رعب غير مسبوق يجتاح (بني صهيون) *** حرب الطعنات تتصاعد بين الفلسطينيين والمستوطنين (الأقصى) محاصر والقدس تتحوّل إلى ثكنة عسكرية هنية: (غزّة على أهبة الاستعداد لمعركة القدس) حوّل الاحتلال الصهيوني مدينة القدس لا سيّما بلدتها القديمة ومحيطها أمس الجمعة إلى ثكنة عسكرية تغيب عنها كلّ مظاهر الحياة الطبيعية وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن الاحتلال فرض منذ حصارا عسكريا مُحكما على المسجد الأقصى المبارك في الوقت الذي نصّبت فيه قوّات الاحتلال المتاريس الحديدية على بوّاباته وعلى بوّابات البلدة القديمة لمنع من تقلّ أعمارهم عن الخمسين عاما من التوجّه إلى الأقصى والمشاركة في أداء صلاة الجمعة. اضطرّ مئات المصلّين المقدسيين إلى أداء صلاة فجر أمس الجمعة في الشوارع والطرقات بسبب إجراءات الاحتلال وحصار الأقصى في حين اعترضت شرطة الاحتلال الحافلات التي تنقل المصلّين من التجمّعات السكّانية من داخل أراضي فلسطين 48 ومنعتها من الاستمرار باتجاه القدس. * اعتداءات عنصرية تعرّض العشرات من فلسطينيي داخل في اليومين الماضيين لموجة اعتداءات من قِبل مستوطنين متطرّفين في أنحاء القرى والبلدات داخل أراضي 48 والتي يعملون فيها وكان أحدثها صباح أمس الجمعة إذ هاجم مستوطن أربعة عمّال فلسطينيين في مدينة ديمونا في النقب وقام بطعنهم قبل أن تقوم الشرطة باعتقاله. وحسب موقع (معاريف) فإن أحد الفلسطينيين الذين تمّ طعنهم يعمل في حدائق المدينة وقام الصهيوني بطعنه أثناء العمل ثمّ واصل طريقه باتجاه مدرسة في المدينة وقام بطعن عاملين فلسطينيين آخرين. وعرف أن أحد الذين تعرّضوا للطعن هو مواطن فلسطيني من إحدى القرى البدوية والتي لا تعترف بها سلطات الاحتلال. وتعرّضت مجموعة من الفلسطينيين من بلدة قلنسوة في المثلّث لاعتداءات همجية قامت بها مجموعة من المستوطنين والذين حاولوا الاعتداء عليهم وقتلهم. وقد هرعت الشرطة الإسرائيلية إلى المكان تحسّبا من أن يكون الحادث عملية فلسطينية ضد المستوطنين. وأصيب 4 فلسطينيين بجروح متفاوتة أمس الجمعة بعد أن أقدم مستوطن على طعنهم في منطقتين مختلفتين بمدينة ديمونا في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 48. وحسب مصادر فقد أقدم مستوطن على طعن شابّ من النقب ويعمل عامل نظافة في بلدية ديمونا ثمّ لاذ بالفرار منتقلا إلى شارع بن غوريون ليطعن ثلاثة شبان آخرين. وأوضحت المصادر أن الشبّان الثلاثة المصابين في جريمة الطعن الثانية هم فلسطينيون من الضفّة تواجدوا في هذه المنطقة للعمل فيها وقد وصفت جروح أحدهم وهو في الثلاثينات من العمر بأنها متوسّطة فيما وصفت جروح الاثنين الآخرين وهما في الخمسينات من العمر بأنها طفيفة. وتأتي هذه الجريمة بعد دعوات صهيونية رسمية سياسية وعسكرية للمستوطنين لحمل سلاحهم حيث قالت صحيفة (إسرائيل اليوم) إن المستوطنين أنفقوا خلال هذا الأسبوع ما مجموعه 300 ألف شيكل على وسائل الحماية الذاتية من أسلحة وذخائر وغيرها مضيفة أن الشرطة تلقّت 25 ألف اتّصالا هاتفيا تبلغهم بشكوك عن وجود أشخاص ينوون تنفيذ عمليات طعن. ونقلت الصحيفة أن الشرطة تلقّت 5500 اتّصال بعد عملية الطعن قرب مقرّ وزارة جيش الاحتلال في (تل أبيب) بالإضافة إلى ستّة آلاف اتّصال في القدس بعد عملية الطعن وسبعة آلاف اتّصال آخر من ما يسمّى بلواء الوسط. وسمح حاخام يهودي لليهود المتديّنيين (الحريديم) وهم الفئة الأكثر تطرّفا في دولة الاحتلال بحمل هواتفهم الشخصية يوم السبت بعد أن كان ذلك ممنوعا في السابق بهدف إجراء اتّصالات هاتفية في الشرطة عند ملاحظتهم لأيّ شيء. * الموت للعرب كان المئات من أنصار اليمين قد تظاهروا في مدينة القدس المحتلّة وساروا بضعة كيلومترات في (حديقة الاستقلال) غربي المدينة باتجاه البلدة القديمة وهم يردّدون شعارات (الموت للعرب). وذكرت (يديعوت أحرونوت) أن أفراد المجموعة كانوا يبحثون عن عرب للاعتداء عليهم ومع ذلك تمكّن المتظاهرون من اختراق أسوار البلدة القديمة والوصول إلى حائط البراق. واكتفت الشرطة باعتقال زعيم تنظيم (لاهف) بنتسي غوبتشاين علما بأن ممّن شاركوا في التظاهرة أيضا عضو الكنيست السابق ميخائيل بن أرييه. وتشهد الأوضاع في الداخل الفلسطيني توتّرا ملحوظا خاصّة في ظلّ التصريحات العنصرية الصادرة عن اليمين الإس وأكثر من ذلك عن مسؤولين بينهم قائد شرطة أسدود نوعام شاقل ورئيس بلدية القدس المحتلّة نير بركات والتي دعت الصهاينة ممّن يحملون سلاحا مُرخّصا إلى حمله في كلّ مكان. * مئات الإصابات خلال ساعات تأتي هذه الحوادث بعد مرور يوم على إصابة ثمانية صهاينة في حوادث طعن من جانب فلسطينيين ومقتل شخص فلسطيني على خلفية التوترات المتصاعدة بين الجانبين بسبب السّماح لليهود بدخول باحة الحرم القدسي خلال الأعياد اليهودية. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن إجمالي عدد الإصابات في المواجهات بين الفلسطينيين والقوّات الإسرائيلية في الضفة الغربية و القدس المحتلّة خلال ال 24 ساعة الماضية بلغ 351 إصابة. وأوضح الهلال الأحمر في بيان له أمس الجمعة أن الإصابات توزّعت كالآتي: 25 بالرصاص الحي و98 بالمطّاط و217 بالغاز و11 اعتداء بالضرب حسب وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) وذكر أن إجمالي الإصابات منذ بداية الاعتداءات منذ أكثر من أسبوع بلغ 1640 إصابة بينها 101 بالرصاص الحي و442 بالمطّاط و1066 بالغاز و31 اعتداء بالضرب المبرح وأشار إلى أن هذه الحالات هي التي تعاملت معها طواقم الهلال الأحمر حتى الساعة 12 ليلا. يذكر أن المصادمات بين الفلسطينيين والقوّات الإسرائيلية اندلعت مع السّماح لليهود بزيارة الحرم القدسي مع بدء الأعياد اليهودية. * حماس: (حكومة نتنياهو عصابة تُعدم الفلسطينيين بدم بارد) قالت حركة (حماس) إن (إعدام الاحتلال للعديد من الفلسطينيين في الضفّة الغربية والقدس يثبت أن حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو مجرّد عصابة لا علاقة لها بالحكومات والدول). وأضاف المتحدّث باسم الحركة (حماس) حسام بدران في تصريح صحفي أن (إعدام العديد من الفلسطينيين بدم بارد يؤكّد أننا نتحدّث عن عصابة يقودها نتنياهو والشعب الفلسطيني لن يرفع الرّاية البيضاء مهما كانت التضحيات وإن استمرار اقتحام المسجد الأقصى لن يمرّ كما يظنّ المحتلّ). وتابع بدران: (أعمال المقاومة المتصاعدة في الأراضي المحتلّة تؤكّد على تمسّك الشعب الفلسطيني بالمقاومة كحلّ وحيد للخلاص من الاحتلال) وأعرب عن مباركة حركته ودعمها (لأشكال المقاومة التي يستخدمها الشعب الفلسطيني للتصدّي لجرائم الاحتلال). * هنية: (غزّة على أهبة الاستعداد لمعركة القدس) أكّد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) أن قطاع غزّة لن يتخلّى عن دوره الاستراتيجي في معركة القدس رغم ما يتعرّض له من مؤامرات مشدّدا على أنها غزّة على أهبة الاستعداد للمواجهة. وقال هنية خلال خطبة الجمعة في مسجد فلسطين غرب مدينة غزّة إن غزّة لن تتوانى في أن تكون في المكان والزمان المناسبين دوما دعما وإسنادا للضفّة الغربية والقدس المحتلّتين مشيرا إلى أن موروث غزّة وتجربتها وعطائها سيظلّ دخرا استراتيجيا للأقصى والقدس وأشار إلى أن الضفّة والقدس المحتلّتين الآن في حالة انتفاضة حقيقية لأن (هذا العدو اعتقد أن البيئة مواتية لتنفيذ مخطّطاته في تهويد القدس وهدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم). وأضاف نائب رئيس المكتب السياسي لحماس: (نحن فخورون بشعبنا في كلّ مكان وصوت غزّة خلف معركة القدس وتحرير الأقصى فهذه معركة الشعب الفلسطيني) واستطرد قائلا: (الانتفاضة الطريق الأوحد نحو التحرير بعد الضياع في طريق المفاوضات التي ولّدت التيه والخلاف الداخلي لأن خلافنا ليس على سلطة إنما اختلاف برامج ومناهج بمسارات التحرير). وطالب هنية بتعميق روح الانتفاضة وتوفير كافّة وسائل الدعم والإسناد في كلّ مكان وخاصّة في الضفّة والقدس لحمايتها من أيّ محاولة للالتفاف عليها وأيّ مؤامرة تستهدف إعادتها إلى نقطة الصفر ولإبقاء جذوتها متّقدة في نفوس شبابنا حتى التحرير ودعا إلى تأسيس شبكة أمان عربية وإسلامية سياسية ومادية لدعم انتفاضة القدس بكافّة الأشكال مؤكّدا أن حركته تمدّ يدها للوحدة وهي جاهزة لكلّ فعل يعزّز الوحدة وينهي الخلاف ويبدأ على أساس خطوات عملية لبناء منظّمة التحرير.