المصالحة الصهيونية التركية الغاز الطبيعي.. كلمة السر العلاقات الدبلوماسية التركية _ الإسرائيلية في طريقها للعودة بشكل كامل بعدما انقطعت لأكثر من نصف عقد من الزمان وسيكون لهذا تداعياته على الصراع السوري وصادرات الغاز الطبيعي كما أن العلاقات السعودية _ الإسرائيلية تعود أيضا بعد سبع سنوات من الانقطاع. في جانفي 2009 خلال اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس انتظر أعضاء اللجنة الانتهاء وحضور العشاء حين أصر حينها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الرد على الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريز وخلع سماعات الترجمة وقال لبيريز: ربما تشعر بالذنب ولهذا السبب أنت قوي جدا في كلماتك أنت تقتل الناس أتذكر الأطفال الذين قتلوا على الشواطئ. وفي وقت لاحق تحديدا في 3 ماي 2010 قتل تسعة نشطاء أتراك في هجوم إسرائيلي على سفينة مرمرة التي حاولت فك الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة وحينها أمر أردوغان السفير التركي مغادرة إسرائيل على الفور معتبرا أن ما حدث يتعارض مع القانون الدولي وبمثابة إرهاب دولة غير إنساني. بردت العلاقات بين البلدين بشدة نظرا لعلاقة تركيا مع حماس وجماعة الإخوان في مصر ومع ذلك اتخذت الأمور منحى دراماتيكيا في العام الماضي فبعد عودة أردوغان من زيارة إلى المملكة العربية السعودية أكد أن تركيا تحتاج إسرائيل وإسرائيل تحتاج لتركيا معتبرا أن هذا واقع المنطقة. ذكرت وكالة أنباء الأناضول القريبة من الحكومة التركية أن وكيل وزارة الخارجية فريدون سينيرليوغلو سافر إلى لندن للقاء فريق إسرائيل برئاسة جوزيف تشيخانوفير المبعوث الخاص برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفي 13 يونيو أعلنت تركيا أنها ستعين سفيرا جديدا لإسرائيل. تسعى إسرائيل دائما للحفاظ على علاقات جيدة مع الأتراك وبالفعل يتمتع البلدان بعلاقات جيدة منذ الخمسينات حيث كانت تركيا أول دولة إسلامية تعترف بإسرائيل باعتبارها دولة غير عربية في المنطقة والعضو في حلف الناتو وتم تعليم مؤسسي دولة إسرائيل في اسطنبول وكان هناك تقارب بين الحركات الوطنية للدولتين. صعد حزب العدالة والتنمية للحكم في عام 2002 وتغير الملعب الدبلوماسي وظهرت وجوه جديدة في أنقرة كانت أقل اهتماما بإسرائيل وأكثر اهتماما بالنموذج الإقليمي الجديد الذي سيشهد تنامي النفوذ التركي وسعت تركيا للتوسط بين سوريا وإسرائيل بشأن مرتفعات الجولان في عام 2009 وصدم الكثيرين لقاء أردوغان بأيهود أولمرت في عام 2009 وذهب إلى غزة بدلا من إبرام الصفقة مع سوريا. وقال وزير الخارجية التركي السابق يسار ياكيس في عام 2014 إن إسرائيل وتركيا الدولتان الأكثر تقاربا وديمقراطية سلمية في المنطقة ولديهما مصلحة في التعاون. بدأ المسؤولون الأتراك تجديد العلاقات مع إسرائيل آملين في أن هذا النوع من العلاقات يمكن أن يجدد الاتفاق مع الفلسطينيين ويصبح الوضع أكثر مرونة في غزة. وذكرت وكالة رويترز مؤخرا أنه في مارس 2016 التقى وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز بأردوغان في واشنطن وخلال الاجتماع ناقش الحرب في سوريا والوجود الإيراني والإرهاب والغاز الطبيعي. ومع اندلاع الربيع العربي في عام 2011 ساند حزب العدالة والتنمية المتمردين في سوريا ضد الرئيس السوري بشار الأسد واعترضت على الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق محمد مرسي من السلطة في 2013. تجديد العلاقات بين إسرائيل وتركيا غير واضح بشأن القضايا المقرر التعاون بها لكن من المرجح أن يتدفق السياح الإسرائيليون إلى تركيا فضلا عن المناقشات بشأن الغاز الطبيعي والحصار المفروض على غزة.