جدّدت المدفعية التركية قصفها مواقع تابعة لوحدات حماية الشعب الكردية في منطقة إعزاز (شمال حلب) على الحدود السورية-التركية بعد منتصف الليلة الماضية حسب وسائل إعلام تركية وهو ما دفع واشنطن إلى دعوتها إلى إيقاف القصف. جاء قصف الجيش التركي مناطق واقعة تحت سيطرة الأكراد في إعزاز بعد ساعات من إعلان تركيا استعدادها للتحرّك عسكريا ضدهم حيث ترى أنقرة أن التطوّرات في سوريا تهدّد أمنها القومي. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن القوّات التركية قصفت المناطق القريبة من إعزاز السورية ردّا على النيران التي استهدفت الأراضي التركية وفقا لقواعد الاشتباك مؤكّدا أن التطوّرات في سوريا تهدّد أمن أنقرة القومي وتابع: (وفقا لقواعد الاشتباك وبموجب القرارات التي اتّخذناها سابقا بشأن منع تدفّق اللاّجئين نحو تركيا وتأمين بقائهم في بلادهم بشكل آمن ردّت قوّاتنا على العناصر التي تشكّل تهديدا علينا في إعزاز ومحيطها وفقا لقواعد الاشتباك). وأشار داود أوغلو إلى أن (وحدات حماية الشعب الإرهابية التي تعتبر امتدادا للنظام السوري تتعاون مع روسيا في قصف المدنيين وهاجمت عناصرها مدينة إعزاز) مؤكّدا أنها (تحرّشت بالحدود التركية وموقفنا واضح حيال تلك التهديدات). ودعا داود أوغلو وحدات حماية الشعب الكردية إلى الابتعاد فورا عن إعزاز والمناطق المحيطة بها مضيفا أن عليها (ألا تحاول مرّة أخرى قطع الممرّ) بين تركيا وحلب. من جهته قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي إن بلاده دعت تركيا إلى وقف القصف في شمال حلب كما دعت الأكراد السوريين وقوّات أخرى تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي إلى (عدم استغلال الفوضى السائدة للسيطرة على مزيد من الأراضي). وأضاف كيربي أن واشنطن قلقة بشأن الوضع في شمال حلب وتعمل على وقف التصعيد من كلّ الأطراف قبيل أيّام من بدء سريان وقف إطلاق النّار الذي اتّفقت عليه مجموعة الدعم الدولية لسوريا في مؤتمر الأمن بميونيخ الألمانية. وحصل توتّر بين أنقرةوواشنطن بسبب الدعم العسكري الذي تقدّمه أمريكا لحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية. واستدعت الخارجية التركية السفير الأمريكي جون باس منذ أيّام بعد تصريحات للمتحدّث باسم الخارجية الأمركية جون كيربي قال فيها إن حزب الاتحاد الديمقراطي ليس (إرهابيا). وكان المبعوث الخاصّ للرئيس الأمريكي إلى التحالف الدولي بريت ماكغورك قد زار وحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على مدينة عين العرب (كوباني) السورية. وتخشى الحكومة التركية أن يسمح الدعم العسكري الأميركي للأكراد السوريين -الذين يسيطرون على جزء كبير من أقصى شمال سوريا بمحاذاة الحدود التركية- بتوسيع رقعة نفوذهم.