تصريحات وتقارير حديثة ترجّح هذه الفرضية هل شاركت الجزائر في تحرير (بن قردان)؟ فتحت تصريحات وتقارير حديثة عن موقعة (بن قردان) التونسية بابا جديدا للجدل حول مشاركة قوّات أمنية جزائرية في عملية تحرير هذه المنطقة من قبضة (الدواعش) في حين تؤكّد وزارة دفاع الجارة الشرقية أن نجاح العملية الأمنية ضد الإرهابيين تمّ بأياد تونسية وبعمل استخباراتي تونسي بحت. أرجع سياسيون تونسيون نجاح الجيش التونسي في إفشال مخطّط تنظيم (داعش) للسيطرة على مدينة (بن قردان) إلى تنسيق استخباراتي قوي مع الجزائر. وفي السياق أكّد الأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي أن النّجاح الذي تحققّ في معركة (بن قردان) يعود إلى وجود تنسيق استخباراتي قوي مع الجزائر وأضاف في تصريحات ل (الجزيرة نت) أن حزبه يرفض رفضا قاطعا وجود أيّ قوّات أجنبية على التراب التونسي مهما كانت الأسباب لكنه كشف أن الحرب على الإرهاب تتطلّب تنسيقا مع دول شقيقة لها تجربة في هذا المجال مثل الجزائر. بينما أكّد سفير الجزائر في تونس عبد القادر حجّار أول أمس أن التنسيق الاستعلاماتي بين تونسوالجزائر بلغ مستويات عالية في نطاق الحرب على الإرهاب وأبرز على هامش اجتماع اللّجنة المشتركة التونسية-الجزائرية للتعاون في مجال البريد وتكنولوجيات المعلومات والاتّصال بقمرت مدى التناغم بين الجهود العسكرية المبذولة بين البلدين خاصّة على الحدود المشتركة مشيرا إلى استنفار الجيش الجزائري على هذه الحدود. من جهتها فجّرت صحيفة (ميرور) البريطانية جدلا آخر بقولها إن قوّاتا أجنبية بينها بريطانية خاصّة تتكوّن من 15 جنديا بملابس مدنية ساعدوا الجيش التونسي في معركة (بن قردان) الأخيرة من خلال تقديم النصح والتخطيط واتّخاذ تدابير تكتيكية. لكن المتحدّث باسم وزارة الدفاع التونسية بلحسن الوسلاتي أكّد أن نجاح العملية الأمنية والعسكرية ضد الإرهابيين في (بن قردان) تمّ بأياد تونسية وبعمل استخباراتي تونسي بحت. وعاد ملف التعاون الأمني بين الجزائروتونس إلى الواجهة من جديد بعد العمليات الإرهابية الأخيرة التي تعرّضت لها قوّات الأمن التونسية في منطقة (بن قردان) جنوب البلاد وأسفرت عن القضاء على 49 إرهابيا وإلقاء القبض على عشرة آخرين. هذا التنسيق تحدّث عنه وزير الداخلية والجماعات المحلّية نور الدين بدوي مؤكّدا وجوده باستمرار بين الجزائروتونس في مجال مكافحة الارهاب فيما نوّه بدور المؤسّسات الأمنية التونسية في التصدّي للاعتداء الإرهابي الذي استهدف الاثنين المنصرم مدينة (بن قردان). وقال بدوي في تصريح للصحافة: (يوجد بين مصالح الأمن الجزائريةوالتونسية تنسيق وتبادل للمعلومات حفاظا على بلدينا ومجتمعينا) مؤكّدا على ضرورة أن (يكون هذا التعاون مستمرّا) وشدّد في إشارة منه إلى الاعتداء الإرهابي الأخير الذي شهدته مدينة (بن قردان) قائلا: (أمن تونس وحدودها من أمن الجزائر وحدودها وكذلك أمن الجزائر من أمن تونس) محيّيا بالمناسبة المؤسّسات الأمنية التونسية على العمل (الاحترافي) الذي قاموا به في التصدّي لهذا الاعتداء. وأعلنت الجزائر من قبل وقوفها مع الجارة تونس ضد الإرهاب واضعة خبراتها العسكرية في تأهّب لأيّ طلب تونسي. وفي السياق قامت القوّات العسكرية للبلدين خلال الشهر الماضي ببرمجة مناورات جوّية مشتركة تحسّبا لإمكانية تأزّم الأوضاع عبر الحدود في حال قيام القوى الغربية بتدخّل عسكري في ليبيا من أجل محاربة تنظيم (داعش) الذي بات يسيطر على مساحات شاسعة من التراب الليبي.