الاحتلال يُعلن حالة الاستنفار المقاومة ترعب الصهاينة بالقدس دفع جيش الاحتلال منذ صباح أمس الثلاثاء بمئات من عناصر الشرطة وحرس الحدود إلى مدينة القدسالمحتلة وذلك مع ما وصفته وسائل الإعلام بتجدد موجة انتفاضة الأفراد إثر تنفيذ سلسلة من عمليات الطعن في القدسالمحتلة ومنطقة الخليل منذ يوم الجمعة الماضي أسفرت عن سقوط ستة شهداء برصاص قوات الاحتلال. وفرضت قوات الاحتلال المتمركزة على بوابات الأقصى قيوداً على دخول المصلين لا سيما الشباب في الوقت الذي دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة في محيط البلدة القديمة بالمدينة والأقصى. وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال انتشرت في محيط البلدة القديمة وأسواقها التجارية وشارعي السلطان سليمان وصلاح الدين وسوق المصرارة وخارج الأسوار. وأضافت المصادر ذاتها أن شرطة الاحتلال اعترضت طريق طلبة المدارس وشرعت بتفتيشه بشكل دقيق وتعطيلهم عن الوصول إلى مدارسهم. من جهة ثانية أفادت وسائل إعلام عبرية بأنه إلى جانب ذلك صعدت السلطات من انتشار قواتها بشكل خاص في منطقة الخليل وحول بلدية بني النعيم مع رفع حالة التأهب والاستنفار تخوفاً من اشتعال موجة أعمال المقاومة بشكل متزايد في الأسابيع القريبة بفعل اقتراب الأعياد اليهودية التي يزيد فيها المتطرفون اليهود من محاولات اقتحام المسجد الأقصى المبارك واستفزازاتهم للفلسطينيين في البلدة القديمة. ويشار في هذا السياق إلى أن المحكمة أقرت الأسبوع الماضي للمتطرفين بأداء شعائر الصلوات اليهودية في مختلف أنحاء البلدة القديمة من القدس بما في ذلك في الحي الإسلامي مدعية أن ذلك لا يشكل استفزازاً لمشاعر الفلسطينيين. وقال عدد من المحللين الإسرائيليين اليوم أيضاً إن تجدد موجة أعمال المقاومة الفلسطينية يؤكد أن (انتفاضة الأفراد لم تنته). وكان المحلل العسكري في (يديعوت أحرونوت) أليكس فيشمان ذهب أمس الأول إلى أن كل التصريحات والتقديرات بشأن انتهاء (انتفاضة الأفراد) بالاستناد إلى تراجع عدد العمليات منذ مارس الماضي لم تكن صحيحة وثبت بطلانها. كما اعتبر المحلل العسكري في هآرتس عاموس هرئيل أنه لن يكون بمقدور أجهزة الأمن الاستناد إلى السبل التي استخدمتها مع اندلاع انتفاضة الأفراد كوسيلة ناجعة وكافية لافتاً إلى وجود تقديرات سابقة لدى أجهزة الاحتلال باحتمالات تجدد العمليات مع اقتراب الأعياد اليهودية. إلى ذلك اقتحم مستوطنون إسرائيليون باحات المسجد الأقصى وتجولوا فيها تحت حراسة وحماية جيش وشرطة الاحتلال ووسط محاولات المصلين والمرابطين فيه التصدي لهم بصيحات وهتافات التكبير. الكيان يعتبر مقاطعته إرهابا في الأثناء اعتبرت وزيرة القضاء في دولة الاحتلال آيليت شاكيد حركة المقاطعة العالمية لإسرائيل (بي.دي.أس) (منظمة إرهابية يجب على دولة الكيان إحباط جهودها) كما شبهت نشطاء تلك الحركة بمقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس). ونقل موقع (ويللا الإخباري) عن شاكيد قولها في خطابها أمام مؤتمر الصندوق القومي لإسرائيل في نيويورك إن (حركة المقاطعة تحفر أنفاقا لتقويض أركان دولة الاحتلال تشبه الأنفاق التي تحفرها حماس على حدود قطاع غزة). كما اعتبرت حركة المقاطعة وجها جديدا للعمليات المسلحة المعادية ضد الاحتلال لأن الكوادر الفاعلة في هذه الحركة يحاولون المس بحق الكيان في الوجود ويرفضون الاعتراف بالحق الطبيعي والبسيط في قيام دولة إسرائيل. وتابعت قائلة إن أهداف (بي.دي.أس) هي نفس الأهداف التي وضعتها المنظمات المسلحة المعادية لإحتلال حتى لو حاولت إخفاءها لكن هدفها النهائي هو محو اسم الكيان عن خارطة العالم ومن يقوم بدعم أنشطة المقاطعة يقوم بدعم العمليات المسلحة في بعض الأحيان وخطاب حركة المقاطعة يشوه صورة الاحتلال ويحرض عليها وينتهك حق إسرائيل في الوجود كدولة يهودية وكل ذلك يؤكد أنها إحدى أدوات الإرهاب في العصر الحديث. وأشارت شاكيد إلى أن الحكومات الصهيونية باتت تتعامل في السنوات الأخيرة مع حركة المقاطعة بي.دي.أس باعتبارها تهديدا إستراتيجيا تقوم عليه أطراف فلسطينية وعربية ويتم دعمها من أطراف معادية للسامية وتهدف في مجملها إلى تقويض أركان الكيان الصهيوني. وأوضحت أن وزير الشؤون الإستراتيجية جلعاد أردان (اتخذ خطوات واسعة بتكلفة مالية قدرها مائة مليون شيكل بالتنسيق مع الوزارات الأخرى لمنع دخول وطرد أي عضو ناشط في حركة المقاطعة من الكيان). وخارج قاعة المؤتمر التي كانت تتحدث فيها الوزيرة احتشد عشرات المتضامنين مع الفلسطينيين بينما واصلت شاكيد خطابها قائلة (إن أعداء الكيان يشنون عليها حربا في المجالات القضائية مما يعني أن العداء لنا يغير وجهه في بعض الأحيان ويتطلب من دولة الاحتلال تغيير طريقة مواجهتها له في الوقت اللازم).