أ عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: صيام يوم عاشوراء: أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله (رواه مسلم:1976). ب عن عبيد الله بن أبي يزيد أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما وسئل عن صيام يوم عاشوراء فقال: ما علمت (أنَّ) رسول الله صلى الله عليه وسلم صام يوماً يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم ولا شهراً إلا هذا الشهر يعني: رمضان (أخرجه البخاري 4/215 216 ومسلم:1132). يخلق الله ما يشاء ويختار قال عزالدين بن عبدالسلام: وتفضيل الأماكن والأزمان ضربان: أحدهما: دنيويٌّ.. والضرب الثاني: تفضيل ديني راجع إلى أنَّ الله يجود على عباده فيها بتفضيل أجر العاملين كتفضيل صوم رمضان على صوم سائر الشهور وكذلك يوم عاشوراء.. ففضلها راجع إلى جود الله وإحسانه إلى عباده فيها (قواعد الأحكام1/38). متى هو يوم عاشوراء؟ أ قال ابن قدامة في المغني (3/174): عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرم وهذا قول سعيد بن المسيب والحسن لما روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوم يوم عاشوراء العاشر من المحرم (رواه الترمذي وقال: حديث صحيح حسن). أيهما أفضل: يوم عرفة أم يوم عاشوراء؟ أ قال ابن حجر في فتح الباري (4/315): روى مسلم من حديث أبي قتادة مرفوعاً: إن يوم يوم عاشوراء يكفر سنة وإن صيام يوم عرفة يكفر سنتين . وظاهره أن صيام يوم عرفة أفضل من صيام يوم عاشوراء وقد قيل في الحكمة في ذلك: إن يوم عاشوراء منسوب إلى موسى عليه السلام ويوم عرفة منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلذلك كان أفضل اه. ب وقال ابن القيم في بدائع الفوائد (م2/ج4/ص293): فإن قيل: لم كان عاشوراء يكفر سنة ويوم عرفة يكفر سنتين؟ قيل: فيه وجهان: أحدهما: أن يوم عرفة في شهر حرام وقبله شهر حرام وبعده شهر حرام بخلاف عاشوراء. الثاني: أن صوم يوم عرفة من خصائص شرعنا بخلاف عاشوراء فضوعف ببركات المصطفى صلى الله عليه وسلم . هل كان عاشوراء قبل أن يفرض رمضان واجباً أم مستحباً؟ اختلف العلماء: هل كان صوم ذلك اليوم واجباً أو مستحباً؟ على قولين مشهورين أصحهما أنه كان واجباً ثم إنه بعد ذلك كان يصومه من يصومه استحباباً ولم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم العامة بصيامه بل كان يقول (هذا يوم عاشوراء يكفر سنة وصوم يوم عرفة يكفر سنتين). ولما كان آخر عمره صلى الله عليه وسلم وبلغه أنّ اليهود يتخذونه عيداً قال: لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع ليخالف اليهود ولا يشابههم في اتخاذه عيداً ) اه.[ ابن تيمية كما في مجموع الفتاوي (25/311)] الحكمة من استحباب صيام اليوم التاسع قال ابن حجر رحمه الله في تعليقه على حديث لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع : ما همَّ به من صوم التاسع يحتمل معناه أن لا يقتصر عليه بل يضيفه إلى اليوم العاشر إما احتياطاً له وإمَّا مخالفة لليهود والنصارى وهو الأرجح (فتح الباري 4/245). أحوال النبي صلى الله عليه وسلم في عاشوراء؟ أ عن عائشة رضي الله عنها قالت: كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه فلما هاجر إلى المدينة صامه وأمر الناس بصيامه فلما فرض شهر رمضان قال: فمن شاء صامه ومن شاء تركه (رواه البخاري/2002 ومسلم /112 واللفظ لمسلم). ب والنبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون عاشوراء وقالوا إنّ موسى صامه وإنه اليوم الذي نجوا فيه من فرعون وغرق فرعون فصامه النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه وقال: نحن أحق بموسى منهم (رواه مسلم). قال ابن حجر: وعلى كل فلم يصمه النبي صلى الله عليه وسلم اقتداء بهم فإنه كان يصومه قبل ذلك وكان ذلك في الوقت الذي يجب فيه موافقة أهل الكتاب فيما لم ينه عنه (فتح الباري4/291 288). وقال النووي-رحمه الله- في شرحه لصحيح مسلم: قال القاضي عياض: وقد قال بعضهم: يحتمل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصومه بمكة ثم ترك صيامه حتى علم ما عند أهل الكتاب فصامه...ومختصر ذلك أنه صلى الله عليه وسلم كان يصومه كما تصومه قريش في مكة ثم قدم المدينة فوجد اليهود يصومونه فصامه أيضاً بوحي أو تواتر أو اجتهاد لا بمجرد إخبارهم والله أعلم . صيام التاسع والعاشر لمن عليه قضاء رمضان من الأخطاء صيام اليوم التاسع والعاشر وعليه قضاء رمضان وهذا خطأ يجب التنبه إليه لأن القضاء فرض وصيام اليوم التاسع والعاشر سنة ولا يجوز تقديم السنة على الفرض فمن بقى عليه أيام رمضان وجب صيام ما عليه ثم يشرع بصيام ما أراد من التطوع المنصوص عليه شرعاً كيوم عاشوراء والتاسع مثله مراتب صيام عاشوراء أ أن يصوم اليوم العاشر ويكون قد صام عاشوراء. ب أن يصوم يوماً قبله أو يوماً بعده. وكلما زاد الإنسان الصيام في شهر محرم كان أجره أعظم. وأما حديث ابن عباس: صوموا يوم عاشوراء وخالفوا فيه اليهود صوموا قبله يوماً وبعده يوماً فالحديث ضعيف (ضعيف الجامع الصغير رقم3506).