بدأت أجواء المونديال تهيمن على الأحياء والمقاطعات العاصمية، ذلك الحدث الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى أياما معدودات، بحيث سارعت معظم المحلات إلى عرض المقتنيات الرياضية ومنها حتى من استبدلت نشاطاتها وتحولت إلى ذلك النشاط المربح الذي يعود على أصحابه بالملايين، لاسيما وأن تلك الأحداث سوف تتزامن مع العطل السنوية ولا يتوانى أحد على التزود بتلك المقتنيات التي صنعت الحدث في السابق وستصنعه حتما في الأيام المقبلة تبعا لأهمية المواعيد الكروية التي تنتظر الخضر. مباشرة بعد شدِّ الفريق الوطني رحاله إلى سويسرا لبدء التربصات المغلقة والتحضيرات للحدث الكروي البارز الذي هو على بعد أيام، بدأت الأجواء الرياضية تصنع الحدث في جل المقاطعات العاصمية وحتى خارج العاصمة، ميزها انطلاق تجارة المقتنيات الرياضية التي عُلّقت بالمحلات واصطفت بالطاولات، وكلها تحمل أسماء نجوم المنتخب الوطني على غرار زياني، مطمور، عنتر يحي، حليش... وغيرهم من صانعي بطولات الخضر وقد عرفت إقبالاً منقطع النظير من طرف الزبائن، منهم من تقدم منها بغية الشراء ومنهم من تفقدها قصد إعادة إحياء الأجواء الاحتفائية التي عاشتها الجزائر منذ أشهر قليلة بعد افتكاك الخضر لتأشيرة الدخول إلى منافسات المونديال. وينتظر الكل تلك الأجواء المميزة التي عاشتها العاصمة وغيرها من المدن بل كل ولايات الوطن لاسيما وأن هذا الحدث الكروي الهام هو من أبرز الأحداث التي سيدخل غمارها الفريق الوطني وسيخوض مقابلات مع أندية عالمية ذاع صيتها وشهرتها على غرار المنتخب الإنجليزي. ولرصد بعض الأجواء التي بدأت بعض المقاطعات العاصمية تعيشها استعدادا لانطلاق المونديال وتحضيراً لمناصرة الفريق الوطني من بعيد لمن لم تتح له فرصة التنقل والطير من ورائه إلى جنوب إفريقيا بالنظر إلى التكلفة الباهظة التي لا يقوى عليها الجميع، انتقلنا إلى ذات الأماكن، وقابلنا الصوت المدوي للموسيقى، حيث انطلقت من تلك الأجهزة الموصولة بمكبرات الصوت، أغاني رياضية تشيد بالخضر وبما صنعوه، بعد أن أدخلوا البهجة على قلوب الجزائريين والتي لم يعيشوها منذ سنوات. بساحة أول ماي تقربنا من أحد البائعين الذي اختص في بيع المقتنيات الرياضية فقال »تعطلنا كثيرا في بدءِ هذه الأجواء وكان علينا أن نصنعها قبل مغادرة الفريق الوطني لأرض الوطن حتى نسانده معنويا إلا أنه لا بأس بذلك، فأخبار الشارع الجزائري حتما ستصل إلى الخضر بسويسرا وبجنوب إفريقيا، بالنظر إلى وسائل الاتصال المتوفرة بكثافة في الوقت الحالي لاسيما الأنترنت وغيرها من الوسائل مما سيضمن وصول رسالة المساندة المعنوية للخضر أول بأول، ذلك ما سيزيد من عزمهم على تحقيق نتائج إيجابية بإذن المولى عز وجل«. اقتربنا من بعض المواطنين الذين لا تخرج أحاديثهم وتجمعاتهم في هذه الأيام عن آخر مستجدات الخضر فيما يتعلق بتحضيراتهم للمونديال، ذلك ما بات يميز أغلب التجمعات في الأحياء لاسيما في آخر المساء بعد أن ينتهي الكل من عمله. قال عمر »مباشرة بعد أن سافر محاربو الصحراء لم أعد أتوانى عن تتبع أخبارهم أول بأول عن طريق التلفاز والإذاعة، وكذا الجرائد خاصة وأن مشاركتهم فيها تشريف للجزائر وللعلم الوطني الذي سيرفرف عاليا في سماء جنوب إفريقيا أمام رايات منتخبات عالمية ذاع صيتها وشهرتها، فتلك الخطوة جبارة حققها الخضر برفقة المدرِّب الوطني رابح سعدان في انتظار ما سيحققوه في المباريات. الجرائد هي الأخرى سواء الرياضية أو السياسية عرفت مقروئية خلال الأسابيع الأخيرة ذلك ما أكده لنا صاحب أحد الأكشاك الذي قال إن بعض العناوين أصبحت تنفد مبكرا خصوصا بعد مغادرة الفريق الوطني لأرض الوطن، فالكل أصبح يريد الحصول على المستجدات في حينها. وبالتأكيد ستعرف تلك الأجواء حيوية ونشاطا بالغين مع العد التنازلي لبلوغ المونديال.