عشرات المدنيين تحت الأنقاض والنزوح يتواصل حرب الشوارع تحرق الموصل تمكنت القوات العراقية مدعومة بوحدات أميركية خاصة من الفرقة المجوقلة 101 من السيطرة على جسر الحرية الرابط بين جانبي الموصل بالتزامن مع اشتباكات وقصف في المحور الشمالي الغربي وحرب شوارع على مشارف أحياء الدواسة والدندان والشهداء. وأسفر القصف الجوي والصاروخي عن مقتل 41 مدنيا بينهم 23 طفلا وامرأة منذ فجر الإثنين بينما أكدت مصادر طبية وجود عدد من العوائل تحت أنقاض عمارة سكنية من ستة طوابق في حي المحطة وسط الموصل ويبلغ مجموعهم نحو 40 شخصا فشلت جهود استخراجهم ويرجح أن من بينهم أحياء قد تكتب لهم النجاة لو تجاوبت القوات العراقية والتحالف الدولي مع نداءات منظمات محلية وأوقفت النيران للوصول إليهم. وذكرت مصادر عسكرية عراقية أن المعارك تسير على نحو متصاعد منذ فجر أمس إذ تخطط قيادة الجيش لاقتحام حيي الدواسة والدندان وسط مقاومة شرسة من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وبحسب ضابط رفيع في قيادة عمليات الجيش العراقي فإن المحور الغربي من المدينة شهد اليوم السيطرة على حي الصمود بالكامل والتقدم نحو حي المنصور. ومنذ 19 فيفري الماضي تشن القوات العراقية عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على الجانب الغربي من الموصل بعد أن أعلنت في 24 جانفي الماضي استعادة الجانب الشرقي للمدينة من تنظيم داعش. على الجانب الثاني قالت مصادر محلية في مناطق سيطرة التنظيم داخل الموصل إن الضحايا الذين يقتلون يتم دفنهم بحدائق المنازل والساحات العامة بعدما سيطرت قوات الجيش على المقبرة الوحيدة في الساحل الغربي. ووفقا للمصادر ذاتها فإن عدد الضحايا بلغ المئات ولا يوجد علاج للمصابين مما يجعل الحصيلة بين المدنيين في ارتفاع مستمر. ويمنع تنظيم داعش السكان من مغادرة الأحياء التي يسيطر عليها بينما تستخدم القوات المهاجمة والتحالف الدولي القوة المفرطة في اقتحامها وتتسبب بسقوط عشرات المدنيين. وقال فاضل أحمد وهو ناشط إنساني يتواجد مع فريق إغاثي تابع للأمم المتحدة إن حصيلة الضحايا قد تكون أعلى من معركة الساحل الشرقي مضيفا أن التحالف الدولي بلا شك تسبب بقتل وجرح عشرات المدنيين إن لم يكن مئات في الموصل والأنبار. نزوح جارف وفي آخر الأرقام المأساوية أفادت المنظمة الدولية للهجرة أن عدد نازحي الموصل ارتفع بشدة خلال الأيام الماضية وتجاوز 200 ألف من مجمل المدينة. وأظهر مؤشر المنظمة لتتبع النزوح من الموصل أن العدد الإجمالي للنازحين من الموصل منذ بدء الهجوم على داعش بالمدينة في أكتوبر تجاوز 206 آلاف مقابل 164 ألف في 26 فيفري أما غرب الموصل فقد تخطت أعداد النازحين من هذا الجزء ال 40 ألفاً وذلك خلال أسبوع واحد من انطلاق المعارك الرامية لاستعادتها من داعش. وفي هذا السياق عبرت وكالات الإغاثة في المدينة عن مخاوفها من تسارع وتيرة النزوح في الأيام القليلة الماضية وذلك مع اقتراب القتال من المناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة. كما حذر المسؤولون العراقيون من تضاعف أعداد النازحين مع توغل القوات العراقية أكثر في الأحياء المكتظة وذلك وسط اتهامات للحكومة بالتقصير في بعض المناطق وتخبط إداراتها أمام حجم الكارثة لاسيما أن الأممالمتحدة كانت قد قدرت أن أعداد النازحين قد تصل إلى 400 ألف. يذكر أن وزير الهجرة والمهجرين العراقي جاسم محمد الجاف انتقد السبت ما اعتبره (تقصير) الأممالمتحدة والمنظمات التابعة لها بالواجبات المناطة بها تجاه نازحي الساحل الأيمن من مدينة الموصل.