الحياء شعبة من الإيمان، دعا إليه ديننا الحنيف لكونه شريعة تدعو إلى الآداب السامية وتدعو للسمو بالإنسان وتزكية روحه، فالحياء خلق حميد يبعث على ترك القبيح، وكلما تزود منه صاحبه ازداد إيماناً، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: »الإيمان بضع وسبعون شعبة، أفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان«. والحياء كما تحدث عنه الشيخ مسعد أنور خلال برنامجه »أخطاء يجب أن تصحح« على قناة »الرحمة« الفضائية، يحمل المسلم الحق على الاستقامة على الطاعة وترك المعصية ونبذ طريقها وأدل على ذلك قول نبينا صلى الله عليه وسلم: »إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فافعل ما شئت«. ثم بين الشيخ مسعد أنور أن أحق الناس بخلق الحياء هن النساء، جاء بمثل من القرآن ذكر امرأة من أهل هذا الخلق، قال الله عنها: {فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}، فهذه الآية تدل على حياء تلك المرأة حيث جاءت إلي سيدنا موسى تمشي على استحياء بلا تبذل، وكان حوارها التي خاطبت بها موسى عليه السلام عباراته قصيرة واضحة في معناها ولم تسترسل في الحديث والحوار معه وهذا من إيحاء الفطر النظيفة والنفوس المستقيمة. وأوضح الشيخ أن في هذه القصة بياناً لحياء المرأة ونبي الله موسى عليه السلام فقد جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: »جاءت واضعة يدها على وجهها، فقام معها موسى وقال لها: امشي خلفي وانعتي لي الطريق وأنا أمشي أمامك«، وماذا كانت نهاية هذا الحياء من المرأة؟ تزوجت من نبي الله وهو أكبر هدية من الله عز وجل. وضرب الشيخ مثلاً آخر عندما نزل ملك إلى الأرض وجاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله جل جلاله أرسلني ويقول قل لمحمد يقول لفاطمة بشروها أني كتبتها »سيدة نساء أهل الجنة« وذلك لحيائها، فقد طالبت زوجها عليا إذا ماتت أن يدفنها في الليل، فقال لها على لماذا؟ قالت: حتى لا يراني الرجال. ماذا بعد هذا الحياء، هل نالت الزهراء هذه المنزلة العظيمة بتبرجها أو بعلاقات مشبوهة؟ أو بتتبعها الجديد في الموضة والملابس الضيقة أو التي تكشف شيئاً من الجسم؟ لا يا بنات المسلمين أنها نالتها بإيمانها وحيائها. وتساءل الشيخ: أين بناتنا اليوم من حياء تلك المرأة؟ مستنكراً ما ينتشر هذه الأيام بين الفتيات من ملابس لا تستر وتخدش الحياء يقول الشيخ: نرى الفتاة ترتدي البودي القصير الذي يكشف بطنها ويحدد جسمها وبالأسفل نجد السروال الضيق الذي يشف كل شيء ولا يستر شيئاً، أمر يدعو للخجل والحسرة، أقسم بالله إنهم أموات لا يعرفون معنى الحياة، تائهون في الدنيا التي غرتهم، أين الحياء يا مسلمات، الحياء الذي يحيا به المسلم، ولماذا قل الحياء بين فتياتنا؟ وإجابة على هذا السؤال أكد الشيخ مسعد أنور أن النشأة الأولى هي الأساس فمن شب على شيء شاب عليه، كما أرجع قلة الحياء أيضاً لكثرة الاختلاط واحتكاك البنت بالولد في كافة المجالات.