عبد الله بن أبي بكر : [ شقيق أسماء بنت أبي بكر أمهما قتيلة بنت عبد العزي من بني عامر بن لؤي القرشية ] غلام شاب ثقف لقن يدلج من عندهما بسحر فيصبح مع قريش بمكة كبائت فلا يسمع أمرا يكتادان به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام . وقد ذكره صاحب ( در السحابة في بيان مواضع وفيات الصحابة ) بأنه شهد الطائف مع رسول الله صلي الله عليه وسلم فرمي بسهم فجرحه فاندمل جرحه ثم انتفض به فمات في مكة من أول خلافة أبيه . ** أسماء بنت أبي بكر : هي أكبر ولد أبي بكر أسلمت بعد 17 نفسا روت تقول : صنعت سفرة للنبي صلي الله عليه وسلم وأبي بكر حين أرادا المدينة فقلت لأبي : ما أجد شيئا أربطه إلا نطاقي قال : فشقيه ففعلت فسميت ذات النطاقين . وتحدثنا كتب السيرة أنه لما طاش صواب المشركين بحثا عن النبي صلي الله عليه وسلم وصاحبه ذهب نفر منهم إلي بيت أبي بكر وكان فيهم أبو جهل وسألوا عن أبي بكر فأجابتهم أسماء قائلة :لا أدري فلطمها أبو جهل لطمة منكرة طرح منها قرطها . وحين خرج رسول الله صلي الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر احتمل أبو بكر ماله كله معه ( 5آلاف أو 6 آلاف درهما ) فدخل أبو قحافة رضي الله عنه وقد كف وذهب بصره علي أحفاده يتقصي حالهم وإذا بأسماء تطمئنه بأن أباها ترك لهم ما يكفيهم. . ثم إنها كانت حبلي في عبد الله ومع أنها كانت في أيامها الأخيرة من الحمل إلا أنها كانت تحمل الطعام وتذهب إليهما به فتصعد الجبل الشاهق ضاربة بذلك أروع الأمثلة والنماذج في الإيمان والإخلاص والصبر وتحمل المشاق . ثم إنها هاجرت إلي المدينة وهي حامل متم فوضعت عبد الله بن الزبير بقباء فكان أول مولود للمهاجرين فى المدينة . (النعمان بن بشير الأنصاري رضي الله عنه هو أول مولود من الأنصار من بعد الهجرة ) وقد عاشت ذات النطاقين رضى الله عنها إلي أن ولي ابنها عبد الله بن الزبير الخلافة ثم قتل فماتت بعده بقليل مكفوفة البصر عجوزا طوالة عمرها 100 عام لتكون آخر المهاجرين والمهاجرات وفاة . ( توفيت فى مكة فى سنة 73 ه ) . ** عامر بن فهيرة ( أبو عمر ) : مولي أبي بكر الصديق كان من السابقين للإسلام وكان قارئا كاتبا ذكره ابن القيم في ( زاد المعاد ) ضمن كتّاب النبي صلي الله عليه وسلم كما ذكره ابن الجوزي في ( صفة الصفوة ) ضمن من شهد غزوتي بدر وأحد وقتل شهيدا يوم بئر معونة سنة 4 ه وهوابن 40 سنة . كان دوره في ليالي الغار أن يرعي منحة من غنم فيريحها عليهما حين تذهب ساعة من العشاء فيبيتان في رسل وهو لبن منحتهما حتى ينعق عامر بغلس يفعل ذلك في كل ليلة من تلك الليالي الثلاث وفي الطريق إلى يثرب ( المدينةالمنورة بنور رسول الله صلى الله عليه وسلم ) يردفه الصديق خلفه مصاحبا لهما . ... وفي أثناء الرحلة الميمونة المباركة يأمره النبي صلي الله عليه وسلم أن يكتب كتاب أمن لسراقة بن مالك حين لحق بالركب المبارك فكتب . ** سراقة بن مالك الجعشمي الكناني المدلجي أبو سفيان : لحق برسول الله صلي الله عليه وسلم يرجو أن يرده إلي قريش فيقبض الجائزة (مائة ناقة ) ويدعو النبي صلي الله عليه وسلم قائلا : اللهم أكفيناه بما شئت ..... ويتحقق الدعاء فورا ..... فيعتدل ميزان سراقة فى الحال فبعد أن كان أول النهار جاهدا عليهما يصبح في آخره حارسا ومسلحة لهما إذ يرجع فلا يلقي رضي الله عنه أحدا من الطلب إلا رده وقد وعده النبي صلي الله عليه وسلم في نبوءة نبوية محققة أن يلبس سواري كسري أنو شروان إذ تحقق ذلك بعد فتح المدائن ( عاصمة الفرس ) في عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه كان سراقة وقتئذ قد كف بصره أتى يقوده غلامه إلي حيث أمير المؤمنين عمربن الخطاب رضي الله عنه فيلبسه سواري كسري . كما وعده الصادق المعصوم صلوات ربنا وسلامه عليه . ** عبد الله بن أريقط الدئلي الليثي : وصفته السيدة عائشة رضي الله عنها بأنه كان هاديا خريتا ( أي ماهرا بالهداية ) استأجراه دليلا لهما في رحلتهما وواعداه غار ثور بعد ثلاث فأتاهما في الموعد لتبدأ الرحلة الخالدة الميمونة المباركة ثم إنه سلك بهم طريق الساحل غير المطروق .....( حوالي 200 ميل ) وقد وصف محطات هذا الطريق الوصف الدقيق الأستاذ الدكتور حسين مؤنس في كتابه القيم الماتع ( أطلس تاريخ الإسلام ) وذكر فيه أن وصول ركب الهجرة المبارك إلي قباء كان فى يوم الاثنين 12 ربيع الأول عام 1 ه الموافق 24 سبتمبر عام 622 م