بقلم: الشيخ قسول جلول في مداخلة لمعالي وزير الشؤون الدينية والأوقاف ذكرني بالمقولة الشهيرة ((العجين قبل الدين أو الدين قبل العجين )) أو أنه يشير إلى أهمية الأمن الغذائ والأمن الفكري ((أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)) وأفادنا بأن العجين يجيئ قبل الدين وليس العكس وعليه فقد أردت أن أفيد القاريء الكريم وأن أدلو بدلوي في هذا الأمر وإن أصبت أو أخطأت فلي الأجر في كلا الحالتين.. يمثل الفكر المعتدل الصافي النقي هو طريق الإصلاح الإجتماعي و تخليصه من الأدران والشوائب عن طريق إطلاق الحكم والمقولات التي تدعو إلى مكارم الأخلاق وإعلاء قيم الشهامة والصدق والكرم وغيرها من الصفات النبيلة التي يجب أن يتسم بها الفرد وكأن المجتمع يستلهم أقواله من الكتاب والسنة النبوية المطهرة والقيم المجتمعية النبيلة وأن أهم التوجيهات التي أطلقها معالي وزير الشؤون الدينية والأوقاف بتأكيده على المرجعية الدينية أو ما يعرف بالأمن الفكري والأمن الغذائي وصندوق الزكاة ودوره الإجتماعي في معالجة الأزمة الإقتصادية وكأنه يشير إلى تلك العلاقة بين العجين والدين أو بمفاهيم هذا العصر العلاقة بين الاحتياجات الاقتصادية والروحية فاحتياجات الانسان الاقتصادية تجيئ قبل حاجاته الروحية ويعني ذلك أن توفير طعامه وكساه ومأواه مقدم على استقراره الروحي وتفرغه للعبادة كما أن استقراره الروحي وتفرغه للعبادة لن يتحقق إلا من خلال تلبية احتياجاته الأساسية وصدق من قال أن الجوع والكفر صنوان أو كما قال سيدنا علي بن أي طالب رضي الله عنه لو كان الفقر رجلا لقتلته وصدق الله سبحانه وتعالى عندما قال في محكم تنزيله الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف حيث قدم الحاجة إلى الغذاء والطعام على الحاجة إلى الأمن ونقول هنا أن انتشار قيم الدين في المجتمع وتغلغلها في أوساطه لن يتأتى إلا من خلال اقتصاد وطني سليم ومجتمع يتصف بوفرة الغذاء والرخاء وهكذا كانت بلادنا في السابق وما ذلك على الله بعزيز وأن تزداد قيمها الدينية والأخلاقية ونشر الفضائل واستجلاب رحمات الله للمجتمع الذي يعبد الله حقا وكفى بالله وليا وكفى بالله وكيلا.. قل بربك كيف تصلي وكيف تحج وكيف تزكي وكيف تصوم وكيف تقوم الليل وكيف تؤدي كل عباداتك وأنت جائع ومريض وكيف يحفظ أولئك والعلم والتوكل على الله والتمسك به هو دواء وشفاء الخوف والتخلف والفقروأن وراء كل مشاكل الدنيا وويلاتها يوجد شبح الفقر والجهل ووراء شبح الفقر يوجد الياس والاحباط واقنوط وهوالاب الشرعى لكل الأفات الإجتماعية والنفوس إذا جاعت دفعت أصحابها إلى كل فعل قبيح ودعا معاليه إلى شكر النعمة باستخدامها فيما أحل الله والإسلام يحرم الإسراف والتبذير ويأمر بالتوسط والإعتدال وحذر من تفشى مظاهر الإسراف والتبذير في المجتمع مؤكدا أن الإسراف ُخشى على الجميع منه لأن فتنته وضرره يصل الجميع داخل المجتمع وخاصة في الوقت الذي تلقي الأزمة الإقتصادية بظلالها وضلالها غلسائر مناحي الحياة الإجتماعية والاخلاقية والثقافية والسياسية مشيرا إلى أن الإسلام الحنيف لم يُحرم زينةَ الحياة الدنيا والطيبات من الرزقِ وإنما حرم الاعتداء والطغيان والإسراف والتبذير في الاستمتاع بها وفي نفسه الوقت حرم التقتير والشح. لأن ذلك ينطلق من تعاليم الإسلام التي يأمرنا بالاعتدال والتوازنوالاقتصاد في جميع الأمور وينهاه عن الإسراف والتبذير. وقد وردت دعوة الدين الحنيف إلى عدم الإسراف والتبذير في العديد من الآيات القرآنية منها قوله تعالى: (ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ...)(يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) كما وردت دعوة - عدم الإسراف والتبذير في العديد من الأحاديث النبوية منها قول النبي صلى الله عليه وسلم:كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير إسراف .... فالله جل وعلا أنعم علينا نعماً عظيمة كثيرة وتفضل علينا بخيرات وفيرة فلنشكر الله تعالى على ذلك حق الشكر وذلك بالمحافظة على تلك النعم وعدم استخدامها بِشكل فيه إسراف أو تبذير لأن الله جل شأنه سيسألنا عن هذه النعم ((ثم لتسألن يومئذ عن النعيم))