يحفظون كرامتهم ويكسبون احترام المارة محتاجون ينفلتون من التسول بممارسة التجارة * يعرضون المناديل الورقية وقصاصات الأدعية يقابلنا عبر الطرقات في الصيف والشتاء انتشار أشخاص من الجنسين معا نساء ورجال من مختلف الأعمار وحتى الشبان حاجتهم وعوزهم لم يدفعانهم إلى اختيار الطريق السهل والتسول لأجل تحقيق مداخيل من بعض الصدقات بل اختاروا بيع أشياء بسيطة تعود عليهم ببعض العائدات وتحفظ كرامتهم ويكتسبون من خلالها احترام وثقة المارة بدل المهانة التي يتعرضون إليها بعد مد اليد والسؤال اختلفت معروضاتهم إلا أنها لا تخرج عن معروضات بسيطة لا يتعدى ثمنها 10 دنانير منها المناديل الورقية وبعض قصاصات الأدعية. نسيمة خباجة بعد الشبهات التي طالت المتسولين والانتهازية التي طبعت بعضهم خاصة وأن التسول تحول إلى حرفة سهلة يمارسها البعض ويربحون من ورائها الملايين بحيث تتعدى مداخيلهم اليومية في بعض المرات 4000 دينار الأمر الذي دفع بعض المحتاجين إلى الانفلات من تلك الشبهة وراحوا إلى عرض أشياء بسيطة للبيع وانتشروا في الشوارع كتجار بدل متسولين بحيث اختاروا حفظ كرامتهم وبالفعل اكتسبوا تضامن المارة معهم الذين يقبلون على السلع التي يعرضونها من أجل تشجيعهم على تلك الحرف الشريفة التي اختاروها بدل ممارستهم التسول والربح السهل. وتحول الأمر إلى ظاهرة اجتماعية نشاهدها أينما ولينا نظرنا على مستوى الطرقات السريعة وبمحطات النقل وبمحاذاة الأسواق والشوارع الرئيسية عبر العاصمة. مناديل وأدعية ب 10 دنانير انتشر بعضهم عبر الطرقات للتجول ومنهم من اختار نصب طاولة لعرض مختلف الأشياء البسيطة وهي في الغالب مناديل ورقية يحتاجها المارون إلى جانب بعض الأدعية القرآنية التي تكون كحصن لقارئها ويكثر الإقبال عليهم من باب مساعدتهم والتضامن معهم وهو ما شد انتباهنا بساحة أول ماي إذ كانت إحدى السيدات في ذلك اليوم الشتوي البارد تحتمي ببلاستيك من الحجم الكبير بحيث غطت به نفسها وكذلك السلعة التي كانت تعرضها عبر الطاولة والتي تمثلت في مناديل ورقية وكانت تعرض تلك السلعة في ممر علوي في موقف صعب جدا إلا أن العابرين كانوا يتقدمون منها ويقتنون منها المناديل الورقية التي عرضتها ب 10 دنانير وكذلك الحال بالنسبة لأحدهم الذي كان يقترب من المواطنين ويعرض عليهم أدعية وآيات قرآنية في قصاصات صغيرة بسعر 10 دنانير وكان الإقبال كبيرا على تلك الأدعية اقتربنا من أحد المواطنين الذي ناوله البائع إحدى القصاصات فسلمه مبلغ 20 دينارا بدل10 دنانير قال إن هؤلاء يستحقون مد يد العون لهم خاصة وأن كرامتهم أبعدتهم عن احتراف التسول فاختاروا بيع تلك الأشياء البسيطة للمواطنين وقال إنه فضل أن يقدم له ضعف الثمن من أجل مساعدته خصوصا وأنه يحتاج إلى المساعدة وأضاف أنه أفضل من متسول انتهازي يسطو على جيوب المارة بعد جذب استعطافهم. الشبان يقتحمون الحرفة اقتحم الشبان أيضا حرفة بيع مختلف الأشياء البسيطة للانفلات من البطالة بحيث نجدهم عبر الطرقات السريعة وهم يعرضون المناديل الورقية على المارين بكل حزم وعزم واعتزاز خاصة وأنها حرفة شريفة يكسبون منها قوت يومهم رغم المداخيل البسيطة إلا أنهم مقتنعون بها بيع الجرائد عبر الطرقات السريعة هي منفد آخر للبعض بحيث اكتسبوا زبائن دائمين يقتنون من عندهم الجرائد للإطلاع على آخر الأخبار كل صباح وهو حال أحدهم على مستوى الطريق السريع ب(لاكوت) بالعاصمة بحيث يغتنم الاختناق ويمارس مهنته ببيع الجرائد للسائقين حتى مع غزارة الأمطار اللاجئون السوريون هم أيضا ابتعدوا عن مد اليد وما يلحق الأمر من شبهات وراحوا إلى عرض المناديل وكتيبات حصن المسلم على المارة ب 50 دينارا وعادة ما يحملون لافتات لطلب المساعدة عبر الطرقات السريعة. فبعد أن تحول التسول إلى حرفة من طرف بعض الانتهازيين اختار المحتاجون الحقيقيون تلك الحرف البسيطة لعرضها على المارة قصد حفظ كرامتهم كما أوصانا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ببيع حزمة من الحطب خير من سؤال الناس ومد اليد لما فيها من مساس بكرامة المرء.