قال شقيق محمد البوعزيزي لوكالة فرانس برس انه رفض عرضا من رجلي أعمال خليجيين للتخلي عن عربة شقيقه التي أحرق نفسه عليها في 17 ديسمبر الماضي، مقابل 10 آلاف أورو. وأوضح سالم البوعزيزي (30 عاماً) "لقد اتصل بي رجلاَ أعمال أحدهما من السعودية والثاني من اليمن وعرضَا عليَّ عشرة آلاف أورو للتخلي عن عربة بيع الفواكه التي كان يعمل عليها المرحوم أخي، لكني أكدت لهما انني لن أبيعها أبدا". واضاف "أريد أن احتفظ بها كذكرى من أخي. ما قد أقبل به في يوم ما هو أن يتم وضعُها معلما في أحد الساحات". وكان محمد البوعزيزي (26 عاما) أحرق نفسه في 17 ديسمبر على هذه العربة التي كان يعيل بها أسرته، بعد أن رفض المسؤولون المحليون الاستماع الى شكواه اثر مصادرة بضاعته وصفعه وشتمه من طرف شرطية في مدينة سيدي بوزيد التي تقع على بعد 260 كلم جنوبي العاصمة بداعي بيع بضاعته بدون ترخيص. وقد وضعت أسرة البوعزيزي العربة التي استردتها من الشرطة، في مخزن تابع للعائلة. وكانت لا تزال آثار حرق بادية عليها في المخزن الذي وضعت فيه، وبقايا فاكهة. وبعد البوعزيزي أقدم ما لا يقل عن أربعة تونسيين على الانتحار احتجاجاً على البطالة. كما اقدم شبان في الجزائر ومصر وموريتانيا على الانتحار تعبيرا عن التململ الاجتماعي العميق في هذه البلدان.