تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي لمرضى تريزوميا 21 دعوات للإدماج الفعلي لهذه الفئة في الأوساط الاجتماعية والتربوية دعا ممثلو جمعيات المصابين بالتثلث الصبغي المعروف بتريزوميا 21 إلى ضرورة الإدماج الفعلي والجاد لهذه الفئة بيداغوجيا واجتماعيا بالأقسام المتخصصة التي أنشأتها الدولة قصد التخفيف من معاناتها وذلك احتفالا باليوم العالمي لهذه الفئة الذي يصادف 21 مارس من كل سنة. ق. م وقد عبر رئيس جمعية (تريا) للمصابين بهذه الإعاقة السيد سفيان عاتك عن أسفه لتهميش هذه الفئة مقارنة بفئات ذوي الاحتياجات الخاصة الأخرى داعيا إلى ضرورة إدماجها فعليا تربويا واجتماعيا بالأقسام المتخصصة التابعة للقطاع العمومي للتخفيف من معاناتها وكذا معاناة أسر هؤلاء الأطفال كما اعتبر أن الطريقة البيداغوجية المطبقة حاليا في تمدرس المصابين بالتريزوميا 21 لاتتماشى مع حالة الأطفال النفسية والعقلية مؤكدا بأن التجربة أثبتت في العديد من الحالات أن ضمان تكفل جيد بهذه الفئة يساهم في إدماجها بسهولة في المجتمع ويشجعها على الاستقلالية في القيام بواجباتها اليومية على غرار الأطفال الذين هم في صحة جيدة. من جهة أخرى أكد رئيس جمعية شمس للفنون العلاجية جمال مراحي أن الجمعية توصلت من خلال الورشات التي تعرضها على غرار المسرح والموسيقى والفن التشكيلي والأشغال اليدوية والرياضية إلى إدماج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في الحياة اليومية بما فيهم المصابون بتريزوميا 21. وأوضح في هذا الإطار أنه من بين 260 منخرط بالجمعية 120 هم من تريزوميا 21 يتلقون معاملة مثلهم مثل الأطفال العاديين مما سهل حسبه تأهيلهم في النطق والنمو الحركي الدقيق عن طريق استعمال الآت ودروس موسيقية تستدعي تركيزا خاصا نظريا وتطبيقيا. ودعا بالمناسبة إلى عدم تهميش هذه الفئة التي أثبت تأقلمها وإدماجها بالمجتمع من خلال مشاركتها في التظاهرات الثقافية الوطنية والدولية وقد تلقت تشجيعات من طرف الجمهور ليس تضامنا معها بل لنوعية العروض الفنية المقدمة مما زاد حسبه في ثقتها بالنفس وتغيير نظرة المجتمع إليها كما ساهم هذا الإدماج واحتكاك هذه الفئة بالآخرين في الدعم المعنوي والنفسي لها ولعائلاتها حيث توصل بعضها بعد سنوات من التكوين إلى ضمان تأطير مصابين آخرين من نفس الفئة. من جهة أخرى تأسف بعض أولياء الأطفال المصابين بهذا الخلل لغياب تأطير بيداغوجي حقيقي رغم الاتفاقية المبرمة بين وزارتي التضامن الوطني والتربية الوطنية للتكفل بهذه الفئة الهشة من المجتمع الجزائري حيث تم إسناد هذه المهمة إلى حاملي شهادات جامعية غير مؤهلين لمثل هذا التأطير ويتم تشغيلهم في إطار الشبكة الاجتماعية مؤكدين عدم استمرار هؤلاء في هذه المهمة بعد حصولهم على منصب عمل دائم مما يترك هذه الفئة بدون معلمين لفترة طويلة من الزمن ويعيق مواصلة الدراسة. وفي ذات السياق عبَرت كل من السيدتين أسماء وحميدة وهما عضوتان بجمعية (تريا) عن أسفهما لغلق أقسام مدرسة بوزريعة المتخصصة في متابعة تمدرس هذه الفئة لأسباب يجهلها الأولياء مما يزيد حسبهما- من تهميش هذه الفئة مشيرتين إلى التكلفة الباهضة المطبقة من طرف بعض الجمعيات والمدارس الخاصة التي تفرض ما يزيد عن 170 ألف دج كتكاليف للسنة الدراسية الواحدة. كما سجلتا استياءهما للبرامج البيداغوجية التي تتلقاها هذه الفئة وهي نفسها المطبقة بالمؤسسات التربوية العادية حيث لا تتماشى والإعاقة الذهنية لهذه الفئة ناهيك عن رفض المعلمين ومسيري بعض المؤسسات إدماجهم ضمن الأقسام العادية. ومن جانب آخر سجلت كل من السيدة فلة أم لشاب يبلغ من العمر 32 سنة مصاب بخلل تريزوميا 21 ومحمد أب لطفلة تبلغ 9 سنوات مصابة بنفس المرض ارتياحهما للنتائج المحققة من خلال متابعة دروس تحضيرية بمدرسة بن عكنون المتخصصة في التكفل بذوي الاحتياجات الخاصة قصد إدماجهم بالمدارس العادية. وشددا على ضرورة مرافقة تمدرس هؤلاء الأطفال بالبيت من طرف الأسر وتقبل إعاقتهم دون مراعاة نظرة المجتمع إليهم مؤكدين على الإدماج الجيد لأبنائهما حيث يواصل ابن فلة استفادته من عدة تخصصات في التكوين المهني مع استقلالية تامة في القيام بوجباته اليومية في حين تواصل ابنة محمد متابعتها لدروس موسيقية نظرية وتطبيقية بإحدى الجمعيات.