أمن العاصمة سجّل 8500 قضية مخدّرات في سنة واحدة أوّل لجنة للوقاية من الآفات الاجتماعية في الجزائر يبدو أن الحكومة قررت أخيرا إعلان حرب حقيقية على الآفات الاجتماعية حيث تمّ تنصيب لجنة للوقاية من الآفات الاجتماعية في الجزائر وذلك في العاصمة على أمل أن تتّسع رقعة هذه الحرب المقدّسة لتشمل باقي ولايات القطر الوطني التي تشهد انتشار القضايا المتّصلة بسوء الأخلاق. أكّد السيّد نور الدين بن راشدي رئيس أمن ولاية الجزائر خلال مداخلته خلال أشغال تنصيب اللّجنة الولائية للوقاية من الآفات الاجتماعية على الشباب والمتمدرسين وهي الأولى من نوعها ذات الطابع الرسمي في الجزائر التي نظّمت في المكتبة الوطنية بالحامّة بالجزائر العاصمة أن مصالحه أحصت سنة 2015 8565 قضية مخدّرات على إثرها تمّ حجز 11 قنطارا و665 كلغ من القنّب الهندي بالإضافة إلى استرجاع 70917 قرص مهلوس. وقد أكّد السيّد بن راشدي أن هذا الرقم يعتبر كبيرا مقارنة بذاك الذي تمّ إحصاءه سنة 2014 أين أحصت ذات المصالح 4395 قضية مخدّرات تمّ من خلالها استرجاع 2153 كلغ من القنّب الهندي و90330 قرص مهلوس بالإضافة إلى 600غ من الهيرويين 87غ من الكوكايين و137غ من الكراك. من جهة أخرى ذكر رئيس أمن ولاية الجزائر خلال مداخلته أن خلايا الإصغاء التابعة لمراكز الأمن على مستوى الجزائر العاصمة استقبلت سنة 2015 165 مدمن تمّ توجيه 69 منهم إلى مراكز العلاج في حين أخضع 170 آخرين للتكفّل النّفسي. وفي سنة 2014 استقبلت ذات الخلايا 265 مدمن تمّ توجيه 141 منهم إلى مراكز العلاج في حين أخضع 241 أخرين للتكفّل النّفسي. وحسب السيّد نور الدين بن راشدي فإن ظاهرة تعاطي الشباب للمخدّرات ليست جديدة بل موجودة منذ سنوات بعيدة إلا أنها عرفت استفحالا كبيرا خلال السنوات الأخيرة وهو ما دفع إلى بروز العديد من الظواهر الأخرى على غرار استفحال الجريمة في المجتمع. أمّا العنف فقد أصبح ظاهرة يومية في بلادنا وقد تطوّر وهو ما جعل حماية الأطفال من العنف المدرسي من أولويات مصالح الأمن الوطني. وأضاف ذات المتحدّث أن الجزائر العاصمة منطقة استهلاك كبيرة للمخدّرات بكلّ أنواعها والتي أصبحت تصل إلى الأطفال في مختلف الأطوار التعليمية وهو ما يدفعهم إلى دخول عالم الإجرام من بابه الواسع وهو ما يستدعي تضافر جهود كامل الشركاء الاجتماعيين من أجل القضاء على هذه الظاهرة. من جهة أخرى وحسب رئيس أمن ولاية الجزائر فإن التطوّر التكنولوجي أفرز نوعا آخر من الجرائم وهي الجريمة الالكترونية حيث أحصت مصالحه 97 قضية جريمة إلكترونية معلوماتية سنة 2015 43 منها تتعلقّ بالمساس بالحياة الخاصة للأشخاص و25 خاصّة بقضايا السب والشتم 6 قضايا الدخول إلى الحسابات الشخصية عن طريق الغشّ وقضية نصب واحتيال إلكترونية. وفي مجال السلامة المرورية أكّد نور الدين بن راشدي أن مصالح أمن ولاية الجزائر تقوم بتكثيف الدوريات أمام المؤسّسات التربوية خصوصا في أوقات خروج التلاميذ من المدارس لحمايتهم. كما بادر قدماء الكشّافة الإسلامية الجزائرية بإطلاق مبادرة وطنية حول السلامة المرورية في الوسط المدرسي من خلال اتّفاقية مع مختلف مدريات التربية للجزائر العاصمة. الجدير بالذكر أن أشغال تنصيب أوّل لجنة ولائية للوقاية من الآفات الاجتماعية في أوساط الشباب والمتمدرسين استهلّت بالكلمة الافتتاحية التي ألقاها السيّد محمد الطاهر ديلمي رئيس اللّجنة التحضيرية الذي اعتبر أن تنصيب اللّجنة هو عمل مؤسّس ومنظّم من خلال الأخذ بمختلف التجارب من العديد من القطاعات التي كانت في مجال مكافحة الآفات الاجتماعية وكذلك من أجل الحصول على لجنة دائمة تعمل جاهدة لحماية الشباب من المخدّرات ومختلف الآفات الاجتماعية. وقد أكّد السيّد ديلمي أن اللّجنة سيشرف عليها السيّد زوخ والي العاصمة والمجلس الشعبي الولائي وهي تركّز على أربعة محاور أساسية هي السلامة المرورية مخاطر استعمال الأنترنت العنف المدرسي والمخدّرات. ومن بين الحضور في أشغال التنصيب السيّد كريم بنّور رئيس المجلس الشعبي الولائي الذي ناشد من خلال مداخلته ضرورة تكاثف الجهود من أجل إعطاء صفة الديمومة لهذه اللّجنة التي تعتبر الأولى من نوعها على أن يتمّ تكوين لجان أخرى في باقي ولايات البلاد من خلال تظافر جهود كافّة الشركاء الاجتماعيين والفاعلين بالإضافة إلى ضرورة إشراك المجتمع المدني في مثل هذه الفعليات من أجل القضاء على كامل الآفات الاجتماعية التي استفحلت خلال السنوات الاخيرة في المجتمع الجزائري. من جهة أخرى أكّد السيّد محمد بوعلاّق القائد العام للكشّافة الإسلامية الجزائرية خلال مداخلته أن الكشّافة قامت بتنصيب 80 فوجا كشفيا يضمّ أكثر من 7500 كشّاف موزّعين في الجزائر العاصمة ويعملون على حماية الشباب وتوعيتهم من مختلف أخطار الآفات الاجتماعية التي تنخر المجتمع الجزائري. هذا وأكّد ذات المتحدّث أن الكشّافة الإسلامية الجزائرية وفي إطار اتّفاقية مع وزارة التضامن الوطني فإنها تقوم بحملات تحسيسية في كامل ربوع الوطن من خلال فِرق كشفية تصل حتى إلى حدود الوطن من أجل أن تتمكّن من لقاء أكبر عدد ممكن من الشباب.