ال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو امس الاثنين إنه ليس لدى تركيا خطط لإرسال قوات برية إلى سوريا ولكنها اتفقت مع الولاياتالمتحدة على ضرورة توفير غطاء جوي للمعارضة السورية المعتدلة التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية هناك. وأضاف أوغلو لرؤساء تحرير وسائل الإعلام التركية إنه على الرغم من استمرار الخلافات مع واشنطن بشأن جوانب السياسة في سوريا فهناك أرضية مشتركة كافية للتوصل لاتفاق بشأن فتح القواعد الجوية، ونقلت صحيفة حريت عنه قوله "من النقاط المهمة التغطية الجوية للجيش السوري الحر والعناصر المعتدلة الأخرى التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية. كما أضاف "إذا لم نرسل وحدات برية على الأرض ونحن لن نفعل فلابد حينئذ من حماية تلك القوات التي تعمل كقوات برية وتتعاون معنا"، ونُقل عنه قوله إن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري يمكن "أن يكون له مكان في سوريا الجديدة" إذا لم يسبب قلقا لتركيا وقام بقطع كل علاقاته مع إدارة الرئيس السوري بشار الأسد وتعاون مع قوى المعارضة. وحدث تحول كبير في موقف تركيا العضو المتحفظ منذ فترة طويلة في التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في الأسبوع الماضي، بمنح قوات التحالف حرية استخدام قواعدها الجوية وشن غارات جوية ضد كل من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية والأكراد في العراق.
قذائف تركية على عين العرب السورية
سقطت عدة قذائف أطلقتها دبابة تركية ليل الاثنين 27 يوليو/تموز على قرية زور مغار التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردي بريف عين العرب شمال سوريا، وسط أنباء عن وقوع إصابات.
أنقرة: لن نتوغل بريا في سوريا وسنوفر غطاء جويا للمعارضة المعتدلة ونقلت وكالة فرانس برس عن نشطاء قولهم إن القصف على القرية الحدودية مع تركيا، أوقع 4 جرحى على الأقل في صفوف المقاتلين الأكراد. وردا على القصف، دعت وحدات حماية الشعب الكردية أنقرة إلى وقف ما وصفته بالعدوان على قواتها. وقالت في بيان إن الجيش التركي قصف مواقعها في قرية على مشارف مدينة جرابلس التي يسيطر عليها تنظيم"داعش" شمال غرب سوريا، مشيرة إلى أن عدة قذائف أطلقتها الدبابات عبر الحدود أصابت مواقعها وأن الجيش التركي يستهدفها بدلا من "الإرهابيين".
مسؤول تركي: أكراد سوريا ليسوا هدفا للعمليات العسكرية
أعلن مسؤول في الحكومة التركية طلب عدم كشف هويته، أن العمليات العسكرية التي تنفذها تركيا في سورياوالعراق لا تستهدف أكراد سوريا، بل القضاء على المخاطر الموجهة ضد الأمن القومي التركي المتمثلة في تنظيم داعش في سوريا وحزب العمال الكردستاني في العراق، مؤكدا أن وحدات حماية الشعب الكردية ليست ضمن أهداف العمليات العسكرية التركية. وفي سياق متصل، قال رئيس إقليم كردستان العراقي مسعود برزاني إن الأكراد في إقليم شمال العراق لا يتحملون مسؤولية سياسات تنظيم حزب العمال الكردستاني، مضيفا أن الحكومة التركية خطت خطوات إيجابية على طريق تحقيق السلام مع الأكراد. وجاءت تصريحات برزاني على خلفية التصعيد العسكري الأخير بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني، وإعلان إنهاء السلام بين الطرفين. وكانت تركيا قد بدأت قصف معسكرات تابعة لحزب العمال الكردستاني شمال العراق منذ يومين، وشنت طائرات سلاح الجيش التركي مساء الأحد موجة جديدة من الغارات على مواقع العمال الكردستاني شمال العراق. ووصف حزب العمال الكردستاني الغارات والقصف التركي الأحد بأنها "عدوان"، وقال إنها جعلت الهدنة في حكم المنتهية. ويخوض حزب العمال الكردستاني تمردا منذ عقود ضد السلطات التركية أسفر عن سقوط عشرات آلاف القتلى، وقد أعلن عن التوصل إلى هدنة مع الحكومة عام 2013 إثر مفاوضات سرية بين السلطات التركية والزعيم الكردي المعتقل عبد الله أوجلان. ويعارض الأكراد سياسة تركيا تجاه سوريا، وخاصة لجهة رفضها مساعدة القوات لكردية في حربها ضد تنظيم "داعش". ويلقى دخول تركيا إلى ساحة المعركة ضد تنظيم "داعش"، مباركة التحالف الدولي ضد هذا التنظيم ودول الناتو التي أعلنت موافقتها على عقد اجتماع طارئ على مستوى السفراء تلبية لطلب تركي بهذا الخصوص. وكانت وزارة الخارجية التركية أعلنت في وقت سابق أنها طلبت من حلف شمال الأطلسي عقد اجتماع طارئ هذا الأسبوع لبحث عملياتها الأمنية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" ومقاتلي حزب العمال الكردستاني.
شنت الشرطة التركية فجر امس الاثنين سلسلة مداهمات في العاصمة اعتقلت خلالها 15 مشتبها به في الانتماء إلى تنظيم "الدولية الإسلامية" الإرهابي، بينهم 15 أجنبيا. وشارك في العملية عناصر من قسم مكافحة الإرهاب ومكتب مكافحة تجارة المخدرات التابعين لمديرية الأمن في أنقرة. وشملت المداهمات منطقة التنداغ في حي الحاج بيرم، إذ فرض طوق أمني على المنطقة برمتها، في ظل تحليق مكثف لمروحيات الشرطة. وذكرت وسائل إعلام تركية أن عناصر "داعش" الذين ألقي القبض عليهم كانوا منخرطين في أنشطة ترويجية شبه معلنة، إذ كانت مهمتهم تتمثل في تجنيد عناصر جدد للتنظيم وإرسالهم إلى سوريا. يذكر أن حملة المداهمات المستمرة منذ يوم الجمعة الماضي شملت 34 ولاية تركية، إذ ألقي القبض على حوالي 900 من عناصر تنظيم "داعش" ونشطاء حزب العمال الكردستاني وحزب "جبهة التحرر الشعبي الثوري".