تشهد شوارع مدينة كوباني الكردية شمالي سوريا معارك داخلية بين مسلحي تنظيم الدولة والقوات الكردية بعد سيطرة التنظيم على نحو 40 بالمائة من المدينة، بالتزامن مع استمرار غارات التحالف الدولي على مواقع لداعش. أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات تركزت في عمليات قنص متبادل بين مسلحين من داعش وآخرين من المقاتلين الأكراد في شوارع كوباني، وبالتزامن مع استمرار غارات التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة، سيطرة تنظيم الدولة على عدة مقار أمنية لوحدات حماية الشعب الكردي وسط كوباني، غير أن المقاتلين الأكراد أكدوا أنهم لا يزالون يسيطرون على القسم الأكبر من المدينة، وأنهم نجحوا في صد هجمات في الجبهة الجنوبية حيث نصبوا كمينا أوقع عشرة قتلى في صفوف تنظيم الدولة. وإزاء استمرار المعارك التي بدأت قبل 25 يوما، دعا مبعوث الأممالمتحدةلسوريا، ستيفان دي ميستورا، تركيا للمساعدة في الحيلولة دون وقوع مذبحة في كوباني على يد مقاتلي تنظيم الدولة، وعبر عن خشيته من تكرار مذبحة سربرنيتشا التي قتل فيها الآلاف في البوسنة عام 1995، وحث أنقرة على السماح ”للمتطوعين” بعبور الحدود لتعزيز القوات الكردية التي تدافع عن المدينة التي تقع على مرم البصر من الدبات التركية. وقال ناشطون من المعارضة السورية أن الجيش الحر نجح في وقف تقدم القوات الحكومية في حي جوبر بشرق العاصمة دمشق، وذلك بعد معارك وصفت بالعنيفة بين الطرفين، وذكرت ”شبكة سوريا مباشر” أن فصائل المعارضة دمرت دبابتين على أطراف الحي، في حين كشفت مصادر أن الجيش الحر صد هجمات للقوات الحكومية التي تسعى للسيطرة على المنطقة، ويتعرض الحي، الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة، منذ عدة أيام لقصف مدفعي وغارات جوية بالتزامن مع محاولات الجيش مدعوما من ميليشيات عراقية ولبنانية اقتحامه، حسب الناشطين. إيمان مقدم
الجهود الأمريكية لإقناع تركيا بالمشاركة تحرز تقدما كشفت الولاياتالمتحدة، أول أمس الجمعة، أن المباحثات بين واشنطنوأنقرة أحرزت تقدما على صعيد زيادة انخراط تركيا في الحرب على ”تنظيم الدولة”، وذلك قبل عقد اجتماع للقادة العسكريين للتحالف الأسبوع المقبل، فبعد زيارة مسؤولين أمريكيين كبيرين لتركيا، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماري هارف، للصحفيين أن تركيا ”وافقت على دعم جهود تدريب وتجهيز المعارضة السورية المعتدلة”، وأنهى الجنرال الأمريكي المتقاعد جون آلن ومساعده بريت ماكغورك زيارة حساسة استمرت يومين لتركيا، في محاولة لإقناع أنقرة في الضلوع عسكريا ضد تنظيم الدولة الذي يهدد حدودها من مدينة كوباني بالكردية. وردا على سؤال لمعرفة ما إذا كانت هذه المحادثات الأمريكية التركية مع رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو ومسؤولين عسكريين قد حققت ”تقدما”، ردت هارف بالإيجاب، كما كشفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية أن فريقا عسكريا أمريكيا سيتوجه الأسبوع المقبل إلى أنقرة لإجراء محادثات مع نظراء عسكريين أتراك ل”مواصلة التخطيط عبر القنوات العسكرية”، وبعد الحديث عن التقدم في هذه المباحثات، أعلن مسؤول أمريكي في مجال الدفاع أن القادة العسكريين في 21 بلدا عضوا في التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم الدولة في العراقوسوريا، سيجتمعون الأسبوع المقبل في واشنطن، وأكد أن أعلى جنرال في الجيش الأمريكي، مارتن ديمبسي، وقائد منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى الجنرال، لويد أوستين، وجها دعوة ”إلى اجتماع لأكثر من 20 قائدا عسكريا أجنبيا.. لبحث جهود التحالف في الحملة الحالية ضد تنظيم. فيما سيعقد الاجتماع الاستثنائي الثلاثاء في قاعدة أندروز الجوية بضاحية واشنطن، على أن يضم ممثلين عن كل الشركاء الأوروبيين في التحالف بالإضافة إلى خمس دول عربية تقوم بدور نشط في الغارات الجوية ضد تنظيم الدولة.
عين العرب حلبة الصراع الأولى في هذه الفترة تشهد مدينة عين العرب قتال شوارع عنيفا بين تنظيم الدولة الإسلامية والفصائل الكردية. وقد أعلن تنظيم الدولة سيطرته على معظم أحياء المدينة، في حين واصل طيران التحالف الدولي استهداف مواقعه، وأظهرت صور بثها تنظيم الدولة على الإنترنت عددا من مقاتليه يشتبكون بالقذائف والأسلحة الرشاشة مع عناصر وحدات حماية الشعب الكردية التي تحاول منذ ثلاثة أسابيع صد هجوم التنظيم.. ووصف قائد القوات الكردية في عين العرب، أوجلان عيسى قنائب، أمس، القتال الذي يجري بين الطرفين بالشرس. ونقل أكراد يراقبون المعارك من الجانب التركي من الحدود عن مقاتل كردي داخل المدينة قوله إن الجثث ملقاة في الشوارع، وينشر كل من تنظيم الدولة وناشطون أكراد على الإنترنت صورا لجثث مقاتلين يبدو أنهم لقوا حتفهم في الاشتباكات التي أدت، وفقا لبعض التقديرات، إلى مقتل مئات من الطرفين، إضافة إلى نزوح عشرات الآلاف. وبينما تتحدث مصادر التنظيم عن سيطرة مقاتليه على أغلب الأحياء في عين العرب، يقدر المرصد السوري تلك السيطرة بنحو 40 بالمائة، كما تنفي الفصائل الكردية سيطرة التنظيم على وسط عين العرب، وكان مصدر في تنظيم الدولة قد قال أمس أن المقاتلين الأكراد يتمركزون في الأحياء الواقعة خلف السجن المركزي والمناطق القريبة من المعبر الحدودي، إضافة لتمركز العديد منهم على أسطح المنازل حيث يعتمدون على سلاح القنص وقذائف ال”آر بي جي”.
البيت الأبيض يسعى للحصول على حلفاء جدد ضد داعش أكد البيت الأبيض أهمية الحصول على مساعدة الجيش التركي ”سريعاً” في الحرب على المتطرفين في العراقوسوريا، واجتمعت ليزا موناكو، وهي واحدة من كبار مساعدي الأمن القومي للرئيس الأمريكي، مع رئيس المخابرات التركي، في إطار سلسلة من اللقاءات الأمريكية التركية، بهدف الحصول على دعم تركيا لتدريب مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة. وقال البيت الأبيض، في بيان له، أن موناكو عبرت عن تقديرها لدعم تركيا للعمليات العسكرية الأمريكية الحالية في العراقوسوريا، وأكدت أهمية تسريع المساعدة التركية في إطار استراتيجية شاملة لإضعاف الدولة الإسلامية وتدميرها في نهاية المطاف، ويأتي هذا بعد لقاء ثنائي تركي أمريكي الخميس، بحث السبل الفعالة لمواجهة خطر ”داعش”، حيث بحث موفدان خاصان في العاصمة التركية ”إجراءات عاجلة وسريعة” لاتخاذها بشكل مشترك مع تركيا لوقف تقدم التنظيم. وأوضحا أن ”فريقاً عسكرياً أمريكياً سيتوجه إلى أنقرة الأسبوع المقبل لمواصلة هذه المحادثات على مستوى عسكري”، وفق ما أوضحت الناطقة باسم وزارة الخارجية جنيفر بساكي في بيان. وكانت الولاياتالمتحدة أرسلت الجنرال جون آلن ومساعده السفير بريت ماغورك إلى أنقرة، إذ اجتمعا مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو وبحثوا ”إجراءات عدّة تهدف إلى تقدم الجهود العسكرية ضد التنظيم”، وفق الخارجية الأمريكية، وأوضحت الخارجية الأمريكية أن البلدين الحليفين داخل حلف الأطلسي ”اتفقا على مواصلة مشاوراتهما في إطار جهودهما” الرامية الى مواجهة ”داعش”. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جينيفر بساكي، للصحافيين في وقت سابق، إن ”إجراءات عاجلة وسريعة ضرورية لوقف القدرات العسكرية لداعش، والجنرال جون آلن ومساعده السفير بريت ماغورك سيقولانها بوضوح أثناء اجتماعاتهما مع مسؤولين أتراك”.