فيما تعزز تعاونها الأمني مع مالي ** أعلن وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل عن عزم الجزائر تقديم مساعدات إنسانية إلى ليبيا وقال إن (الحكومة الجزائرية قررت منح مساعدة إنسانية جديدة تقدر ب30 طنا تتكون أساسا من مواد غذائية للشعب الليبي الشقيق) وتوجه هذه المساعدة إلى سكان المناطق الحدودية الذين يعيشون ظروفا صعبة بسبب استمرار الأزمة في البلد. وأشار السيد مساهل في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية إلى أن الحكومة الجزائرية ستقدم مساعدة تتمثل في 20.000 لتر من الديزل موجهة لمستشفيات غات وأوباري التي تواجه صعوبات بسبب الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي. وسيتم نقل هذه المساعدة في الأيام المقبلة. كما أوضح الوزير بأن هذه المساعدة التي تأتي علاوة على المساعدات الإنسانية التي قدمتها الجزائر في السابق تشهد على التضامن الفعلي للجزائر حكومة وشعبا مع ليبيا وشعبها مشيرا إلى أن الجزائر وليبيا يربطهما مصير مشترك وعلاقات جوار وتاريخ عريقة. من جهة أخرى ذكر مساهل بأساسيات مسعى الدبلوماسية الجزائرية من أجل تقريب وجهات نظر الأطراف الليبية وترقية الحل السياسي في ليبيا بعيدا عن أي تدخل خارجي. وفي رده على سؤال حول (الجهود التي تبذلها الجزائر تجاه الأطراف الليبية لمساعدتها على إيجاد حل للأزمة المتعددة الأشكال التي يشهدها هذا البلد) أشار السيد مساهل إلى مسعى الدبلوماسية الجزائرية الذي تمثل في تقريب وجهات نظر الأطراف الليبية وترقية الحل السياسي بعيدا عن أي تدخل خارجي من خلال الحوار الشامل والمصالحة الوطنية بغية الحفاظ على سيادة البلد وسلامته ووحدته الترابية وتلاحم شعبه بعيدا عن أي اعتبار سياسي وإيديولوجي. وأكد الوزير أن الأسس التي يقوم عليها هذا المسعى تم الدفاع عنها بثبات لدى عدة وفود ليبية تضم مسؤولين سياسيين وقادة عسكريين وبرلمانيين وأعيان وممثلين عن المجتمع المدني وكذا لدى مختلف الشركاء الدوليين الذين تسعى معهم الجزائر إلى إيجاد حل سياسي نهائي للأزمة في ليبيا. ولهذا الغرض جدد السيد مساهل نداءه لكافة الأطراف الليبية إلى تجاوز خلافاتها ووضع مصلحة بلدهم فوق أي اعتبار من أجل السماح للشعب الليبي الشقيق باستعادة السلم والأمن والاستقرار وخوض الكفاح الوحيد الجدير بان نخوضه إلا وهو التنمية والتقدم. التعاون مع مالي يتعزز يوما بعد يوم أكد وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية أن التعاون الأمني بين الجزائرومالي يتعزز (يوما بعد يوم). وأوضح السيد مساهل في تصريح صحفي عقب محادثاته مع وزير الأمن والحماية المدنية المالي ساليف تراوري أن التعاون الأمني بين الجزائرومالي الذي ليس وليد اليوم يتعزز يوما بعد يوم لأن التهديد الإرهابي قد توسع. وأضاف أنه في كل مناسبة تتاح لنا نتبادل التحاليل والمعلومات لنرى ما هي المراحل المقبلة في التنسيق الذي يتم في الإطار الثنائي والمتعدد الأطراف. وأوضح السيد مساهل أن هذا التنسيق (يتم للتصدي للتهديد الإرهابي الذي تضاعف اليوم لاسيما مع ارتفاع الجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية). وفيما يتعلق بتطبيق اتفاق السلم والمصالحة الوطنية في مالي المنبثق عن مسار الجزائر ذكر السيد مساهل بالتقدم المحرز خلال الاجتماع الرفيع المستوى للجنة متابعة الاتفاق الذي انعقد يوم الجمعة بباماكو برئاسة الجزائر مؤكدا أنه لاحظ (حركية في هذا الشأن). وأشار إلى أن ثلاثة مسائل كبرى تعد أساسية في الوقت الراهن وهي -كما قال- (تنصيب السلطات الانتقالية في شمال مالي) و(تفعيل الدوريات المشتركة) و(وضع آلية حوار دائمة لكل الأطراف المالية). وأضاف قائلا (هناك إرادة مشتركة لمواصلة العمل سويا مما سيمكن المؤسسات المالية من الاضطلاع بدورها في مالي في كنف الهدوء والسكينة للتصدي للتهديدات الحقيقية التي تتمثل في الإرهاب والجريمة المنظمة). مالي يرغب في الاستفادة من التجربة الكبيرة للجزائر من جهته جدد وزير الأمن والحماية المدنية المالي ساليف تراوري يوم الاثنين بالجزائر العاصمة رغبة بلده في ترقية الشراكة الأمنية مع الجزائر والاستفادة من ( التجربة الكبيرة) للجزائر في مجال مكافحة الإرهاب. وفي تصريح له عقب لقاء مع وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل أكد السيد تراوري يقول: لدينا عدو واحد اسمه الإرهاب. والجزائر تتمتع بتجربة كبيرة في هذا المجال. لهذا فإن الدافع الرئيسي لزيارتي (...) هو معرفة إلى أي مدى يمكننا تعزيز التعاون الأمني. كما أضاف يقول: (نعتزم رفقة الجزائر تعزيز أمننا في إطار الشراكة جنوب-جنوب). وقد أشاد السيد تراوري الذي تطرق مع السيد مساهل إلى الوضع الأمني وتنفيذ اتفاق السلم والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر (على الاهتمام والدعم المتزايد الذي تقدمه الجزائر للشعب المالي وكذا للاستقرار في هذا البلد الشقيق (مالي)). في هذا الشأن ذكر الوزير المالي بنجاح الاجتماع الرفيع المستوى للجنة متابعة الاتفاق المنعقد يوم الجمعة بباماكو برئاسة الجزائر. وعليه قال السيد تراوري (مكننا هذا الاجتماع من التوصل إلى قرارات نأمل أن تسمح لنا بتحقيق أهدافنا في أقرب وقت). ويذكر أن اتفاق السلم والمصالحة بمالي الموقع في مرحلة أولى في ماي 2015 وفي مرحلة ثانية في جوان من نفس السنة من طرف جميع الأطراف المالية بباماكو قد تم التوصل إليه بعد خمس جولات من الحوار الذي انطلق في جويلية 2014 بقيادة وساطة دولية ترأستها الجزائر. ومن أجل مكافحة ناجعة للإرهاب قال السيد تراوري (يجب أولا البدء بالاعتماد على النفس) مضيفا أن المبادرة (ليست حصرية غير أنها تضاف إلى مبادرات أخرى).