ شكل من الأشكال النفط من داعش وعلى من يدّعي ذلك أن يثبته وإلاّ كان افتراء) مضيفا أن (النظام السوري هو من يشتري النفط من داعش) أمّا عن (أسْلمة) المجتمع التركي فقال أردوغان إن (الشعب التركي بأكثر من 99 في المائة منه مسلم هل أستطيع أن اتّهم القيادة الرّوسية بأنها تعمل على تنصير الرّوس؟). وبعد قطع العلاقات العسكرية بين الجانبين إثر الحادثة تستمرّ الحشود العسكرية للجانبين على طرفي الحدود. وأعلنت وزارة الدفاع الرّوسية يوم الخميس عن وضع نظام الدفاع الجوّي إس 400 في قاعدتها في مطار حميميم في اللاّذقية أعقبتها بإرسال واحدة من أكبر سفينتين حربيتين روسيتين وتدعى (موسكو) التي تحمل نظام الدفاع الجوّي إس 300 في المتوسّط. وحسب وكالة الأنباء الرّوسية (رتا نوفوستي) فإن السفينة موسكو ستنطلق من مكان تمركّزها في البحر الأسود إلى المتوسّط بالقرب من المياه الإقليمية التركية حيث تلقّت أوامر بالردّ الفوري على أيّ تهديد محتمل حسب المتحدّث العسكري الرّوسي الجنرال سيرغي رودوسكوي. أمّا على الجانب التركي فقد أعلنت حالة الطوارئ في سلاح الجوّ التركي بينما رفع عدد المقاتلات التركية من طراز أف 16 التي تجري دوريات مستمرّة على الحدود السورية إلى 18 مقاتلة بينما تستمرّ هيئة الأركان التركية في سَوق مدرّعاتها ودباباتها إلى الحدود التركية السورية في ولاية هاتاي (لواء إسكندرون) المقابلة لمحافظة اللاذقية السورية. دبلوماسيا قالت مصدر في الخارجية التركية إنه من المحتمل أن يلتقي كلّ من أردوغان وبوتين الأحد المقبل في اجتماعات قمّة المناخ التي ستعقد في العاصمة الفرنسية باريس على الرغم من أنه في جدول القمّة لا وجود حتى الآن لأي لقاء بين الجانبين. وقبل ساعات من تأكيد وزير الخارجية الرّوسي سيرغي لافروف بأن روسيا ليست في وارد إعلان الحرب على تركيا جرى الاتّصال الهاتفي الأوّل بين لافروف ونظيره التركي مولود جاووش أوغلو وأكّد الأخير أنه اتّفق مع لافروف على اللّقاء في اجتماعات منظّمة الأمن والتعاون الأوروبي في العاصمة الصربية بلغراد مطلع ديسمبرالمقبل أمّا بوتين فقرّر عدم الردّ على اتّصالات أردوغان. * توقيف 26 رجل أعمال تركيا أوقفت السلطات الرّوسية 26 رجل أعمال تركي وصلوا البلاد للمشاركة في فعاليات معرض زراعي دولي بمدينة (كراسنودار). وأفادت مصادر دبلوماسية تركية أن عناصر شرطة مدنية روس جالوا في أجنحة المعرض مساء الأربعاء وبدأوا بتدقيق جوازات السفر مشيرة إلى أن الشرطة نقلت رجال الأعمال الأتراك بعد تدقيق جوازات سفرهم إلى مركز للشرطة بقوا فيه موقوفين حتى صباح الخميس قبل إحالتهم على المحكمة التي أمرت بتوقيفهم 10 أيّام وترحيلهم إلى بلادهم بعدها دون أن توضّح المصادر الدبلوماسية السبب. في غضون ذلك طلبت السفارة التركية في موسكو من جميع الرعايا الأتراك في روسيا حمل جوازات سفرهم ووثائقهم الشخصية والتحقق من تأشيرة الدخول والأذونات في إعلان نشرته على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي. وأشار الإعلان إلى ضرورة التقيد الدقيق بالقواعد الروسية وتحذيرات السلطات هناك مضيفا أنه وفقا للتشريعات الرّوسية (يتوجّب على المواطنين الأتراك الذي يسافرون إلى روسيا أن تكون الوثائق التي ملأوها لدى دخولهم البلاد متوافقة مع أهداف زيارتهم).