أكدت صحيفة أمريكية عن تجهيز وزارة الدفاع الأمريكية خطة جديدة لمنع تمدد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في ليبيا، مشيرة إلى أن تفاصيل هذه الخطة وضعت تحت تصرف إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن الخطة تتضمن ضربات جوية ضد معسكرات تدريب ومراكز قيادة ومستودعات ذخيرة، وأن الأهداف ستشمل قرابة 30 إلى 40 هدفاً لشل قدرة التنظيم على بناء أي قاعدة له بعيداً عن العراق وسوريا. وأوضحت الصحيفة أن الخطة تتضمن السماح للمليشيات الليبية المدعومة من الغرب بمحاربة تنظيم الدولة على الأرض وتقديم الدعم والإسناد الجوي اللازم لها. يأتي هذا في الوقت الذي كان وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر قد عرض الخيار العسكري أمام كبار مستشاري الرئيس باراك أوباما يومي 22 فبراير/شباط، غير أن هذا الخيار لم يؤخذ بعين الحماس.ولفتت الصحيفة إلى أن إدارة أوباما تمارس ضغوطاً على الأطراف الليبية من أجل الإسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كافة الفصائل المتنافسة داخل ليبيا. وتابعت الصحيفة أنه مع ذلك تستعد الولاياتالمتحدة لتنفيذ ضربات جوية محددة ضد المسلحين من عناصر التنظيم ممن تعتقد واشنطن أنهم يشكلون تهديداً لمصالحها، تماماً كما فعلت مع معسكر تدريب تابع لتنظيم الدولة غرب ليبيا الشهر الماضي. وقالت الصحيفة إلى أوباما أعلن في 25 فيفري الماضي أن بلاده مستمرة في استخدام كل أدوات الضغط للقضاء على تهديدات تنظيم الدولة أينما كانوا، مشيرة إلى أن خيار الضربات الجوية من قبل قيادة أفريقيا بوزارة الدفاع وأيضاً قيادة العمليات الخاصة المشتركة، يبقى محل خلاف، خاصة في إطار الأهداف قصيرة الأجل بالنسبة لإدارة أوباما، فقد سبق أن حذر مسؤولون كبار في وزارة الخارجية الأمريكية من أن هذه الضربات إن لم تكن منسقة بشكل صحيح فإنها قد تعرض جهود واشنطن لتشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا للخطر. وبينت الصحيفة أن إدارة الرئيس الأمريكي، ومعها الشركاء الأوروبيون، يقودون عملية توازن صعبة بين مواجهة عسكرية مع تنظيم الدولة الذي ينمو بسرعة، وبين الضغط على مكونات العملية السياسية في ليبيا من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية. بدوره، اعتبر الجنرال جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة في مؤتمر صحفي عقده الأسبوع الماضي، أنه عندما يكون لديك الفرصة للقيام بعمليات ضد تنظيم الدولة لتعطيلها، وفي الوقت نفسه دون تعريض العملية السياسية للخطر فافعل؛ وهو ما نقوم به، وتابع: "في مرحلة ما في المستقبل إذا اعتقدنا أن هذه الاستراتيجية تشكل خطراً فإنني بالتأكيد سوف أعود لوزيري وأقدم توصيات مختلفة". جدير بالذكر أن الحديث عن خطط أمريكية وأخرى غربية، لمكافحة تنظيم الدولة في ليبيا يأتي في ظل تقارير تتحدث عن تنامٍ مطرد لهذا التنظيم الذي بات يسيطر على قرابة 150 ميلاً في مدينة سرت التي باتت تعتبر واحدة من أهم معاقله.