ارتبط عيد الأم في الجزائر بآخر أحد من شهر ماي وتتزامن المناسبة في هذه السنة مع الحدث الكروي البارز، وسوف تتأثر به من دون شك لاسيما وأن جل الأمهات الجزائريات قلوبهن مشدودة نحو جوهانسبورغ بجنوب إفريقيا، لذلك ارتأى البعض من الأبناء المزاوجة بين الحدثين البارزين واختاروا أن تحمل الهدايا نكهة المونديال على غرار الحلويات الحاملة للألوان الوطنية، وابتعدوا في هذه السنة عن العطور والملابس والأحذية التي اعتادوا عليها في السنوات الماضية، ذلك كله لإضفاء جو حماسي بهيج في البيوت الجزائرية لاسيما وأن الفارق الزمني بين المناسبتين لا يتعدى أسبوعا واحدا. تقاطعت مناسبة عيد الأم في هذه السنة وأجواء المونديال لذلك فضل الأبناء إلباسها حلة المونديال بتقديمهم هدايا للأمهات تتوافق والحدث الكروي البارز، لاسيما وأن الأمهات تأثرن كثيرا بتلك الأحداث الكروية وذرفن دموعا ودعون الله تعالى من أجل فوز المنتخب الوطني، ذلك ما دفع ببعض الأبناء إلى اقتناء تورتات وهدايا بطعم المونديال في هذه السنة لاسيما وأن السوق وفرتها بكثرة، فمن التحف التذكارية الحاملة للألوان الوطنية إلى الوسادات وغيرها من المقتنيات الجذابة. وعلى الرغم من الاختلاف الحاصل في تحديد تاريخ المناسبة إلا أن العالم يولي اهتماما بالغا بها، وهناك اتفاق على ضرورة الاحتفاء بها تقديرا لمكانة الأم وتبجيلا لها في كامل المجتمعات العربية منها والغربية. فالنرويج تقيم عيد الأم في الأحد الثاني من شهر فيفري، أما في الأرجنتين فهو في يوم الأحد الثاني من شهر أكتوبر، في جنوب إفريقيا يكون الاحتفال بعيد الأم في الأحد الأول من شهر ماي، وفي لبنان يكون في اليوم الأول من فصل الربيع، أما في فرنسا فيكون الاحتفال به في يوم الأحد الأخير من شهر ماي ويجتمع أفراد الأسرة من أجل العشاء معا وتقدم كعكة للأم. فمعظم دول العالم تولي أهمية كبرى لهذا العيد ومثلها الجزائر التي تقدر هي الأخرى كبلد عربي ما للأم من مكانة واحترام بالغين، ويتم الاحتفال بذلك اليوم في أغلب الأسر الجزائرية ويعبر فيه جل الأبناء عن حبهم وشكرهم الكبير لأمهاتهم اللواتي مهما قدّموا لهن لا يعادل ذرة مما قدمته لهم الأمهات في الصغر وحتى في الكبر. وسيلبس حتما عيد الأم في هذه السنة حلة حاملة للألوان الوطنية وستتنوع ألوان الهدايا بين اللون الأحمر والأخضر والأبيض، ذلك ما اختاره الأبناء المهووسون بحب المنتخب الوطني وأمهاتهم كذلك. وفي هذا الصدد قمنا بجولة ببعض الأسواق لرصد الأجواء التي طبعت مناسبة عيد الأم المزدوجة مع اقتراب الحدث الكروي البارز واقتربنا من البعض لاستفسارهم عن نوع الهدايا المقدمة في هذا اليوم الذي ليس كسائر الأيام بالنسبة للأمهات. قالت فيروز التي وجدناها تتفقد بعض المقتنيات الرياضية إن أمها مدمنة على تتبع أخبار الخضر وهي دائمة الدعاء لنصرتهم في المواعيد الكروية السالفة واللاحقة، وبذلك ارتأت أن تكون الهدية المقدمة لها هي باقة من الورود الحمراء والبيضاء التي تكمّل أغصانها الخضراء الألوان الوطنية كعربون محبة منها إلى أمها. أما سمير فقال إنه بصدد إيداع طلبية لصنع تورتة حاملة للألوان الوطنية بغرض الاحتفاء بها في تلك الليلة من أجل جلب الفأل الحسن للعائلة وللفريق الوطني الذي ينتظر الكل مفاجآته الإيجابية في المونديال على أحر من الجمر، وبذلك تكون الفرصة للاحتفال بعيد الأم ونصرة الفريق الوطني. أما اسمهان فقالت إنها تريد شراء وسادات مصغرة كهدية لأمها والتي شكلت على شكل قلوب حاملة للراية الوطنية لاسيما وأن القلوب ترمز إلى التعبير عن الحب، والشيء الأجمل أن تعبر تلك القلوب عن حب الأم وحب الوطن وعشق رايته حتى النخاع مرة واحدة. وبذلك اتفق الجميع أن يكون عيد الأم في هذه السنة بطعم المونديال مهما اختلفت تلك الهدايا لإدخال الفرحة على قلوب الأمهات، وخلق تلك الأجواء الحماسية قبيل المونديال.