فشل هرفي رونار في تحقيق نتائج إيجابية مع اتحاد العاصمة للمرّة الثانية على التوالي يعني أن الأموال الطائلة لا تصنع فريقا قويا في فترة وجيزة جدّا، لأن ما يحدث لتشكيلة "سوسطارة" منذ بداية الموسم الجاري يعدّ بمثابة تأكيد على حتمية إعادة النّظر في السياسة المنتهجة لبلوغ الأهداف المسطّرة، والتي تتماشى مع الأموال الضخمة التي وضعها المسؤول الأوّل على إدارة الاتحاد علي حدّاد الذي بدا مع مرور الوقت يعترف بأن اللاّعب الجزائري عندما يتحصّل على أموال ضخمة يصبح يفكّر في أمور أخرى ولا يقدّم ما هو مطلوب منه فوق الميدان، وهو ما زاد من انحطاط مستوى الكرة الجزائرية. طبعا، وجود مدرّب بحجم رونار في اتحاد العاصمة يعني أن إدارة حدّاد تفكّر في جعل الاتحاد فريقا محترفا بأتمّ معنى الكلمة، لكن بالمقابل يجب مراجعة الحسابات في الطريقة المسيّرة بداية من الموسم المقبل بإبعاد اللاّعبين الذين يلهثون وراء أموال حدّاد على حساب المصلحة العامّة للفريق، وهو ما ينطبق على كافّة الفرق التي تدّعي أنها محترفة على غرار مولودية الجزائر التي راحت ضحّية وجود أناس ليست لهم أيّ علاقة بهذا النّادي العريق في صورة المدرّب المغمور كمال عاشوري الذي يبقى من بين التقنيين الذين ساهموا بقسط كبير في تراجع مستوى كرتنا لأنه لا يفقه شيئا في مجال التدريب، كما هي للعديد من المدرّبين الذين أثبتوا ميدانيا أنهم غير مؤهّلين لتقديم الإضافة وحلّ أزمة الكرة الجزائرية، وبالتالي يمكن القول إن مشكل كرتنا يكمن بالدرجة الأولى في التسيير وفتح المجال لمدرّبين مغمورين لتدريب فرق تدّعي أنها محترفة·