أعرب زعيم حزب النهضة الإسلامي المعارض التونسي راشد الغنوشي عن قناعته بأن حركة الاحتجاج الحالية في تونس التي أطاحت بنظام الرئيس زين العابدين بن علي، جاءت بسبب الظلم والقمع لأكثر من 23 عاماً، مشيرا إلى أن الحركة الإسلامية ليست مرشحة للحكم في تونس. وقال الغنوشي (69 سنة) :" لقد وصلت السكين إلى العظم، وأكد أن الجميع شارك في تحرك الشارع التونسي من علمانيين وشيوعيين وإسلاميين، وليس هناك فضل لأحد على أحد، وليس الأصوليون فحسب، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط". كما أكد أنه لن يرشح نفسه في انتخابات الرئاسة المقبلة، ولن يقدَّم مرشح إسلامي من "حزب النهضة"، إلا أنه قال إنه كبر في السن، وهناك جيل من الإسلاميين في الأربعينات والخمسينات بالداخل، وكذلك أطباء ومهندسون هم أقدر منه على العمل لصالح الشعب التونسي، مشيرا إلى أنه اختص لنفسه هموم الأمة الإسلامية بقدرته على العمل في مجال البحث والفكر الإسلامي. وأكد أنه على يقين أن الحركة الإسلامية ليست مرشحة للحكم في تونس، وأشار إلى أنه "ليس زاهدا في السلطة"، ولكن الرئيس بن علي ظل ل 23 عاما يخوف الغرب من فزاعة الإسلاميين، أي أنه إذا ذهب سيأتي الأصوليون ويحكمون البلد، وكنا نريد أيضا أن نفوِّت عليه هذه الفرصة. وقال هناك ربع مليون عاطل عن العمل أغلبهم يحملون الشهادات العليا في القرى والنجوع التونسية ظلوا بلا وظائف ما بين 10 و15 عاما حرَّكهم الظلم والقهر وهم يشاهدون الأدنى منهم من أقارب الرئيس يحتلون المناصب العليا في الوظائف وفي الحياة العامة. وأوضح أن الفضل الأكبر كان للمؤسسات النقابية، ليست ممثلة في قياداتها العليا، لأنها كانت متواطئة مع بن علي، بل في قياداتها المتوسطة والجهوية، وكذلك نقابة المحامين، الذين قادوا الصفوف الأولى، هم الذين حركوا الشارع التونسي. وأكد القيادي الإسلامي من لندن حيث يقيم، أن وسائل الإعلام الحديثة مثل «فيس بوك» و«تويتر» أسقطت التعتيم الإعلامي للرئيس المخلوع بن علي، مشيرا إلى أن الرئيس بن علي خسر المعركة الإعلامية بفضل الإنترنت الذي بث مشاهد العنف في الشارع التونسي واعتداء جنوده وضباطه على المواطنين. وأكد أن نظام المافيا انتهى، الشعب أراد التخلص منه وانتصر في انتفاضته، واعتبر أن الشعب التونسي "لا يريد الفساد ويطالب بديمقراطية حقيقية وليس بمجرد واجهة". وأكد الغنوشي أن حزبه "ليس وراء حركة الاحتجاج الحالية".. وأنه بعيد جدا عن ذلك، وقال "نحن متفقون على مجتمع يقوم على أسس ديمقراطية تتضمن احترام حقوق الإنسان وحرية المعتقد.. أما في ما يخص وضع المرأة، الذي يعتبر من أفضل الأوضاع في العالم العربي والإسلامي "فإننا قد قبلناه في 1988". وذكر الغنوشي بأنه يعيش في المنفى منذ 1989 بعد أن أخذت حكومة بن علي تقمع الإسلاميين الذين فاز مرشحوهم في الانتخابات في تلك السنة، تحت عنوان مرشحين أحرار، بنحو 17 في المائة من الأصوات. وأعرب عن الأمل في العودة سريعا إلى تونس.