تصريحات مثيرة في محاكمة شابين متهمين بتهديدها.. ** ناقشت أمس محكمة جنايات مجلس قضاء الجزائر العاصمة ملف شابين ينحدران من ولاية المسيلة متابعان بجناية عدم التبليغ عن جناية وبث الرعب وخلق جو انعدام الأمن التي طالت السفارة الأمريكيةبالجزائر بعد تعرضها لتهديدات واستفزازات من طرف الجماعات الإرهابية النشطة في التراب الوطني ما أحدث حالة من الهلع والرعب وسط الهيئة الدبلوماسية وهو الملف الذي كشف أن موظفة بالسفارة حاولت تجنيد إرهابي سابق لمدها بمعلومات حول نشاط جماعة (بلمختار) في الصحراء غير أنه أبلغ مصالح الأمن التي طالبت منه التعاون وسهّلت له مهمة إجراء مكالمات هاتفية من مكتب عميد شرطة. وقائع هذه القضية تعود إلى تاريخ 16 مارس 2013 حين تلقت فرقة مكافحة الإرهاب والتحريض بالمقاطعة الوسطى للشرطة القضائية محضرا بناء على مراسلة أصدرها المكتب الجهوي للأمن التابع لسفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية المعتمدة بالجزائر للتبليغ عن مضايقات واستفزازات هاتفية تلقتها من قبل المدعو (ب.علي) أعزب بدون مهنة ويبلغ من العمر 27 سنة الذي سبق له وأن قصد مصالح السفارة يومي 27 جانفي و13 فيفري من السنة الجارية وأخطرهم أن الجماعات الإرهابية تنوي تفجير مقر السفارة الأمريكية ليتم فتح تحقيق بهذا الشأن حيث تم إيقاف المشتبه فيه. وهي الواقعة حسب ادعاءات السفارة الأمريكيةبالجزائر التي أحدثت حالة رعب ولا أمن في صفوف أعضاء الهيئة الدبلوماسية الأمريكية ومن خلال مباشرة التحريات واستجواب المتهم المشتبه فيه الذي أنكر الأفعال المنسوبة له وأكد لمصالح الأمن الجزائرية أنه قصد السفارة الأمريكيةبالجزائر من أجل الاستفسار عن إجراءات منح التأشيرة ليتراجع ويؤكد أنه رافق المدعو (س.م) وهو تاجر يمتهن بيع الأعشاب من المسيلة إلى العاصمة وأن هذا الأخير عرّفه على شخص سوري اللهجة بغية تجنيده من أجل الالتحاق بالمعارضة السورية ليتوجه برفقته إلى مقر السفارة الأمريكية وهناك عرضت عليه موظفة أمريكية بذات الهيئة الدبلوماسية تزويدها بمعلومات عن الجماعات الإرهابية المسلحة بالصحراء النشطة تحت إمارة (مختار بلمختار) وكذا المخططات التي تستهدف المصالح الأمريكية مقابل مبالغ مالية تقدر ب10 آلاف أورو عن كل معلومة محذرة إياه بعدم الإفصاح عن الإتفاق للسلطات الجزائرية. حيث أفاد أثناء التحقيق معه بأنه فعلا اتصل بمصالح السفارة الأمريكية من خلال إجراء عدة مكالمات هاتفية وأعلمهم أنه قد سبق وأن أدين ب3 سنوات سجنا نافذا عن ارتكابه جناية الإنخراط في جماعة إرهابية وعمره 17 سنة عقب القبض عليه على مستوى منطقة الثنية بولاية بومرداس سنة 2007 حين كان بصدد نقل رسالة لخاله الإرهابي الذي يعد أمير تلك المنطقة وأن لديه اتصالات تمكنه من الحصول على معلومات تخص الجماعات الإرهابية كما أكد أن المصالح الدبلوماسية الأمريكية عرضت عليه شريط فيديو يخص تهديدات أطلقها الإرهابي مختار بلمختار يحرّض على ضرب مصالح أمريكا لتطلب منه ممثلة السفارة الأمريكيةبالجزائر إفادتها بمعلومات بخصوص المنفذين لهذا الاعتداء مقابل أية طلب يتقدم به كما استرسل تصريحات بالقول أنه تعرف على الإرهابي (ب.م) أثناء تواجده بالمؤسسة العقابية وقد التقى به سنة 2013 وتبادل معه أطراف الحديث. واستمرارا للتحريات تم توقيف المتهم الثاني 32 سنة متزوج وهو تاجر في الأعشاب يدعى س.م الذي نفى تصريحات المتهم الأول وقال أن الأخير هو من طلب منه مساعدة شخصين ماليا وضرب له موعدا وعند لقائه وجده بمعية شخصين ملتحيين كانا يرتديان الزي الأفغاني فراودته شكوك في الأمر ليفند علاقته بتجنيد الجزائريين للانضمام بالمعارضة السورية كما فند قدومه للعاصمة يوم 27 جانفي 2014 مثلما ادعاه المتهم الأول بل أنه قدم إليها في اليوم الموالي رفقة المدعوان (ن.ن) و(غ.ل) من أجل بيع الأعشاب. وخلال جلسة المحاكمة ومناقشة الملف تمت مواجهة المتهمين بتصريحاتهما وما قاله كل واحد عن الآخر غير أنهما أنكرا الادّعاءات المنسوب لهما وراح كل واحد منهما يلفق للآخر اتصاله بالآخر كما تمسك (ب.علي) بأن السفارة فعلا حاولت تجنيده كجاسوس وقد أبلغ مصالح الأمن والتي بدورها طلبت منه التعامل معها وأن جميع الاتصالات الهاتفية التي أجراها كانت من مكتب عميد شرطة بولاية المسيلة ليلتمس لهما النائب العام عقوبة 20 سنة سجنا نافذا فيما لم يحضر ممثل عن الهيئة الدبلوماسية الأمريكيةبالجزائر لتثبيت الادعاء.