الأسماك... نار والفواكه لمن استطاع إليها سبيلا موجة ارتفاع الأسعار تثير استياء المواطنين على ما يبدو أن المواطنين لن يعرفوا راحة البال أبدا خلال هذه السنة فقد كانت بدايتها بارتفاع أسعار البنزين ثم ثورة بعض الناقلين الذين قرروا رفع أسعار النقل ليليها انتهاج سياسة التقشف و(تزيار السنتورة) من أجل مواجهة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد جراء انهيار أسعار البترول وما زاد الطين بلّة ارتفاع أسعار بعض المواد الاستهلاكية خلال الأيام الأخيرة.
عتيقة مغوفل ارتفاع الأسعار وضعف القدرة الشرائية للمواطن أصبح حديث العام والخاص في هذه الآونة ليسرد واقع ويوميات المواطن البسيط في بلادنا فكل من يدخل الأسواق يجب عليه أولا أن يحسب الدنانير التي في جيبه حتى يتمكن من تحصيل قوت يومه وعادة ما تكون الحبوب الجافة هي الحل مع ارتفاع الأسعار إلا أنها عرفت هي الأخرى ارتفاعا في الأسعار. السردين ب500 دينار جزائري للكيلوغرام كثرت الأحاديث خلال الأيام الماضية عن ارتفاع فاحش في الأسوق الجزائرية لبعض أنواع الأسماك وهو الأمر الذي جعلنا نقوم بزيارة لسوق كيتاني اليومي للخضر والفواكه من أجل التحقق مما سمعنا والجدير بالذكر أنه وفي مدخل السوق هناك بعض الباعة المتخصصين في بيع الأسماك فوقفنا عند البعض منهم من أجل معرفة الأسعار التي يبيعون بها فافتربنا من أول بائع كان يبيع السردين وقد كانت ما تزال لديه كمية معتبرة فبدأ يتكلم إلينا ويعرض بضاعته حتى نشتري منه كلامه شد فضولنا وانتباهنا حتى نعرف السعر فأخبرنا هذا الأخير أن سعر الكيلوغرام الواحد من السردين يبلغ 500دينار جزائري أصبنا بالذهول بعد أن سمعنا السعر فحديث البائع إلينا في بداية الأمر وكيفية استقطابه لنا لم يجعلنا نفكر أبدا أن سعر السردين ب500دج للكيلوغرام الواحد مشينا خطوة نحو الأمام من أجل مغادرة السوق لكن البائع بقي يلح علينا حتى يبيع لنا وطلب منا العودة إليه مجددا حتى يحفظ لنا السعر إلى 450 دينار جزائري للكيلوغرام. وعلى ما يبدو فإن سمك السردين ليس الوحيد الذي يعرف ارتفاعا كبيرا في الأسعار فهو نفس الحال بالنسبة لبعض الأنواع الأخرى من الأسماك فمثلا سمك الكلامار بلغ سعره 1000دج للكيلوغرام الواحد أما سمك الجمبري فقد بلغ 2500دج للكيلوغرام في حين فقد بلغ ثمن سمك الأخطبوط 1200دج للكيلوغرام. ...والثوم ب800 دينار جزائري تركنا بائع الأسماك ودخلنا السوق حتى نعرف أين وصلت الأسعار فيه بعد الأثمان المرتفعة جدا التي وقفنا عليها على مستوى الطاولات في الخارج ولكن ما استنتجناه ومنذ الوهلة الأولى من دخولنا السوق أن الأسعار لا تختلف كثيرا فأول طاولة قابلتنا طاولة مخصصة لبيع الثوم وقد كان صاحبها واضعا لافتة كتب عليها الثمن الذي قدر ب800 دينار للكيلوغرام فتقربنا منه من أجل أن نعرف السبب الذي أدى إلى ارتفاع سعر الثوم فأخبرنا البائع أنها ثوم جديدة ومن الإنتاج المحلي لذلك سعرها مرتفع مقارنة بتلك الثوم المستوردة من الصين التي لا يتعدى ثمنها 500دج للكيلوغرام الواحد وعندما عرف البائع أننا سنعزف عن الشراء منه بسبب الثمن الباهض عرض علينا أكياسا صغيرة من الثوم فيها بضع حبات والتي يبلغ سعرها 200دج للكيس الواحد والجدير بالذكر أن الكثير من الباعة كانوا يبيعون هذه المادة التي لا تستطيع السيدات أن تستغني عنها في مطابخهن وبنفس السعر.
حتى البقوليات لم تسلم من الغلاء ومن خلال الجولة التي قادتنا إلى السوق أيضا شد انتباهنا ارتفاع أسعار بعض الحبوب الجافة التي تعد الطبق المفضل عند الكثير من الناس فالفاصولياء والعدس (عولة) الزوالية في أيام الشتاء الباردة فقد كان أحد الباعة يعرض اللوبيا ب250دج للكيلوغرام أما العدس ب230دج وهناك نوع كان يبيعه صاحبه ب190دج أما البزلاء الجافة فقد بلغت 170دج للكيلوغرام وقد أرجع البائع ارتفاع سعرها إلى غلائها في سوق الجملة أين يعلل تجار الجملة الغلاء بانهيار أسعار الدينار مقارنة بالعملات الصعبة. ليبقى المواطن هو الضحية دوما من جهة أخرى قابلت(أخبار اليوم) بعض المواطنين من أجل معرفة رأيهم في أسعار مختلف المواد التي كانت معروضة بسوق(كيتاني) وأول من قابلناها السيدة (نادية) في العقد الخامس من العمر هذه الأخيرة أكدت لنا أنه ما أن ينخفض سعر مادة استهلاكية حتى يرتفع سعر أخرى فبعض أن انخفض سعر البطاطا التي نزلت إلى حدود 30 دينارا للكيلوغرام وصارت في متناول الزوالية هاهم الكثيرون يحرمون من البقول الجافة بعض ارتفاع أسعارها مع أنها المفضلة عند الكثير من الناس خصوصا الأطفال من جهة أخرى أكدت لنا السيدة(نادية)أنها قاطعت الأسماك منذ فصل الصيف بسبب ارتفاع أسعارها في فصل الشتاء وعن الفواكه قالت إنها لم تعد تتذوقها بعد أن ارتفع سعر الموز إلى 250 دينار والتفاح إلى 320 دينار أما البرتقال فارتفع إلى 200 دينار وهو في موسمه على الرغم من غنى الجزائر بالحمضيات وختمت بالقول أن المواطن البسيط سيصاب بأمراض سوء التغدية دون شك في ظل موجة ارتفاع الأسعار.